سياسيون لـ"العين": تونس تدفع "الضريبة الأكبر" للإرهاب بليبيا
منذ 4 سنوات، تواجه تونس خطر الإرهاب القادم من ليبيا، حيث زادت الطرق التي تستخدم في تهريب الأسلحة من وإلى ليبيا.
منذ 4 سنوات، تواجه تونس خطر الإرهاب القادم من ليبيا، حيث زادت الطرق التي تستخدم في تهريب الأسلحة من وإلى ليبيا، من خلال عمليات تجنيد متشددين، ما أدى إلى وقوع عدد من العمليات الإرهابية في تونس.
وبمتابعة الأحداث في ليبيا، تبدو العلاقة وطيدة بين سقوط معاقل الإرهابيين هناك، وبين تصاعد نسق العمليات الإرهابية في تونس، الأمر الذي ظهر جليا عقب اعتداءات المتطرفين على مدينة بن قرادان في تونس، حيث أكدت البيانات والمعلومات المسربة أن عناصر إرهابية ممن يحملون الجنسية التونسية في صبراتة خططوا لتلك الاعتداءات، بعد الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت صبراتة مؤخرا.
سياسيون تونسيون كشفوا لبوابة "العين" الإخبارية تفاصيل عن شريان الإرهاب الموصول بين ليبيا وتونس، وتداعياته على الدولة التونسية وشبابها في المقام الأول، معتبرين أن بلادهم تدفع "الضريبة الأكبر" للفوضى والإرهاب في ليبيا.
الوعاء الفكرى
من جانبه، قال عضو المجلس الوطني لنداء تونس اسكندر سهتال في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية إنه عقب ما حدث في المنطقة العربية من تحولات نتيجة ثورات متتالية أدت إلى انتقال على مستوى الأنظمة، شهدت تونس نقلة نوعية يمكن اعتبارها جرعة زائدة على مستوى الفكر.
وأوضح أن شباب تونس صار تارة شيوعيا و تارة قوميا وتارة إسلاميا و تارة اشتراكيا، و ذلك بسبب القحل الفكري السياسي خلال فترة النظام السابق، لكن من تأثر بالفكر المتأسلم للإخوان المسلمين والسلفية الجهادية كان أكثر الشباب رغبة في استبدال نمط عيشه بنمط صور له على أنه الطريق المختصر للجنة، وذلك من جانب دعاة قامت السلطة التونسية باستقبالهم وتوفير الأطر المكانية لهم لإلقاء دروس دينية في الظاهر، لكنها متشددة في الباطن، و من بينهم وجدي غنيم الممنوع في مصر و عدة دول أخرى.
حاضنات التدريب
وأضاف سهتال أنه مع تطور الأوضاع في ليبيا، و عدم وجود سلطة قادرة على مسك زمام الأمور، توجه شباب إلى ليبيا بهدف التدرب على حمل السلاح والمشاركة في ثورات مسلحة كالثورة السورية على سبيل المثال، كما كانت ليبيا حاضنة جغرافية جيدة لتدريب الجماعات المسلحة بقيادة أشخاص كانوا قادة في تنظيم القاعدة و كانوا متواجدين في بؤر توتر كالشيشان والعراق، ومن بين هذه الشخصيات الإرهابي أبو عياض الذي قام بإلقاء خطب تكفيرية في تونس ثم انتقل إلى ليبيا لدعم أقرانه بتنظيم القاعدة في المغرب الذي تحول بدوره إلى فرع لداعش.
مسارات التهريب
وتابع السياسي التونسي، أن توتر الأوضاع في المنطقة ساهم في كثرة مسالك التهريب بين تونس وليبيا، التي تحولت بدورها إلى مسالك لتهريب السلاح للجماعات في تونس و للخلايا النائمة الجهادية، لكن الإرادة الوطنية للشعب التونسي الذي رفض فكرة الإرهاب و التغير السياسي الذي حدث بعد انتخابات 2014 ساهم في تصعيب المهمة على الجماعات الإرهابية، فقامت السلطة التونسية ممثلة في البرلمان بتمرير قانون الإرهاب الذي يدعم التدخل الأمني و يعاقب بصرامة الإرهابيين، وكل من يدعمهم في خطوة أولى.
وأضاف:" ثم قامت السلطة ممثلة في الحكومة ببناء جدار عازل بين تونس و ليبيا، هذا الجدار قام بإغلاق المسالك الوعرة وجعلها غير نافذة لتونس، وهو مجهز بتقنيات مراقبة متطورة تساعد على تعقب أثر أي مشتبه، وقامت السلطة التونسية بتكثيف الدوريات في البوابات الليبية-التونسية في منطقة رأس الجدير، وهذا ما ظهر جليا في أحداث بن قردان الأخيرة التي تم تضييق الخناق فيها على الجماعات الإرهابية، مشددا أنه يجب على السلطة الليبية الحالية التنسيق مع السلطة التونسية نحو مزيد تعزيز المجهود المشترك للقضاء على الإرهاب.
العائدون من سوريا
فيما أوضح عضو المكتب السياسي لحزب حركة الشعب التونسي محمد الهادي غابري أنه مع اقتراب إغلاق الملف السوري بمختلف الترتيبات المتوقعة، بدأت أعداد من المقاتلين التونسيين ليست بالبسيطة بالعودة إلى تونس.
وأضاف غابري، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أنه قبل دخولهم للبلاد بدأوا في التمركز على طول الساحل الغربي لليبيا، بعضهم لشد أزر الدواعش، وبعضهم الآخر يستعد لدخول تونس، ولا شك في أن هؤلاء يشكلون خطرا على أمن تونس واستقرارها، ورغم أن الضربات الأمنية والعسكرية الاستباقية التي وجهت لبعض المتسللين وعدد من منتسبي الخلايا النائمة، إلا أن هذه الانتصارات تظل نسبية.
من جانبه، قال منسق حوار الشباب بمحور التصدي للإرهاب أسامة عويدات إنه لا بديل عن إقامة حوار مع الشباب، يبدأ ببلورة رؤية واضحة مشتركة معهم تشخص هذه الظاهرة وتوضح أسبابها وتنتهى برؤية استراتيجية للتصدي للإرهاب بمقاربات مختلفة وشاملة، تقرب وجهات النظر بين شباب الأحزاب المختلفة، وتخلق تقاليد الحوار بينهم لإنجاز مشروع مشترك الآن للتصدي للإرهاب ، موضحا أن المطلوب هو التنسيق أكثر على الصعيدين السياسي و الأمني مع دول الجوار لصد الجماعات المتسللة من ليبيا و مجابهة هذا العدو الاستراتيجي.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEwNCA= جزيرة ام اند امز