إثيوبيا تتعهد بملء سد النهضة رغم "المؤامرات"
اتهمت إثيوبيا اليوم السبت قوى داخلية وخارجية بالعمل على تهديد استقرار البلاد، مؤكدة أن تلك الضغوط لن تحول دون ملء سد النهضة وإجراء الانتخابات.
وقال بيان لمجلس الأمن الوطني الإثيوبي، صدر عن رئاسة الوزراء، إن "قوى داخلية وخارجية لم يسمها تعمل على إغراق البلاد في صراع وفوضى".
وشدد المجلس في اجتماع عقد برئاسة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على أنه "ورغم المؤامرات والضغوط التي تمارس علينا سنقوم بعملية الملء الثاني لسد النهضة في الموعد المقرر وإجراء الانتخابات".
وأضاف أن هذه المخطاطات التي تهدف لتدمير البلاد من خلال دعم المجموعات المناوئة للسلام على الرغم من أنها ستدخلنا في تحد كبير إلا أنها لن تنتصر على إثيوبيا.
وقال البيان إن الحكومة ستتخذ عدة إجراءات تصحيحية ضد القوى الداخلية الموجودة في كل مكان وداخل الحكومة تنفذ مخططات الخارج، مشيرا إلى أن خيار الحكومة هو التصدي ووقف هذه المحاولات التأمرية بتطهير العناصر المناوئة للسلام .
وأكد على أن إثيوبيا تعمل على ضمان انتخابات سلمية وديمقراطية ونزيهة بشكل عام ؛ وإكمال بناء سد النهضة واستكمال المرحلة الثانية من تعبئة السد، مشيرا إلى أن هذه القوى الخارجية تعلم أنه إذا نجحت إثيوبيا في تجاوز كل هذه التحديات فستكون دولة إقليمية ذات نفوذ مؤثر في محيطها.
ودعا البيان الشعب الإثيوبي إلى الوقوف إلى جانب الحكومة باليقظة والتعاون في التصدي لهذه المحاولات التي تهدف لإعاقة تنمية إثيوبيا.
وكانت السلطات الإثيوبية قد فرض الإثنين الماضي حالة الطوارئ في 3 مقاطعات بإقليم أمهرة إثر أعمال عنف مسلحة، أسفرت عن وقوع خسائر بشرية وأضرار بالممتلكات، في أحداث تعد الأسوأ خلال الفترة القصيرة الماضية.
واعتبرت هذه الأحداث "مقصودة بهدف إعاقة تحركات قوات الجيش الإثيوبي وتعطيل النظام الدستوري، وتم التخطيط لها بطريقة متواصلة لتعطيل عملية السلام والاستقرار في البلاد".
وقالت أن "حالة الطوارئ تعطي القوات الأمنية فرض حالة الاستقرار واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المجموعات التي تعمل على تعكير صفو السلام في تلك المناطق ويمكنها من استعادة استقرار الأوضاع".
كما حذرت من "تجاوز حالة الطوارئ لمختلف الجهات والأفراد والأحزاب السياسية، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من يخالف قوانين حالة الطوارئ".
وأسفر هجوم مسلح في منطقة شمال شوا في نزوح ما يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف شخص بإقليم أمهرة.
ويعكس ربط البيان الإثيوبي للمؤامرات والضغوط بعملية ملء سد النهضة اتهاما مبطنا لمصر والسودان، على ما يبدو.
ووصل التوتر بين أديس أبابا من جانب والقاهرة والخرطوم من جانب آخر لمنسوب بالغ الحرج مع إعلان إثيوبيا موعد الملء الثاني للسد في خطوة يعتبرها السودان خطرا محدقا على سلامة مواطنيه وتخشى مصر من تأثيرها السلبي على حصتها من مياه النيل.
وتنفي أديس أبابا أن يكون لعملية الملء الثاني أي أضرار محتملة على دولتي المصب، وتؤكد في المقابل أنها تحمي السودان من مخاطر الفيضان.
وأوائل الشهر الجاري فشلت جولة مفاوضات مفصلية في التوصل لاتفاق ملزم لعملية ملء سد النهضة برعاية أفريقية.
ويتمسك السودان بمفاوضات برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحادين الأفريقي والأوروبي، وتساند مصر هذا المطلب لكن إثيوبيا تعارضه.
وفي مسعى لاحتواء التوتر في المنطقة أعلنت واشنطن تعيين جيفري فيلتمان مبعوثا أمريكيا خاصا للقرن الأفريقي، مؤكدة أن ملف سد النهضة سيكون على قائمة أولوياته.