صندوق أسرار الطائرة المصرية.. الساعات تنفد واللغز ما زال غريقا
أسبوع كامل مرّ على سقوط الطائرة المصرية المنكوبة؛ أي ربع المدة المحددة لانتشال الصندوق الأسود دون الوصول إلى نتائج محددة لهذا الحادث.
أسبوع كامل مرّ حتى الآن على سقوط الطائرة المصرية المنكوبة دون نتيجة أو إشارة محددة على أسباب سقوطها؛ ما يعنى مرور ما يقدر بنحو ربع المدة المحددة لانتشال الصندوق الأسود الذي تلزم عملية كشف سر وملابسات هذا السقوط المحيّر العثور عليه.
وبالرغم من الكم الهائل من التكهنات والسيناريوهات والتحليلات التي أوردتها ووسائل الإعلام والخبراء المعنيين بهذا الشأن؛ لكن المدة المحددة فنيًّا بـ30 يومًا للحصول على المعلومات اللازمة من هذا الصندوق تنفد أمام لجان التحقيق وفرق البحث ما قد يفتح الباب أمام سيناريو لغز سقوط طائرة الخطوط الماليزية (إم. إتش 370) في المحيط الهندي منذ ما يقرب من 3 سنوات دون معرفة أسباب هذا السقوط الغامض حتى الآن.
وتسابق فرق البحث الزمن من أجل العثور على الصندوقين؛ إذ إن الذبذبات التي تساعد في تحديد موقعهما تتوقف عن العمل بعد نحو 30 يومًا من الحادث، وحال العثور عليهما ستتيح ما بهما من معلومات للمحققين معرفة ما دار على الطائرة قبيل سقوطها.
وبعد هذه المدة المحددة (30 يومًا) تنفد بطاريات أجهزة الرصد تحت الماء المصممة لإرشاد داخل الصندوق لإرشاد فرق البحث إلى صندوقي تسجيل بيانات الرحلة.
والطائرة مصرية من طراز (إيرباص إيه 320) كانت قد سقطت في البحر المتوسط عقب إقلاعها من مطار شار ديجول بفرنسا بساعات، وعلى متنها 66 شخصًا بينهم 30 مصريًّا و15 فرنسيًّا، ولا يملك المحققون حتى الآن صورة واضحة بعد عما دار بها في اللحظات الأخيرة.
وسقطت الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران الخميس الماضي، بما يعني أن أمام جهود البحث مهلة 3 أسابيع فقط للعثور على الصندوقين.
ويقول خبراء إنه يجب الاستعانة بأجهزة لرصد الأصوات تحت الماء على عمق يصل إلى ألفي متر بهدف توفير أفضل فرصة لرصد الإشارات الصادرة من الصندوقين.
الصندوق الأسود:
يعد الصندوق الأسود الذي اخترعه العالم الأسترالي "ديفيد وارن" الوحيد القادر على حل ألغاز كوارث الطيران في العالم حيث يستطيع مسجل الصندوق البرتقالي والذي يشتهر بـ" الصندوق الأسود " أو "مسجل معلومات الطائرة" التسجيل من 30 إلى 120 ساعة، ولكن في حال سقوطه بالماء يحتفظ فقط بأسرار أخر ساعتين على متن الطائرة.
وتلزم القوانين الدولية جميع الرحلات الجوية بضرورة وجود صندوق أسود على متنها.
وكانت الخطوط الطيران البريطانية هي أول الخطوط التي استخدمته على رحلاتها الجوية عام 1961، بينما رفضت أستراليا في البداية استخدامه ظنًّا منها أن الهدف من وراء هذا الجهاز التجسس وأنه بلا فائدة.
لكن عام 1966 سمحت السلطات الأسترالية بتركيب جهاز التسجيل في قمرة القيادة بطائراتها، بعد إدراكها لقيمة الاختراع.
وتسجل المعلومات والتفاصيل الخاصة بالطائرة على شريط مغناطيسي، يسمح ببقاء المعلومات مدة طويلة حتى نفاد بطاريات الصندوق الأسود.
ويستطيع تلقي إشارات على بُعد 3 آلاف متر تحت الماء خلال شهر واحد فقط من السقوط، وبعد 30 يومًا يفقد خصائصه لتوقف بطارياته عن العمل.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة "مصر للطيران" صفوت مسلم، الأربعاء إن الشركة ستستعين بشركة فرنسية وأخرى إيطالية للمساعدة في البحث عن الصندوقين الأسودين لطائرتها التي تحطمت في البحر المتوسط.
وقال مسلم إن "فرق البحث عن طائرة باريس استعانت بشركتين فرنسية وإيطالية للبحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة في أعماق المتوسط وعلى عمق 3 كيلومترات".
ويبحث المحققون عن دلائل تشير إلى أسباب الحادث في حطام الطائرة ورفات بشرية تم انتشالها حتى الآن من البحر المتوسط.
5 مواقع محتملة:
على صعيد متصل قال رئيس لجنة التحقيق في حادث تحطم الطائرة المصرية أيمن المقدم، إن عمليات البحث عن الصندوقين الأسودين تتم في نحو 4 أو 5 مواقع محتملة لوجودهما، وفي مساحة نحو 20 ميلًا بحريًّا.
وأضاف في وقت سابق اليوم الخميس أن سفينة تابعة لشركة ألسيمار الفرنسية المتخصصة في البحث عن الحطام في البحر، ستنضم خلال ساعات لجهود البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة التي سقطت الأسبوع الماضي في البحر المتوسط.
وقال رئيس اللجنة "جارٍ حاليًّا التعاقد مع شركة أخرى من أجل تفعيل عمليات البحث في أكثر من موقع".
وكانت اللجنة قد تسلمت وثائق خاصة بالطائرة من السلطات اليونانية ويجري -حاليًّا- فحصها، حيث تتضمن الوثائق تسجيلًا صوتيًّا وصورًا رادارية توضح الحوار الذي تم بين قائد الطائرة والمراقبة الجوية اليونانية خلال عبوره المجال الجوي اليوناني، إضافة لتحديد خط سير الطائرة على شاشات الرادار اليوناني خلال عبورها.
وكان رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل قد قال في وقت سابق، إنه تم التعاقد مع شركتين فرنسيتين متخصصتين، الأولى مهمتها تحديد مكان سقوط الطائرة والأخرى متخصصة في انتشال الصندوقين الأسودين، مضيفًا أنه في حال عدم تمكن الشركة الأولى من تحديد مكان سقوط الطائرة ستتولى الشركة الأخرى هذه المهمة.
تشريح الجثث:
من جهتهم توقع خبراء بالطب الشرعي المصري عثورَ فرق البحث على مزيد من الأشلاء لضحايا حادث سقوط الطائرة بعد مرور نحو أسبوع على سقوطها في قاع البحر المتوسط، مشيرين إلى أن فترة البحث قد تستغرق نحو شهر من البحث على الأقل.
واعتبر الدكتور فخري صالح رئيس مصلحة الطب الشرعي وكبير الأطباء الشرعيين الأسبق في تصريحات سابقة لبوابة "العين "الإخبارية أن جميع التصريحات التي تداولتها وسائل الإعلام مجرد تكهنات ليس لها أي أساس من الصحة.
وقال صالح إن "الأمر قد يستغرق وقتًا للتوصل إلى هوية الأشلاء التي تم تجميعها".
وأوضح أنه في حال العثور على جثة كاملة وانتشالها من المياه فإنها تكون في حالة تعفن تام بعد مرور 3 – 4 أيام على وجودها في المياه، وتتحلل بعد مرور أسبوعين إلى 3 أسابيع من وجودها بالمياه، أما إذا كانت الجثة غير متكاملة أي وجود أشلاء منها فيكون التحلل فيها أسرع، لأن أنسجتها تكون معرضة لعوامل الطبيعة.
وكانت مصلحة الطب الشرعي في مصر قد نفت ما ورد في تقارير أفادت بأن الفحص الأوّلي لأشلاء ضحايا طائرة الركاب المصرية التي سقطت في البحر المتوسط أشار إلى حدوث انفجار قبل سقوطها.
وقال هشام عبد الحميد رئيس المصلحة "كل ما نُشر في هذا الشأن لا أساس له من الصحة، والمصلحة لم تتوصل حتى الآن إلى أي استنتاج بشأن حدوث انفجار، وما نشر عن الأمر مجرد افتراضات لم تصدر عن مصلحة الطب الشرعي".
وفي اليوم التالي من سقوط الطائرة عثر الجيش المصري على أشلاء ركاب ومتعلقات شخصية وأجزاء من حطام الطائرة التي قال، إنها سقطت على بعد 290 كيلومترًا شمالي مدينة الإسكندرية الساحلية.
وكانت مصادر في لجنة التحقيق المصرية، قد نفت الثلاثاء الماضي، أن طائرة مصر للطيران قد أبلغت عن وجود مشاكل فنية بها قبل الإقلاع من باريس.
وأضافت المصادر أن الطائرة لم تُجرِ اتصالًا مع أجهزة المراقبة الجوية المصرية، لكن مراقبين جويين مصريين تمكنوا من مشاهدتها على شاشات الرادار في منطقة حدودية بين المجال الجوي المصري والمجال الجوي اليوناني معروفة باسم كومبي على مبعدة 260 ميلًا بحريًّا من القاهرة.