تفعيل قيادة النساء بالسعودية.. لحظة تاريخية تكسر عقودا من الحظر
بدء تطبيق القرار الخاص بقيادة المرأة السعودية للسيارة
مع حلول منتصف ليل السبت، دقت ساعة التغيير التاريخي في السعودية، حيث كانت نساء المملكة العربية السعودية مع موعد مع إلغاء الحظر المفروض سابقا على قيادتهن السيارات.
قرار رائد يأتي تفعيله عقب عام من مبايعة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وفي وقت تخوض فيه السعودية، مرحلة إصلاحات كبرى تدعم مركزها الريادي على المستويين الإقليمي والدولي.
منعطف تاريخي
الليلة سقط الحظر، وظهرت شوارع السعودية على موعد للتعرف على مركبات النساء لأول مرة، وسط اهتمام إعلامي كبير، وسعادة بالغة تترقب فيها نساء المملكة العربية السعودية عقارب الساعة، وهي تزف لهن لحظة تحقيق حلم طال انتظاره على مدى عقود.
لحظة تاريخية تشكل منعطفا بتاريخ السعودية، وفق مراقبين، وتفتح فيها مجالات الحياة على نوافذ جديدة تؤسس لمملكة حديثة بجميع المقاييس.
عقود من الحظر تكتسحها لحظة تاريخية تفتح أبواب الزمان على تحديات جديدة تخوضها المرأة السعودية، لتحلق الأخيرة عاليا، وترفرف أحلامها معلنة عهدا جديدا.
وبذلك، تنطلق النساء بسياراتهن، اليوم، في شوارع السعودية مع رفع آخر حظر مفروض في العالم على قيادة المرأة، تفعيلا لأمر ملكي صدر في سبتمبر/أيلول الماضي عن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
قرار وجّه أنظار العالم بأسره نحو المملكة النابضة على إيقاع إصلاحات واسعة النطاق، يقودها ولي العهد الذي يسعى لتنويع اقتصاد أكبر مصدر للنفط في العالم، وتحقيق انفتاح في مجتمع شديد التحفظ.
استعدادات حثيثة من قبل الجهات المسؤولة بالسعودية.. ترقب وانتظار من طرف النساء.. دموع الفرحة وتحول أنظار العالم نحو المملكة العربية السعودية.. جميعها عوامل جعلت من الثانية الفاصلة بين السبت والأحد، منعطفا حقيقيا بتاريخ السعودية.
لحظة يعتري فيها نساء المملكة العربية السعودية، ونساء الأرض جميعا، مزيج من الفرحة والرهبة والترقب والخوف.. مشاعر متنافرة، لا يوحدها سوى ذلك الإحساس الخفي بالفخر والمسؤولية النابع من الثقة الملكية التي انتصرت أخيرا لحقهن في القيادة.
قوانين استباقية
استباقا لما يمكن أن يرافق قيادة النساء السيارات في المملكة العربية السعودية من تحرش، جرى الشهر الماضي، سن قانون يقضي بالحبس ودفع غرامة ضخمة، عقوبة لجريمة التحرش.
وفي الواقع، فإن قيادة المرأة للسيارة لا يعد أمرا جديدا أو غريبا على المجتمع السعودي، بغض النظر عن السماح به من عدمه، ذلك أن المرأة السعودية كانت تقود المركبة في البادية والقرى والهجر منذ عشرات السنين، إلا أن الجديد اليوم هو أنها ستقودها بالمدن.
تحول تاريخي بسوق العمل
دراسة أجرتها شركة "جلف تالنت" المتخصصة في التوظيف الإلكتروني، أشارت إلى أن سوق العمل في المملكة العربية السعودية ستشهد تحولات تاريخية بتطبيق الأمر الملكي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة.
وذكرت الدراسة أن 82% من النساء السعوديات ينوين قيادة السيارة هذا العام، ما يرفع معدل حصول النساء اللواتي يقدن السيارات على وظائف كانت حكرًا على الرجال، تمكينًا للمرأة ضمن أهداف رؤية السعودية 2030.
وتهدف رؤية السعودية 2030 إلى تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل، ومن المتوقع أن تسهم الفرص الجديدة بعد القرار الجديد في تحقيق هذا الهدف.
الدراسة نفسها كشفت أن هذا القرار سيدعم ارتقاء النساء السعوديات العاملات إلى وظائف ذات مردود مادي أكبر، وهذا ما سيوفر لهن درجة أعلى من التطابق بين مهاراتهن ومتطلبات العمل، فضلا عن التطور المهني للمرأة برفع قيود التنقل.
وبحلول عام 2020، من المتوقع أن يبلغ عدد النساء السعوديات ممن يستطعن قيادة السيارة نحو 3 ملايين سيدة، حسب أبحاث سوقية أجرتها شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز"، المتخصصة في أعمال التدقيق.
رقم سيحقق انتعاشة كبيرة في قطاع السيارات بالسعودية، الذي من المنتظر أن يشهد ارتفاعا كبيرا في الطلب، وخلق وظائف جديدة للكوادر النسائية.