ليبيا تدعو إلى دور عربي وأفريقي أكبر لحل الأزمة في البلاد
رئيس لجنتي الخارجية والنفط بالبرلمان الليبي يؤكد لـ"العين الإخبارية" أن ما تمر به البلاد نتيجة لتعثر خطط بعثة الأمم المتحدة
قال رئيس لجنتي الخارجية والنفط بمجلس النواب الليبي يوسف العقوري إن ما تمر به البلاد اليوم هو نتيجة لتعثر خطط بعثة الأمم المتحدة في ليبيا وعدم واقعيتها، وعدم تنفيذ الترتيبات الأمنية المتفق عليها.
وأضاف العقوري، في حوار مع "العين الإخبارية"، أن المجتمع الدولي تدخل عام 2011 لغرض حماية المدنيين، وقام بإسقاط نظام القذافي، ولكنه لم يضع خططا بديلة لإعادة الاستقرار وبناء مؤسسات الدولة الليبية.
وتابع العقوري: "المجتمع الدولي خذل الشعب الليبي ووقف «يتفرج» على تغول المجموعات المسلحة على مفاصل البلاد وعلى انتشار المجموعات المتطرفة حتى سيطرت على مدن بأكملها، كما كان من مسؤوليات الجيش التحرك لإنقاذ البلاد ووضع حد لهذا التدهور، كما أنه لا يمكن أن تستمر مجموعات مسلحة في السيطرة على مؤسسات البلاد في العاصمة طرابلس".
وأوضح رئيس لجنتي الخارجية والنفط بمجلس النواب الليبي أن أحد أبرز أسباب تعثر بعثة الأمم المتحدة هو ضعف الدعم لها من مجلس الأمن الدولي، متمنيا أن يشارك الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية بدور أكبر في حل الأزمة الليبية.
وأردف العقوري: "لم نلمس أي مجهودات جادة من الاتحاد الأوروبي جارنا الأكبر لمساعدتنا رغم ما تشكله ليبيا من أهمية لاستقرار جنوب أوروبا ومعالجة أزمة الهجرة، ونستغرب كيف يقف الاتحاد الأوروبي متفرجا تجاه تدهور الأوضاع في بلادنا".
ورجح العقوري أن تكون الخلافات الأوروبية حالت دون الوصول إلى سياسة موحدة تجاه ليبيا، قائلا: "لا يزال الملف الليبي غائبا عن صانع القرار الأوروبي رغم مناشداتنا وطلباتنا المتكررة بدور إيجابي أكبر ولا ننسى أن دولتين بالاتحاد الأوروبي قادتا التدخل العسكري الذي أدى في النهاية لإسقاط النظام ودخولنا هذه المرحلة، ونحمل الاتحاد الأوروبي المسؤولية التاريخية أمام الشعب الليبي".
واستغرب رئيس لجنتي الخارجية والنفط بمجلس النواب الليبي من وصول السفينة الإيرانية المشبوهة إلى ميناء مدينة مصراتة، موضحا "أن عملية صوفيا متوقفة وهي العملية الأوروبية التي كان من المفترض أن تحمي سواحلنا من مهربي السلاح وغيره".
ونوه العقوري، في حواره مع "العين الإخبارية"، إلى أن لجنة الخارجية لم تتلق أي رد بخصوص الطيار الأجنبي المرتزق الذي أسقطت طائرته أثناء قتاله ضمن صفوف قوات حكومة الوفاق، مضيفا "كنا نتوقع اهتماما أوروبيا للكشف عن شبكات تجنيد المرتزقة، خاصة وأن الطيار يحمل جنسية إحدى الدول الأعضاء".
وأعرب العقوري عن أمله في أن تعيد انتخابات البرلمان الأوروبي القادمة الملف الليبي إلى أولوية صناع القرار الأوروبي، كما أكد حرصهم على بناء علاقات متوازنة مع الدول الأوربية قائمة على الاحترام المتبادل.
وكشف رئيس لجنتي الخارجية والنفط بمجلس النواب الليبي يوسف العقوري عن صفقة شركة توتال الفرنسية، حيث أقدمت شركة توتال عام 2016 على شراء حصة ماراثون الأمريكية في شركة الواحة بصفقة تقدر قيمتها بـ400 مليون دولار.
وأوضح العقوري أن هذه الصفقة تمت في ظروف غامضة دون علم البرلمان الليبي من خلال مؤسسة النفط في مدينة طرابلس، موضحا أنه "كرئيس للجنة متابعة أداء مؤسسة النفط بمجلس النواب الليبي ومسؤوليات هذه اللجنة في حماية مقدرات الشعب الليبي تم إرسال رسالة إلى السفارة الفرنسية تعد كخطاب رسمي نعلمها بتحفظنا على الصفقة لعدم استيفائها الإجراءات القانونية ولكننا لم نتلق أي رد".
وأشار العقوري إلى أن لجنة متابعة أداء مؤسسة النفط بمجلس النواب الليبي التقت مدير شركة توتال في ليبيا بباريس ضمن فعاليات اجتماع اللجنة مع الغرفة التجارية الفرنسية الليبية، وأكد المسؤول الفرنسي أن الشركة لم تستطع التواصل مع الجهات المعنية بالصفقة نتيجة للأوضاع السياسية الليبية الراهنة، إلا أن إجابته لم تكن مقنعة، بحسب العقوري.
وأعرب رئيس لجنتي الخارجية والنفط بمجلس النواب الليبي عن ترحيبه بالاستثمارات الفرنسية في قطاع النفط وغيرها، منوها في الوقت نفسه بأهمية أن يكون ذلك عن طريق القنوات المتعارف عليها، وبما يحقق مبدأ الشفافية.
واختتم العقوري: "العلاقات الليبية الفرنسية تشهد تطورا كبيرا في شتى المجالات، بما لها من مواقف كثيرة داعمة للشعب الليبي منذ 2011، كما أنها دولة متطورة ونسعى للاستفادة من خبراتها في جميع المجالات"، قائلا: "قمت بزيارة العام الماضي لمجلس الشيوخ، وناقشنا سبل تعزيز العلاقات بين بلدينا وأبرزها المجال الاقتصادي وفتح المجال أمام الشركات الفرنسية لدخول السوق الليبية"، مضيفا: "نحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على برنامج تعاون وشراكة برلمانية مع البرلمان الفرنسي".