عندما تفقد شخصا غاليا تشعر عادة بألم في الصدر، قد لا تعاني حقا من مرض عضوي، لكن الحزن والألم والحسرة يسببون آلاما جسدية.
عندما تفقد شخصا غاليا، قد تشعر بألم في الصدر أو في القلب أو ضيق في التنفس، قد لا تعاني حقا من مرض عضوي، لكن الحزن والألم والحسرة يسببون آلاما جسدية ويؤدون للإحساس بعدة أمراض رغم عدم وجودها حقيقة، حسب ما أكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" نقلا عن جمعية الأمراض النفسية البريطانية.
لذا، فكلمات مثل صداع وألم وأذى غالبا تستخدم لوصف صدمة عاطفية، لكن الذين مروا بحالة حزن شديدة كثيرا ما يشكون من ألم جسدي، المغص وضربات القلب المتسارعة والحساسية الشديدة من الضوضاء، كلها أعراض جسدية ناتجة عن ألم نفسي وعاطفي.
والغريب أنه لا توجد أعراض محددة وموحدة لهذه الحالات، فهي تعتمد على رد فعل كل شخص ومدى إحساسه بالحزن والخسارة.
ووجهت البي بي سي السؤال لعدة أشخاص عانوا من أعراض جسدية بعد موت شخص عزيز لديهم، وأكد بعضهم تعرضه لألم في المعدة وآخرون صعوبة في التنفس وغيرهم ألم في الصدر بل أن بعضهم عانى من قصور في بعض الوظائف الحيوية مثل فقد الصوت، مما أدى إلى اتباعهم بعض العلاج، بعدما أكد لهم الأطباء أنه ناتج عن صدمة عصبية.
وذكرت البي بي سي أن علماء جامعة كاليفورنيا أجروا فحوصات على العديد من المرضى، أظهرت أن الجزء الذي يتعامل مع الألم النفسي في المخ أو القشرة الحزامية الأمامية يتعامل أيضا مع الألم العاطفي.
وكشف العلماء أن آلام الصدر والقلب هي غالبا أكثر الأعراض التي يتم الشكوى منها أو ما يعرف بـ "عارض القلب المحطم"، وأوضحوا أنه دائما يكون نتيجة ضغط نفسي حيث تضعف عضلة القلب وتغير إحدى غرف القلب شكلها.
ويعتقد أن هذا العارض يؤثر في 100 شخص من بين كل مليون سنويا، وأشارت دراسة بجامعة إمبريال البريطانية إلى أن هذا الأمر قد يكون آلية لحماية القلب من نقص الأدرينالين، والذي يصاحب الصدمة والحزن.
وفقدان شخص مقرب قد يترك الناس معرضين للعدوى، حيث كشفت دراسة لجامعة برمنجهام البريطانية أن الذين يتعرضون لحزن شديد خاصة كبار السن قد يعانون من نقص وظيفة الخلايا البيضاء، الأمر الذي يجعلهم يتأثرون بسرعة بالباكتيريا فيصابون ببعض الأمراض مثل الالتهاب الرئوي.
وهذا قد يفسر سبب موت بعض العجائز فور وفاة شركائهم في الحياة مثل قصة مصرع زوجين بريطانيين عام 2014 كانا في الـ 76 من عمرهما بفارق 14 ساعة فقط عن بعضهما البعض.
وأوضح الأطباء أن ذلك ما يقول عنه الناس أنه مات بسبب القلب المفطور وهو ما يقول عنه الأطباء أنه وفاة نتيجة عوامل أثرت بالجهاز المناعي، كما أن من يعانون من الحزن الشديد تصبح أجسامهم ضعيفة في إفراز مضادات حيوية طبيعية في استجابتها للتطعيمات.