9 عوامل في دليل البالغين للحوار مع المراهقين
مشاكل الوالدين والمراهقين، أزمة لا يخلو منها منزل في العالم، وخبراء التربية ينصحون بفهم "تحت المهاد" و8 عوامل لمعالجة العلاقة المعقدة.
تعاني أغلب عائلات العالم من المشاكل التي تثار بشكل دائم بين الوالدين وأبنائهم من المراهقين، ولتسهيل عملية التعامل بينهم والتي غالبًا ما يشوبها سوء الفهم بين الحين والآخر، يجب على كل منهما فهم طبيعة "تحت المهاد".
و"تحت المهاد" هو المنطقة التي توجد في الفص الأمامي من المخ وتتحكم في النظام العصبي للإنسان وتسيطر على درجة حرارة الجسم والجوع والعطش.
ويؤدي "تحت المهاد" وظائف حيوية للجسم؛ حيث يضبط بعض عمليات الأيض، وبعض الأفعال اللاإرادية، كما يقوم بإنتاج وإفراز الهرمونات المحررة التي تقوم بدورها بضبط عملية إفراز الهرمونات في الفص الأمامي للغدة النخامية.
أما وظيفته التي على علاقة بكيفية تعامل المراهقين وآبائهم، فهي تكمن في ارتباطه بالجهاز الحوفي الذي يعتبر المسؤول الرئيسي عن التحكم بالعواطف والأنشطة الجنسية من خلال المواد المفرزة للهرمون المحرر لتوجيه الغدد التناسلية.
وحسب تحليل خبراء تربية نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن ردود الفعل الشديدة التي تحدث بسرعة استجابة لأمر بسيط بالمقارنة، يفسر لماذا يبدو أن الطفل عاقل ثم فجأة تتغير أحواله؛ حيث تتحرك المسالك العصبية في هذه الحالة من خلال عملية إعادة ترتيب أو إعادة إعطاء أوامر في مرحلة المراهقة.
وخلص الخبراء إلى أنه ليس هناك فائدة كبيرة في محاولة إجراء نقاش هادئ خلال هذه الحالات من الانفعال الزائد؛ لأنه في هذه الأوقات المتفجرة يشعر المراهقون بأنهم "يقاتلون من أجل حياتهم"، موضحين 9 عوامل يجب أن يفهمها الوالدان بشكل خاص لتسهيل تعاملهما مع أبنائهما المراهقين.
لا تخشوا الجدال
يقول بعض المراهقين إنهم يفضلون الجدال لأنه يتيح لهم طرح وجهة نظرهم التي ترى أن "الأمور لا يمكن أن تزداد سوءًا"، ولذلك نصح الخبراء بأنه إذا كان الطفل عاقل إلى حد ما، قد يكون الجدال هو الأسلوب الوحيد الذي يمكنهم من خلاله أن يعبروا عن شعورهم الحقيقي.
عدم الاستهانة
شدد الخبراء على أن الوالدين عليهم ألا يستهينوا بقوة انجذاب أبنائهما المراهقين إلى مراهق آخر، أو بمقدار رغبتهم في الاستحواذ على شيء ما، موضحين أنه إذا وقف الآباء أو الأمهات بين حصول أبنائهم المراهقين على الشيء الذي يريدونه سواءً كان حقيقيًا أو خياليًا أو بضاعة استهلاكية، فستكون النتيجة سيئة إلا إذا كنتم تتعاملون مع الأشياء بعناية.
ونصح الخبراء الوالدين باللجوء إلى المنطق في هذا الوقت والنظر إلى المخاطر الحقيقية وليس مخاوفهم فقط، إضافة إلى كيفية تعامل الأبناء مع هذا الشيء عادة، فإذا كانوا أشخاصًا يتحملون المسؤولية يمكن منحهم بعض الحرية، أما إذا لم يكونوا كذلك يجب الرفض بكل قوة تفاديًا لحدوث مشاكل مستقبلية.
ماذا لو اتهم المراهق والديه بعدم الفهم؟
في حال اتهم الابن أو البنت والديه بأنهما لا يفهمان أو لا يعرفان شيئًا عما يتحدثون، يجب وقتها تجنب قول "بلى لقد مررت بذلك"، ولكن يفضل قول "حسنًا ساعدني على الفهم"؛ وذلك لأن المراهقين معتادون على أن يطلب منهم البالغون ما يجب فعله، وهذه الطريقة قد توقفهم قليلًا عن المضي في طريقهم وقد يتعلم الوالدان شيئًا في الوقت ذاته.
عدم إغفال ما يحاولون توصيله
حتى لو وقع جدال بين الوالدين والمراهق، يجب عدم إغفال الرسالة الحقيقية التي يسعى لتوصيلها الابن أو البنت؛ لأن رغبة شديدة للحصول على أحدث ألعاب الكمبيوتر مثلًا قد تكون علامة على أن الحياة الحقيقية مرهقة جدًا لهم وأنهم بحاجة إلى الهروب.
لذلك يفضل استخدام عبارات على وتيرة "ماذا يعني هذا بالنسبة لكم" أو "ماذا سيحدث إذا لم تحصلوا عليها"، للتأكد من مدى أهمية ذلك لهم، وحتى إذا تم تأجيل الأمر إلى وقت آخر أو الرفض تمامًا إذا كان ضروريًا، فإنهم على الأقل سيعلمون أن الوالدين استمعا إليهم.
لا تحاول الفوز في كل جدال
يجب تجنب محاولة التفوق على المراهقين في كل جدال؛ لأنه حتى يبلغون ولديهم فكر تحليلي جيد يجب أن يعلموا أهمية الاستماع، خاصة أنهم قد يكونون على حق في بعض الأحيان.
وبدلًا من قول "هذا قراري وهذه نهاية النقاش"، من الأفضل إرجاء النقاش إلى وقت يمكن للوالد التحدث فيه بهدوء، ففي حال طرأ أمر من الضروري بحثه سواءً كان بسيطًا عن حفلة عيد ميلاد أحد أصدقائهم أو أمر حيوي مثل حجم الحرية التي يرغبون بها، يفضل الرد بأن "هذا يبدو أمرًا مهمًا لكلينا إذن يجب بحثه غدًا أو في يوم العطلة الأسبوعية"، أو إخبارهم بأنه أمر مهم يجب التفكير الجيد فيه قبل مناقشته.
اعرفوا أبناءكم ولا تخشوهم
لا تتراجعوا عن المناقشة بسبب تذمر أو صمت المراهقين؛ لأنه يجب ألا يتخلى والديهم عنهم في تلك المرحلة التي يحتاجون فيها آباؤهم وأمهاتهم كأي وقت ولكن بشكل مختلف، فهم لا يريدون والدين متطفلين أو متحكمين، ولذلك ينبغي تفادي نقاش القضايا المهمة في وقت غضب الوالدين، بل يجب أن يحسنا من أنفسهما إذا شعرا بحالة من الرفض من أبنائهم.
الجدال العاطفي
إذا أصبح الجدال عاطفيًا يفضل محاولة تشتيت طريق المهاد بعبارات مثل "في أي وقت قلت سيكون هذا الحفل؟"، أو "ماذا تفعل هذه اللعبة؟"؛ لأن هذه الجمل قد تحول رد الفعل إلى "الهدوء".
لا تخشوا الفكاهة
لا يفضل منع الفكاهة في الجدال؛ لأنها قد تخفف حدة التوتر خاصة إذا كانت مرتفعة إلى حد الصراخ، كما أن المراهقين يحبون الآباء الذين يسمحون بإلقاء النكات عنهم، ولا تضحكوا عليهم وإلا ستخاطرون بوجود جدال جديد.