أردوغان يرد على بوتين بـ"يد ممدودة بالسلام وأخرى تلوح بالسلاح"
رد على العقوبات الروسية بوصف موسكو بـ"الشريك الاستراتيجي"
استقبل الرئيس التركي التحركات الروسية العنيفة بتصريحات مد فيها إحدى يديه بالسلام، ملوحًا في يده الأخرى بالسلاح.
لا يترك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أية مناسبة لإذابة الجليد في العلاقات مع روسيا، بعد حادث إسقاط تركيا للطائرة الروسية، إلا ويحرص على استغلالها.
كان يعول كثيرًا على إمكانية عقد لقاء مع بوتين، أمس الإثنين، على هامش قمة مؤتمر المناخ الذي تستضيفه باريس، ولكن جاء الرد الروسي عنيفًا، فلم تكتفِ برفض تلك المبادرة، لكنها أعلنت حظر واردات المنتجات الزراعية من تركيا.
هذه التحركات الروسية العنيفة، استقبلها الرئيس التركي بتصريحات مد فيها إحدى يديه بالسلام، ملوحًا في يده الأخرى بالسلاح، فحرص على استمالة الجانب الروسي، مع التلميح في الوقت ذاته، إلى امتلاك تركيا هي الأخرى لأوراق يمكن أن تستخدمها، حال لم تستجب موسكو.
وخلال هذه التصريحات التي بثتها قناة (سي.إن.إن تورك) التليفزيونية، قال أردوغان إن تركيا تعمل لضمان ألا تتمزق العلاقات بالكامل مع روسيا المورد الرئيسي للطاقة إلى بلاده، ووصف موسكو بأنها "شريك استراتيجي".
وحين سُئِل إن كان سيلح أكثر لعقد اجتماع مع بوتين، قال: "حتى إذا كان المتبقي جزءًا من خيط واحد .. نحن لا نريد قطع العلاقات .. لا أعرف كيف ستتصرف روسيا".
لكنه في الوقت ذاته، حرص وهو يمد يده بالسلام، على التلويح بما تملكه دولته هي الأخرى من أسلحة يمكن أن تستخدمها، فقال: "دعونا نتصرف بصبر لا بعاطفة .. دعونا نتركهم يستخدمون ما لديهم من أوراق إن شاؤوا وبعدها إذا كانت لدينا أوراق فسنستخدمها أيضًا"، وذلك حين سُئِل إن كانت تركيا سترد بعقوبات من جانبها على تلك العقوبات التي فرضتها روسيا.
وحافظ على هذه النبرة القوية في الحديث عندما سُئِل عن تصريحات بوتين بأن تركيا تشتري النفط من تنظيم الدولة الإسلامية، حيث وصفها بأنها "غير مقبولة ولا أخلاقية"، وطالب الجانب الروسي بعرض وثائق تثبت هذا الاتهام.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين، إن السبب وراء إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية الأسبوع الماضي كان رغبتها في الدفاع عن إمدادات نفطية من تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف خلال مؤتمر قمة المناخ بباريس: "وصلتنا بيانات تؤكد أن نفطًا ينتج من أراضٍ يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية .. يدخل الأراضي التركية. قرار إسقاط الطائرة كان وراءه بالأساس الرغبة في الدفاع عن هذه الإمدادات النفطية".
ووصف بوتين إسقاط الطائرة الحربية الروسية بأنه كان "خطأ جسيمًا"، مشيرًا إلى أنه لم يقابل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رغم وجودهما في باريس.