بوساطة بيلاروسية.. فاغنر توقف تحركاتها وتوافق على تهدئة الوضع بروسيا
في أعقاب تصاعد الأوضاع في روسيا أكدت الرئاسة البيلاروسية، السبت، نجاحها في التوصل إلى اتفاق مع مجموعة فاغنر لوقف التمرد.
وقالت الرئاسة البيلاروسية في بيان، إن "يفغيني بريغوجين زعيم مجموعة فاغنر وافق على وقف تحرك مقاتليه في أنحاء روسيا وتهدئة الوضع".
- أنقرة وطهران ومينسك.. رسائل دعم قوية تهبط على بوتين
- حركة وسط ديناميكيات سياسية معقدة.. من يحمي فاغنر في روسيا؟
وأضافت الرئاسة البيلاروسية أن "اتفاقا يضمن سلامة مقاتلي فاغنر مطروح للنقاش".
ولفتت إلى أن "الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو تحدث إلى زعيم فاغنر، ويتصرف بناء على اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وفي أعقاب ذلك، قال بريغوجين "أصدرت أوامري لقواتي بالتراجع والعودة لقواعدها لعدم إراقة الدماء".
وقال بريغوجين في تسجيل صوتي بثّه مكتبه: "الآن هو الوقت الذي يمكن أن تُسفك فيه دماء. لذلك فإنّ أرتالنا تعود أدراجها إلى المعسكرات الميدانية وفقاً للخطة".
وأكدت الرئاسة البيلاروسية أن "الرئيس الروسي بوتين شكر لوكاشينكو على العمل الذي قام به بعد تراجع فاغنر".
وكان الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو أجرى، السبت، بالاتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محادثات مع رئيس مجموعة فاغنر بريغوجين.
وقالت الخدمة الصحفية للرئاسة البيلاروسية إن "بريغوجين قبل اقتراح لوكاشينكو بوقف حركة مجموعة فاغنر في روسيا واتخاذ مزيد من الخطوات لتهدئة التوترات".
وأضافت في بيان: "استمرت المفاوضات طوال اليوم ونتيجة لذلك، توصلوا إلى اتفاقيات بشأن عدم جواز شن مذبحة دموية على أراضي روسيا".
وكانت مجموعة فاغنر اكتسبت دوراً رئيسياً في العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، وتولّت أخطر المهام على خطوط الجبهة في ظلّ تراجع أداء الجيش وتكبّده خسائر كبيرة في الأرواح وفق تقديرات المصادر الغربية.
ويقول الباحث في مركز كارنيغي روسيا-أوراسيا ألكسندر بونوف "لفترة طويلة تمّ السماح لبريغوجين بمهاجمة النخبة نظراً لفائدته على الجبهة، إضافة إلى بعض الفائدة لبوتين بالذات".
لكنّ حرب أوكرانيا عزّزت موقع بريغوجين وثقته بنفسه، اذ أقر للمرة الأولى علناً بأنّه "مؤسّس المجموعة" بعد نفي ذلك لأعوام، وقيامه بشكل علني أيضاً بتجنيد مقاتلين من السجون الروسية.
وفي البداية، اعتُبِر تموضعه ودوره معزّزين للجهد الحربي للكرملين، قبل أن يتحوّل بشكل تدريجي إلى تحدٍّ نادر وعلني للرئيس الروسي الذي حاول الإبقاء على مسافة بينه وبين حليفه السابق، ولم يلتقه علناً منذ بدء العملية العسكرية في فبراير/شباط 2022.
وزاد بريغوجين في الآونة الأخيرة من انتقاداته اللاذعة للقيادة العسكرية ووجّهها بشكل مباشر إلى وزير الدفاع سيرغي شويغو، أحد الأصدقاء الشخصيين المعدودين لبوتين في النخبة الروسية.
ويرى بونوف أنّ بريغوجين قرّر "تجاوز الحدّ" مع القيادة الروسية اعتباراً من 13 يونيو/حزيران، يوم أعلن بوتين أنّ "مجموعات المرتزقة مثل فاغنر يجب أن تكون خاضعة لسلطة وزارة الدفاع"، وهو ما سبق أن عارضه بشدّة لفترة طويلة.
ولفت المراقبين، السبت، إلى أنّ بوتين لم يذكر في كلمته إلى الأمة اسم بريغوجين، وهو تكتيك اعتمده في السابق أثناء التحدث عن ألدّ خصومه، مثل المعارض الموقوف أليكسي نافالني.