ثورة علمية على الطريق.. بدائل حاسوبية لحيوانات التجارب
إجراء التجارب على الحيوانات ربما يصبح أمرًا عفا عليه الزمن قريبًا، مع عمل العلماء للوصول إلى بدائل حاسوبية للحيوانات.
دائمًا ما كانت تجربة الأدوية على الحيوانات أمرًا شائكًا، فلا أحد بما في ذلك الباحثين يميل إلى القيام بهذا الأمر، ومن هذا المنطلق، بالإضافة إلى حقيقة أن نماذج الحيوانات غالبًا ما تعجز عن التنبؤ بدرجة صحيحة بكيفية تفاعل الدواء في البشر، يعمل العلماء بنشاط من أجل التوصل إلى بدائل.
ولحسن الحظ، تقول لورا ووترز، من جامعة هدرسفيلد البريطانية، إن هناك تقدمًا سريعًا في هذا الأمر في مناطق مختلفة، مما قد يعني أن إجراء التجارب على الحيوانات ربما يصبح أمرًا عفا عليه الزمن قريبًا.
استعرضت ووترز في مقال على موقع "ذا كونفرزيشن" بعض هذه البدائل الواعدة وهي نماذج حاسوبية، مثل "in silico" وهي تقنية تحاكي طريقة عمل التركيبة البيولوجية البشرية؛ للتنبؤ بسلوك دواء جديد داخل جسد الإنسان وحتى معرفة الآثار الجانبية التي قد تحدث.
هذه التقنية تساعد الباحثين على تحسين الدواء قبل اختباره على الحيوانات، كما بإمكانها تقليل عدد الحيوانات الخاضعة للتجارب عبر استئصال المركبات السامة بصورة مفرطة أو التي ليس من المرجح أن تكون فعالة.
أحد البدائل الأخرى هو اختبار "in vitro"، وهو مجموعة من المحاكات البيولوجية والكيمائية التي تعيد إنشاء أجزاء محددة من الجسد، وهي تتضمن محاكات للمخ والقلب والرئتين ومجموعة مختلفة من النظم الجسدية الأخرى.
وعلى الرغم من أن هذه الأنظمة قد تبدو أنها لا تشبه الجهاز الأصلي، ولكنها سوف تحتوي على خلايا وجزيئات صُنعت معمليًّا وتتصرف بطريقة مشابهة لتلك الموجودة في النظم البيولوجية الفعلية.
لا تزال هذه البدائل في حاجة إلى تحسينات، وعلى الرغم من أنها مستخدمة في بعض المعامل في وقتنا الحالي، إلا أنها تستطيع فقط المساعدة في تقليص المرشحين المحتملين للأدوية أو تأكيد النتائج التي حُصل عليها بالفعل من الحيوانات.
وللأسف، ليس من الممكن في وقتنا الحالي إعادة إنشاء جميع تعقيدات الجسد البشري، فالنماذج المستخدمة غالبًا ما تكون مبسطة تبسيطًا مفرطًا، وهذا قد يسبب صعوبة بعض الأوقات في التنبؤ بكل ما نحتاج معرفته عن دواء بعينه، وربما الغفلة عن ملاحظة التفاعلات البيولوجية أكثر غموضًا.
وفي بعض الأوقات، يمكن أن تعمل هذه الأنظمة المبسطة بطريقة جيدة، خاصة عند ترتيب سلسلة من الأدوية المحتملة ضد بعضها البعض، أو البحث عن تفاعل بعينه.
تختتم ووترز مقالها بالقول، إننا في فترة مثيرة للغاية من التقدم العلمي، فيمكن تخيل أنه يمكن تحديد جميع المعلومات الضرورية لفهم سلوك الأدوية بدون الحاجة إلى إجراء التجارب على الحيوانات، ومن المحتمل أنه خلال العقد أو العقدين القادمين لن يكون هناك حاجة إلى إجراء التجارب على الحيوانات في صناعة الأدوية.
aXA6IDMuMTQ1LjgxLjI1MiA= جزيرة ام اند امز