بطعم الخسارة.. الغنوشي يفلت بصعوبة من سحب الثقة
لم تمرر لائحة سحب الثقة لعدم حصولها على عدد الأصوات الكافي، حيث صوت 97 نائبا لإقصائه بينما رفض 16 عضوا
بطعم الخسارة، نجا زعيم إخوان تونس ورئيس البرلمان راشد الغنوشي من جلسة التصويت على سحب الثقة منه، رغم تأييد أغلبية الأصوات الحاضرة لإقصائه.
ولم تمرر لائحة سحب الثقة من الغنوشي لعدم حصولها على عدد الأصوات الكافي، حيث صوت 97 نائبا لإقصائه بينما رفض 16 عضوا، فيما بلغ عدد الأصوات الباطلة 20.
ورغم سقوط لائحة سحب الثقة، فإنها استبطنت سقوطا سياسيا مدويا لرجل بات عبئا على المشهد السياسي في تونس، وعنصر توتر على جميع الأصعدة.
وحتى إن لم تتوفر الـ109 الأصوات المطلوبة لسحب الثقة منه فقد خسر الغنوشي معركته، وكان الأجدر به تقديم استقالته لعلمه بأنه لن يكون أبدا شخصية توافقية ولا يمكن أن "يُجمّع" بل أصبح جزءا من المشكلة.
جلسة ضربت تلك "الرمزية" التي لطالما رسمها أنصار إخوان تونس لزعيمهم، وبدا المشهد مهينا له ولهم هذا الصباح تحت قبة البرلمان، رغم تبريراتهم ومحاولات كسب الوقت وإحداث الفوضى للتشويش على مسار الجلسة.
وفي وقت سابق الخميس، انطلقت جلسة برلمانية عامة للتصويت على سحب الثقة من الغنوشي، وسط خلافات حادة حول آلية التصويت.
جلسة تاريخية لم تشهدها البلاد مثيلا لها على مدار تاريخها المعاصر منذ استقلالها عن فرنسا قبل عقود، حدد مكتب البرلمان عمرها الفيزيائي بساعتين، وهو ما رفضه العديد من النواب الداعمين لعريضة سحب الثقة.
وحذر نواب تونسيون رئاسة البرلمان من عرقلة التصويت على سحب الثقة من الغنوشي، وطالبوا رئاسة المؤسسة التشريعية بتمديد الوقت المخصص للتصويت على سحب الثقة من الغنوشي وعدم حصره بساعتين فقط.
وتخللت الجلسة نقاشات حادة وفوضى، تعلقت بالخصوص بوجود خلوة من عدمها، الأمر الذي تعذّر معه مواصلة الجلسة، ليعلن طارق الفتيتي النائب الثاني لمجلس نوّاب الشعب رفع الجلسة العامة لمدة 10 دقائق قبل استئنافها.
ويتطلب تمرير لائحة سحب الثقة موافقة 109 نواب على الأقل أي أغلبية (50 + 1) نواب المجلس البالغ عددهم 217، وفقا للفصل 51 من النظام الداخلي للبرلمان التونسي.