لأول مرة.. "ألم الضمير" يجبر سياسيا فلسطينيا على اعتزال العمل العام
بعد ساعات من مقتل 3 أشقاء حرقا في غزة
قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يعتزل الحياة السياسية إثر مقتل 3 أطفال حرقا غرب غزة.
أجبر ألم الضمير عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذو الفقار سويرجو، على اعتزال العمل الوطني العام والانسحاب من الحياة السياسية.
وجاء إعلان الاعتزال بعد ساعات من وفاة 3 أطفال أشقاء (رهف ويسرى وناصر الهندي) إثر احتراق منزلهم في مخيم الشاطئ غرب غزة بشمعة أتت على أجسادهم وهم نيام مساء الجمعة خلال انقطاع التيار الكهربائي، وما فجرته الحادثة من تبادل الاتهامات بين الأطراف الفلسطينية حول المسؤول عن اندلاع الحريق في المنزل.
وقال سويرجو، العضو في الهيئة القيادية الثانية في الجبهة الشعبية، عبر صفحته على موقع "الفيس بوك" اليوم، "أعلن اعتزالي العمل العام والانسحاب من الحياة السياسية".
وبين سويرجو لبوابة "العين"، أن الوضع الفلسطيني العام لم يعد يحتمل، لذلك الانسحاب والجلوس في المنزل أفضل، ليقود المواطن العادي نفسه بعيدًا عن القيادات التي تتراشق بالاتهامات.
ويعتزل عادةً قيادات رفيعة في القوة الفلسطينية من الحياة السياسية العامة، لكن لأول مرة يعتزل مسؤول الحياة السياسية جراء تدهور الوضع المعيشي للمواطنين.
وهذه أول حالة اعتزال للعمل العام والحياة السياسية إثر التدهور الحاد في الوضع المعيشي للفلسطينيين، وما تخلفه من نتائج ذلك الوضع من تبادل للاتهامات بين الأطراف المختلفة خصوصًا بين طرفي الانقسام الفلسطيني في حركتي فتح وحماس.
ورفض القيادي في الجبهة الشعبية تأكيد استقالته من عضويته من اللجنة المركزية للشعبية، لكن مصدر مقرب منه أكد "أن قرار سويرجو مغادرة كل مواقع عمله السياسية والحزبية، بما فيها عضويته في اللجنة المركزية".
وشدد سويرجو على أن كل المسؤولين الفلسطينيين في كل الأطراف "شركاء فيما يحصل للمواطنين.. لذلك على المواطنين أن يأخذوا زمام المبادرة ويقرروا لأنفسهم ما يريدون بعد الفشل المريع للقيادات الحالية".
وانتخب سويرجو لعضو اللجنة المركزية في ثاني أكبر تنظيم فلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية عام 2008، وتولى بعد مسؤولياته العديد من المسؤوليات في الشعبية، ومثلها في عدد من اللجان الوطنية، ومن بينها اللجنة الوطنية لمتابعة ملف كهرباء غزة.
وملف كهرباء واحد من أهم الملفات المؤرقة للمواطن والمسؤول الفلسطيني على حد سواء منذ انهيار قطاع الخدمات الكهربائية، عقب قصف سلطات الاحتلال الإسرائيلي محطة توليد الكهرباء منتصف عام 2006.
وقال مصدر مقرب من الجبهة الشعبية، إن جهودا تبذل لإعادة سويرجو للمشاركة في الأنشطة السياسية العامة، مشيدًا بدوره الوطني المشهود له من جميع الأطراف الفلسطينية.
aXA6IDMuMTQ3LjYwLjYyIA== جزيرة ام اند امز