رسائل محمد بن زايد لفريق COP28.. حماية الكوكب مسؤولية
15 رسالة وجهها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، حول مؤتمر COP28، رسم من خلالها خارطة طريق شاملة لحماية الكوكب.
جاءت تلك الرسائل خلال استقباله ــ في مجلس قصر البحر في أبوظبي ــ فريق عمل الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ cop28، بحضور أعضاء اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير للمؤتمر.
تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسمت خارطة طريق تتضمن رؤية الإمارات لمواجهة تغير المناخ أكبر تحد يواجه البشرية من خلال استضافتها مؤتمر COP28 نهاية العام الجاري.
تضمنت تلك الخارطة الأهداف التي تسعى دولة الإمارات لتحقيقها من خلال المؤتمر، وخططها وآلياتها لتحقيق تلك الأهداف، وما تملكه من مقومات ونقاط قوة تعزز فرصها في تنظيم أنجح مؤتمر بيئي عالمي.
تضمنت الرسائل أيضا توجيهات هامة لفريق العمل، مع الإعراب عن الثقة بدوره، وإبراز أهمية هذا الدور للعالم أجمع، مع التأكيد على أهمية التعاون الدولي والعمل الجماعي لمواجهة خطر التغير المناخي.
وتستضيف دولة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دروته الثامنة والعشرين COP28، في مدينة إكسبو دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول 2023.
جهود مكثفة
ومع قرب انطلاق القمة تكثف الإمارات جهودها الهادفة أن يكون "كوب 28" أنجح مؤتمر بيئي عالمي، عبر تحقيق أهدافه ورسم خارطة طريق للعالم لمواجهة التحدي الأكثر تهديداً لمستقبل كوكب الأرض، وهو تغير المناخ، بما يصب إجمالا في مستقبل أفضل للعالم والبشرية.
وحرصا من القيادة في دولة الإمارات على متابعة التحضيرات الجارية للإعداد للمؤتمر، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ــ في مجلس قصر البحر في أبوظبي ــ فريق عمل الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ cop28 ،بحضور أعضاء اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير للمؤتمر.
وفي رسالة هامة للعالم حول أهمية جهود هذا الفريق وأهمية الدور التي تقوم به الإمارات من خلال هذا المؤتمر، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن" جهود فريق مؤتمر الأطراف لتسريع العمل المناخي الفاعل تخدم البشرية جمعاء في مواجهة تغير المناخ".
وشدد على أن "الحفاظ على كوكبنا وحماية الحياة فيه من أجل أجيال الحاضر والمستقبل هي مسؤولية عالمية تقودها دولة الإمارات من خلال هذا المؤتمر".
ووجه دعوة هامة للعالم "إلى تعزيز التعاون والعمل المشترك والشامل للوصول إلى نتائج ومخرجات تعود بالنفع على العالم كله".
3 أهداف
وأبرز الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في رسائله 3 أهداف عامة تسعى دولة الإمارات إلى تحقيقها خلال هذا المؤتمر، من بين جملة أهداف وهي:
-تحقيق التقدم الجذري المطلوب في العمل المناخي.
-التركيز على إيجاد حلول عملية وملموسة للحد من تداعيات تغير المناخ
- تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
وتسعى دولة الإمارات دائما لتعزيز مفهوم الاستدامة، و التي سبق أن عرفتها لجنة أممية بأنها "تعني تلبية حاجات الحاضر دون المساس بقدرات الأجيال المستقبلية على تلبية حاجاتها الخاصة".
بمعنى آخر هو العمل على تحقيق التنمية المستدامة التي تستهدف مواءمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية مع الأولويات البيئية، من أجل الحد من التدهور البيئي الحالي وتغير المناخ مع الحفاظ على الموارد الطبيعية قدر الإمكان بما لا يتعدى قدرتها على التجدد من أجل مستقبل الأجيال القادمة، والعمل على تحقيق تنمية طويلة الأمد.
وسبق أن أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، 2023 "عام الاستدامة" في دولة الإمارات تحت شعار "اليوم للغد".
3 آليات عمل
كما حدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بعض الآليات التي تقوم بها الإمارات لتحقيق أهداف المؤتمر، وأبرز في هذا الصدد 3 أمور وهي:
- العمل على تعزيز التكاتف والتعاون الدولي سعياً إلى إيجاد حلول عملية لتحديات تغير المناخ.
- العمل على تمكين الشباب والمرأة والمجتمع من الإسهام في حشد الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ .
- دولة الإمارات ستستثمر علاقاتها الدولية الطيبة، وتطبق نهج الحوار والتعاون والعمل بحكمة ونظرة شاملة تحتوي الجميع.
وفي إطار سعيها لتطبيق نهج الحوار وتعزيز التعاون الدولي ، يجوب الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28 العالم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، على مدار الساعة، لإجراء لقاءات ومباحثات والمشاركة في مؤتمرات وفعاليات هدفها معالجة التحديات المرتبطة بالتغير المناخي، وتوفير تمويل العمل المناخي.
كما تستهدف تلك الجولات تقريب وجهات النظر للوصول إلى إجماع دولي حول مهمة واحدة ومشتركة وهي تحقيق هدف تفادي ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض فوق عتبة الـ 1.5 درجة مئوية، وفق ما ينص اتفاق باريس 2015.
5 مقومات نجاح
وحدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في رسائله 5 مقومات نجاح الإمارات في تحقيق أهداف هذا المؤتمر:
- الاستدامة جزء أصيل من نهج دولة الإمارات وجهودها لدعم العمل المناخي .
- دولة الإمارات من خلال استضافتها مؤتمر “cop28” تبني على إرثها الراسخ في حماية البيئة والمحافظة عليها الذي أرساه المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .
- تمتلك دولة الإمارات مختلف الإمكانيات والقدرات اللازمة لاستضافة المؤتمر، بما فيها البنية التحتية الحديثة.
- تتمتع دولة الإمارات بسجل كبير في مجال الاستدامة والحفاظ على البيئة.
- تتمتع دولة الإمارات بمصداقية عالمية، وعلاقات طيبة مع مختلف دول العالم.
الإمارات.. مهام عظيمة
وحرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في رسائله إبراز أهمية الدور التي تقوم به الإمارات للعالم أجمع من خلال استضافة هذا المؤتمر، وقال في هذا الصدد:
- جهود فريق مؤتمر “cop28” لتسريع العمل المناخي الفاعل تخدم البشرية جمعاء في مواجهة تغير المناخ.
- الحفاظ على كوكبنا وحماية الحياة فيه من أجل أجيال الحاضر والمستقبل هي مسؤولية عالمية تقودها دولة الإمارات من خلال مؤتمر “cop28” .
وسيشهد مؤتمر COP28 أول تقييم عالمي للتقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، مما يتيح محطة مهمة وحاسمة لتوحيد الآراء والاستجابة للتقارير العلمية التي تشير إلى ضرورة خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول 2030 للتقدم في تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض فوق عتبة الـ1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050.
وسيسهم إنجاز هذا التقييم العالمي في تحقيق الزخم اللازم لمفاوضات هذا المؤتمر ومؤتمرات الأطراف المستقبلية.
توجيه وإشادة
أيضا تضمنت رسائل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال استقباله ــ في مجلس قصر البحر في أبوظبي ــ فريق عمل الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، توجيه هام وإشادة كبيرة، شدد في هذا الصدد على:
- ضرورة مضاعفة العمل سعياً إلى إنجاح الاستضافة.
- الإشادة بجهود فريق “cop28” في الإعداد لتنظيم المؤتمر والعمل على تحقيق أهدافه المرجوة.
تجربة ملهمة
وتمتلك دولة الإمارات مسيرة حافلة في العمل من أجل البيئة والمناخ منذ تأسيسها على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قبل 52 عاما، في جهود تتواصل في ظل القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
تلك الجهود انطلقت بعد 6 أشهر فقط من تأسيس دولة الإمارات عام 1971 من خلال مشاركة وفد رفيع المستوى في المؤتمر الأول للأمم المتحدة المعني بحماية البيئة والعمل من أجل استدامة الموارد الطبيعية، ثم صدور أول قانون وطني في المنطقة يستهدف حماية البيئة في العام 1975.
ووقعت دولة الإمارات بروتوكول مونتريال الخاص بالمواد المسببة لتآكل طبقة الأوزون في عام 1989، وفي مطلع تسعينيات القرن العشرين تم الاتفاق بشكل دولي على إطلاق اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ، لتمثل أول تحرك عالمي لمواجهة هذا التحدي الهام، وفي 1995 انضمت دولة الإمارات للاتفاقية للمشاركة في الحراك الدولي للعمل المناخي.
وبعد إطلاق واعتماد بروتوكول كيوتو الملزم للدول المتقدمة بأهداف خفض الانبعاثات، صدقت دولة الإمارات في العام 2005 على البروتوكول كأول دولة من الدول الرئيسية عالمياً لإنتاج النفط.
ومثل العام 2006 نقطة فارقة في مسيرة عمل دولة الإمارات من أجل البيئة والمناخ والذي شهد إطلاق شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" كنموذج إماراتي عالمي لقطاع الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة والتطوير العمراني المستدام.
كما أطلق مشروع "براكة" للطاقة النووية عام 2012 والذي من المتوقع مع دخول كامل المحطات الخدمة أن يوفر ما يصل إلى 25% من الاحتياجات المحلية من الطاقة الكهربائية.
ونظراً لأهمية موضوع التغير المناخي محلياً وعالمياً، أدرجت دولة الإمارات التصدي لهذه الظاهرة كأحد أهدافها الرئيسية، لتحقيق التنمية المستدامة، واعتمدت باقة واسعة من التشريعات والاستراتيجيات الداعمة للعمل من أجل البيئة والمناخ، ومنها التحول نحو منظومة الاقتصاد الأخضر.
وكانت دولة الإمارات أول دولة خليجية توقع اتفاق باريس 2015.
وفي عام 2016، وسعت دولة الإمارات دور وزارة البيئة والمياه لتدير جميع الجوانب المتعلقة بشؤون التغير المناخي الدولية والمحلية، وأعادت تسمية الوزارة لتصبح وزارة التغير المناخي والبيئة، لتعمل على قدم وساق على تعزيز جهود دولة الإمارات في معالجة مشكلة التغير المناخي، وحماية النظم البيئية الفريدة.
ولا تقتصر جهود دولة الإمارات على الصعيد المحلي فقط، وإنما تكثف جهودها على الصعيد الدولي لتعزيز العمل المناخي وتحفيز وقيادة عمل جماعي شامل وفعال من أجل المناخ عالميا.
وعلى صعيد جهودها الدولية لمواجهة تغير المناخ، استثمرت دولة الإمارات ما يزيد على 50 مليار دولار في مشروعات للطاقة النظيفة في 70 دولة، وأطلقت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مبادرة شاملة بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية للاستثمار في الطاقة النظيفة وتعزيز الأهداف المناخية المشتركة وأمن الطاقة العالمي، سيتم بموجبها استثمار 100 مليار دولار لتوليد 100 غيغاواط إضافية من الطاقة النظيفة في دولة الإمارات والولايات المتحدة والاقتصادات الناشئة حول العالم بحلول سنة 2035.
كما تقوم دولة الإمارات بجهد بارز في حشد الجهود العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي من خلال استضافتها لكبرى الفعاليات والأحداث التي شكلت منصة جامعة لكبار المسؤولين وصناع القرار والخبراء من حول العالم؛ أبرزها مؤتمر "أسبوع أبوظبي للاستدامة"، و"كوب 28."
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA== جزيرة ام اند امز