الخلافات تعطل مسار "ثورة الجيل الخامس" في أوروبا
سباق محموم تخوضه قارتا أوروبا وآسيا نحو إطلاق تكنولوجيا "الجيل الخامس" للاتصالات، لكن العراقيل تعيق المسار الأوروبي.
تخوض قارتا أوروبا وآسيا منافسة محمومة لبدء إطلاق "الجيل الخامس" من تكنولوجيا الاتصالات، الذي يعكس قدرات فائقة من شأنها إحداث ثورة في عالم الاتصالات، عبر تقديم أضعاف سرعة الإنترنت مقارنة بشبكات الجيل الرابع، ورغم إعلان أوروبا سابقًا نيتها إطلاق التكنولوجيا الجديدة بحلول 2020، يبدو أنها لن تستطيع الوفاء بهذا الموعد.
وتوضح مجلة "بوليتيكو" البلجيكية أن الاتحاد الأوروبي لا يفتقد لروح المبادرة أو لرأس المال اللازم لإطلاق الجيل الخامس من تكنولوجيا الاتصالات، ولكن العائق يكمن في الخلافات بين الدول.
فالسلطات الإقليمية هي من تسيطر على السياسات المتعلقة بتخصيص نطاق الإرسال والتراخيص اللازمة لإطلاق خدمات الجيل الخامس، وبالفعل كانت أوروبا قد أعلنت من قبل أنها ستخصص نطاق 700 ميجاهرتز المستخدم لخدمات التلفزيون لخدمات الجيل الخامس.
ويصر مؤيدو التكنولوجيا الجديدة على أن القارة الأوروبية تحتاج إلى تطبيق نفس المعايير ومواءمة الأطياف الترددية في الوقت ذاته تقريبًا في جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ28، موضحين أنه لا يمكن أن يكون التحرك فرديًا في منطقة أزالت الحواجز بين مواطنيها وبضائعها، وترغب بروكسل في إنشاء نسخة رقمية من منطقة السفر بلا حدود (شنجن)، وبسبب هذه الرؤية، يبدو أن مسار ثورة الجيل الخامس سيتعطل في أوروبا.
ومن ناحيتها، حاولت النائبة السابقة لرئيس المفوضية الأوروبية لتكنولوجيا المعلومات، نيلي كروس، تنسيق مسألة الطيف الترددي بين دول الاتحاد الأوروبي، في إطار حزمة تشريعية يطلق عليها "القارة المتصلة"، لكن هذه الخطوة التنسيقية فشلت في صيف 2015 بسبب الخلافات بين الحكومات الوطنية لدول الاتحاد.
وما زالت بلجيكا تبذل محاولات لإطلاق سوق رقمي موحد، وهي الخطة التي أعلنتها العام الماضي، لكنها تقابل بمعارضة من أصحاب المصالح القوية على المستوى الوطني في بعض دول أوروبا، بحسب "بوليتيكو".
ومن المتوقع أن تدعم ثورة الجيل الخامس، في حال تطبيقها، اتصال مليارات أجهزة الهواتف الخلوية الجديدة وأجهزة المنازل والسيارات والطائرات بدون طيار، مع رفع جودة عروض الفيديو نظرًا لخفض زمن تحليل البيانات بشكل كبير، ويتوقع أن تضاهي سرعات هذه الشبكة سرعة الإنترنت عبر الألياف الضوئية حاليًا، وصولاً إلى 10 جيجابايت في الثانية، وستقدم رد الفعل الفوري اللازم لدعم اتصال السيارات وتطبيقات الواقع الافتراضي.
ويبذل مسؤولون أوروبيون جهودًا مضنية لإقناع الدول الأعضاء في الاتحاد بالسماح بتخصيص الطيف الترددي 700 ميجاهرتز لشبكات الجيل الخامس بحلول 2020.
وربما تواجه بعض دول الاتحاد الأوروبي صعوبات مادية لتغيير بنيتها التحتية لتخصيصها لشبكة جديدة، بعد أن استثمرت بشكل كبير في مجال تكنولوجيا الاتصالات، وفقًا لاتحاد الإذاعات الأوروبية، وتستمر تراخيص الطيف الترددي في بعض الدول، مثل إيطاليا، إلى عام 2032.
وتقود إيطاليا واليونان ورومانيا كتلة أوروبية تطالب بتأجيل عمليات نقل الطيف الترددي إلى ما بعد 2020، في حين تستعد كل من فرنسا وألمانيا والسويد للوفاء بالموعد المحدد، في الوقت الذي وضعت فيه الدانمرك وفنلندا والمملكة المتحدة خططًا لمحاولة تنفيذ عملية نقل الطيف خلال السنوات القليلة المقبلة.
ويبدو أن الخلافات الأوروبية ستفسح المجال أمام المنافس الأسيوي لتحقيق السبق في إطلاق تكنولوجيا الجيل الخامس؛ إذ وعدت كوريا الجنوبية بتطوير شكل من أشكال التكنولوجيا في الوقت المناسب ليبدأ العمل به في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2018، فيما بدأت بعض الشركات الصينية اختبار التقنية الجديدة.
aXA6IDMuMTI5LjYzLjI1MiA= جزيرة ام اند امز