السعودية تدعو لتغليب صوت الحكمة واستئناف الحوار في السودان
المملكة أكدت ثبات موقفها الداعم للسودان وشعبه العزيز وكل ما يحقق أمنه واستقراره وازدهاره
أكدت المملكة العربية السعودية، الأربعاء، أهمية استئناف الحوار بين القوى السودانية المختلفة لتحقيق آمال وتطلعات الشعب السوداني الشقيق.
- نائب رئيس العسكري السوداني: نسعى لفرض هيبة الدولة بالقانون
- البرهان يدعو السودانيين لفتح "صفحة جديدة" للعبور نحو المستقبل
وقالت المملكة إنها تابعت ببالغ القلق والاهتمام تطورات الأحداث في دولة السودان الشقيقة التي أدت إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى.
وأعربت عن صادق تعازيها ومواساتها لأسر الضحايا وللشعب السوداني بأسره وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل.
ودعت القوى السودانية المختلفة إلى تغليب منطق الحكمة وصوت العقل والحوار البناء لدى كافة الأطراف، وبما يحفظ أمن السودان واستقراره ويجنب شعبه العزيز كل مكروه ويصون مكتسبات البلاد ومقدراته ويضمن وحدته.
وأكدت المملكة ثبات موقفها الداعم للسودان وشعبه العزيز، وكل ما يحقق أمنه واستقراره وازدهاره وبما يعود عليه بالخير، وتتمنى أن يتجاوز سريعاً الظروف والصعاب التي يمر بها.
وفي وقت سابق، دعا رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان لفتح "صفحة جديدة" للعبور نحو المستقبل.
وأوضح في كلمة متلفزة، الأربعاء، بمناسبة عيد الفطر المبارك، أن التغيير الذي تمر به البلاد يأتي في ظل ظروف صعبة.
وأعرب البرهان في كلمة، الأربعاء، عن أسفه لسقوط ضحايا في الأيام الماضية.
وأوضح أن النيابة في السودان تحقق في أحداث العنف الأخيرة، وستتم محاسبة من تثبت مسؤوليته عنها.
ودعا الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى بدء صفحة جديدة للعبور نحو المستقبل.
وتابع: "السودان يحتاج في هذه المرحلة إلى الحكمة حتى يعبر بأمان، ولمنع البلاد من الانزلاق في الفوضى".
وأضاف رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان أنه لا مناص لأي منا إلا الاحتكام لإرادة الشعب، وقال "نفتح أيدينا للتفاوض من أجل مصلحة البلاد وتأسيس سلطة شرعية".
وتفاقمت الأوضاع في السودان هذا الأسبوع بعد أعمال عنف صاحبت عملية أمنية نفذتها قوة مشتركة من القوات المسلحة والدعم السريع وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الشرطة السودانية، لتنظيف بعض المواقع المتاخمة لشارع النيل بمنطقة كولمبيا.
وشكّل النائب العام في السودان الوليد سيد أحمد محمود، الإثنين، لجنة للتحقيق في هذه الأحداث، كما كشف المجلس العسكري الانتقالي الحاكم بالسودان، ملابسات العملية الأمنية بمنطقة كولمبيا التي استهدفت بؤرة "خطرة".
وأعرب المجلس في بيان عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع في الخرطوم، جراء محاولة بعض المطلوبين أمنياً اختراق الاعتصام عند مقر القيادة.
وأوضح البيان أنه أثناء تنفيذ الحملة الأمنية، احتمى بعض المطلوبين بميدان الاعتصام وجرى ملاحقتهم، ما أدى لوقوع خسائر وإصابات.
وانحاز الجيش السوداني للشعب وعزل الرئيس السابق عمر البشير من الحكم، بعد 4 أشهر من الاحتجاجات المستمرة في الأحياء والأسواق ومواقف المواصلات العامة، قبل أن تتوج بالوصول إلى مقر قيادة الجيش والاعتصام أمامها.
وتسارعت الأحداث منذ 11 أبريل/نيسان الماضي؛ حيث أعلن الجيش عزل الرئيس عمر البشير واعتقاله في مكان آمن وتعطيل العمل بالدستور، وحل البرلمان والحكومة المركزية وحكومات الولايات، وتشكيل لجنة أمنية لإدارة البلاد لمدة انتقالية مدتها عامان، يتم خلالها تهيئة البلاد للانتقال نحو نظام سياسي جديد، مع فرض حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر.
ورغم عزل البشير يواصل السودانيون اعتصاماً مفتوحاً أمام مقر القيادة العامة للجيش، وسط الخرطوم، مطالبين بتنحي كل تنظيم "الحركة الإسلامية" السياسية، وتسليم السلطة إلى قيادة مدنية، وتقديم رموز نظام البشير للعدالة.