السفير المصري في بيروت: الغاز المورد إلى لبنان أقل 30% من السعر العالمي
قال ياسر علوي، السفير المصري في بيروت، اليوم الثلاثاء، إن سعر الغاز المورد إلى لبنان أقل بنسبة 30% من السعر العالمي.
جاء ذلك، خلال استقبال نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، للسفير المصري لدى لبنان ياسر علوي، ورئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "Egas" مجدي جلال، بمقر الحكومة.
ووقّع لبنان الثلاثاء اتفاقاً لاستيراد الغاز من مصر عبر سوريا في إطار جهوده الرامية لتحسين ساعات التغذية بالتيار الكهربائي.
وقال السفير المصري بعد اللقاء: "مصر لديها التزام استراتيجي اتخذ على أعلى مستوى لدعم الدولة اللبنانية. في وقت انفجار مرفأ بيروت كنا معا، واليوم نحن إلى جانب لبنان لمساعدته على الخروج من هذه الأزمة".
ووفقا لتغريدات على حساب رئاسة مجلس الوزراء اللبناني، قال السفير المصري: "تذكرون بالطبع المسعى الأساسي الذي قام به رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عندما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، مرتين، الأولى في ديسمبر/كانون الأول الماضي والثانية في فبراير/شباط، وتم الاتفاق على إطلاق هذا المسار، واليوم أنجزنا كل التفاصيل الفنية والتعاقدية والتجارية".
وأضاف: "والكلمة الأخيرة بالمعنى المجازي، لأن السعر الذي تم الاتفاق عليه لتوريد الغاز هو أقل بنسبة 30% من سعر السوق العالمي، وهذا السعر لدعم لبنان وجزء من الالتزام المصري الدائم بدعم لبنان إلى أن نخرج سويا من هذه الأزمة الصعبة التي يواجهها هذا البلد الحبيب".
توقيع العقد
ووقّعت المديرة العامة لمنشآت النفط في لبنان أورور فغالي ورئيس مجلس إدارة شركة "إيجاس" المصرية مجدي جلال ومدير عام المؤسسة العامة للنفط السورية نبيه خرستين في بيروت العقد الذي يفترض أن يموله البنك الدولي.
وقال وليد فياض وزير الطاقة اللبناني، خلال مؤتمر صحفي مشترك إثر ذلك "تنطلق أهمية هذا العقد على المستوى الوطني من كونه سيؤمن عند تنفيذه تغذية كهربائية تصل إلى 4 ساعات إضافية في لبنان وذلك بأفضل كلفة على الإطلاق"، مشيراً إلى أن "توقيع هذا العقد اليوم يأتي استكمالا للاتفاقية التي تمت منذ أشهر مع الأردن وسوريا".
ووسط انهيار اقتصادي يعصف بلبنان منذ صيف 2019، تشهد البلاد أزمة كهرباء اتسمت بتخطي ساعات التقنين 22 ساعة، فيما السلطات عاجزة عن استيراد ما يكفي من الفيول لتشغيل معامل الإنتاج.
ووقّع لبنان في يناير/كانون الثاني عقداً مع الأردن لاستجرار الطاقة منه عبر سوريا، في وقت كان يجري مباحثات مع مصر لاستيراد الغاز عبر ما يُعرف بالخط العربي الذي يمر في الأردن وسوريا فلبنان. وسيموّل البنك الدولي أيضا الاتفاق مع الأردن.
ومن المفترض، وفق العقد الموقع مع الأردن والذي لم يبدأ تنفيذه بعد، أن يحصل لبنان على طاقة تترجم أيضاً بساعتي تغذية إضافيتين يومياً.
ويستورد لبنان منذ أشهر الفيول أويل من العراق لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء.
وعبر استجرار الطاقة من الأردن واستيراد الفيول العراقي والغاز المصري، تطمح السلطات، وفق فياض، إلى توفير ما بين 8 إلى 10 ساعات تغذية يومياً.
وينتظر تنفيذ العقدين المصري والأردني تمويل البنك الدولي وضمانات أمريكية بأن الدول المعنية بالاتفاقين لن تتـأثر بـ"قانون قيصر" الأمريكي الذي يفرض عقوبات على كل من يتعامل مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال فياض "بتوقيع هذه الاتفاقيات، يكون لبنان ومصر والأردن وسوريا أنجزوا كافة المتطلبات القانونية والتعاقدية والفنية والتجارية من أجل السير قدماً نحو تأمين الكهرباء للشعب اللبناني".
وأضاف "نأمل اليوم أن تكون كل العقوبات ذللت من أجل تأمين التمويل من البنك الدولي، كما نتطلع للحصول على الضمانات النهائية من الولايات المتحدة خصوصاً في ما يتصل بالعقوبات".
وسيدفع لبنان لسوريا، وفق ما قال فياض لوكالة فرانس برس في يناير/كانون الثاني، بشكل عيني لا مادي، أي بالغاز والكهرباء. وتعاني سوريا بدورها من انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي بسبب تداعيات الحرب فيها المستمرة منذ 2011.
وتبلغ كلفة استجرار الكهرباء من الأردن قرابة 200 مليون دولار سنوياً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى استيراد الغاز من مصر، بحسب ما قال فياض وقتها.
ويعاني لبنان منذ عقود من مشكلة متفاقمة في قطاع الكهرباء الذي يعد الأسوأ بين مرافق البنى التحتية المهترئة أساساً. ويشكل إصلاح هذا القطاع أحد أبرز مطالب المجتمع الدولي لدعم لبنان مالياً.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg جزيرة ام اند امز