اعتقال 195 شخصا خلال الاحتجاجات الأضخم بالجزائر
مظاهرات حاشدة تجتاح أغلب المدن الجزائرية رفضا لترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
شهدت العاصمة وأغلب المدن الجزائرية، الجمعة، مظاهرات حاشدة شارك بها مئات الآلاف رفضاً لترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
وقال التلفزيون الجزائري إن قوات الأمن اعتقلت 195 شخصاً خلال الاحتجاجات التي تطالب بإنهاء حكم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الممتد منذ 20 عاماً.
وأفادت تقارير إعلامية بأن مظاهرات الجمعة في العاصمة الجزائر، تشهد حشوداً أكثر من مظاهرات الأسبوعين الماضيين.
وحول تقدير أعداد المشاركين في المظاهرات، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إنه بغياب أي معلومات من السلطات عن أعداد المشاركين فيها، ذهب البعض على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الحديث عن "ملايين ربما"، دون إسناد هذه المعلومات إلى أي مصدر.
كما أكدت وسائل إعلام جزائرية أن المظاهرات في مدينتي وهران وقسنطينة، ثاني وثالث مدن البلاد، كانت حاشدة أيضاً وجمعت أكثر بكثير من مظاهرات الأسبوعين الماضيين، فيما ذكرت مصادر أمنية أن العديد من المدن الأخرى شهدت أيضاً مظاهرات كبيرة.
وامتلأت شوارع وسط العاصمة بالحشود حتى إن المتظاهرين كانوا يجدون صعوبة في التحرك خصوصاً في ساحة البريد الكبرى.
وتزامنت الاحتجاجات مع إحياء اليوم العالمي للمرأة؛ حيث شاركت نساء كثيرات من مختلف الأعمار في التجمع الذي هتف المشاركون فيه هتافات مناهضة للنظام الجزائري.
وأفاد صحفي في فرانس برس بأن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفرقة متظاهرين حاولوا خرق طوق أمني للشرطة يغلق طريقاً يصل إلى مقر رئاسة الجمهورية.
وفي وهران، قال صحفي لفرانس برس إن سكان المدينة خرجوا عن بكرة أبيهم في سابقة لا مثيل لها، موضحاً أيضاً أن نسبة المتظاهرين من النساء كانت كبيرة وبلغت تقريباً نصف المشاركين.
وفي قسنطينة، أفاد أيضاً صحفي في المكان "إن التعبئة كانت كبيرة جداً وعدد المشاركين فاق بكثير أعدادهم في الثاني والعشرين من فبراير/شباط والأول من مارس/آذار".
أما في عنابة رابع مدن الجزائر فكانت المشاركة في المظاهرة "هائلة" حسب صحفي فرانس برس، والأمر سيان في مدينة بجاية في منطقة القبائل في شمال البلاد.
وأشارت مصادر أمنية إلى مسيرات "حاشدة" أيضاً في تيزي وزو، وتيارت، ومعسكر (شمال غرب)، وغرداية (وسط)، ومسيلة (شمال)، وسيدي بلعباس، وتلمسان (شمال غرب).
وكان بوتفليقة حذر في رسالة، الخميس؛ بمناسبة يوم المرأة العالمي من "الفتنة" و"الفوضى"، ودعا في رسالته "إلى الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أي فئة غادرة داخلية أو أجنبية قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات".
لكن لا يبدو أيضاً أن المحتجين ينوون التراجع عن مطالبهم رغم تحذيرات بوتفليقة الذي يعتبر أنصاره أنه الضامن للسلم الاجتماعي ومنقذ البلاد من "العشرية السوداء" (1992-2002) ومن موجة اضطرابات ما عرف بـ"الربيع العربي".
ويعالج بوتفليقة بمستشفى في جنيف ولم يتحدث في أي مناسبة علنية منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013 لكنه قال يوم الخميس - في رسالة قرأتها نيابة عنه وزيرة البريد - إن الاضطرابات التي دخلت أسبوعها الثالث قد تزعزع استقرار البلاد.
وخلال الأيام الماضية، التحقت منظمات وأحزاب وشخصيات سياسية وتاريخية ورجال أعمال لاحتجاجات غير مسبوقة هي الأولى في تاريخ حكم بوتفليقة، تطالبه بالرحيل، وسط تقارير لوسائل إعلام سويسرية، تؤكد تدهور الحالة الصحية للرئيس الجزائري الموجود في جنيف منذ 24 فبراير/شباط الماضي للعلاج.