مشاهد استثنائية في أول أيام «رئاسيات مصر».. إقبال كثيف وأجواء احتفالية
أسدلت مصر، في التاسعة مساء الأحد، الستار على أول أيام الانتخابات الرئاسية التي تجرى على مدار ثلاثة أيام، بإغلاق معظم مراكز الاقتراع، باستثناء تلك التي ما زال بها ناخبون.
ودعي 67 مليون مصري للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي يتنافس فيها أربعة مرشحين؛ وهم: الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذي يمثل تيار يسار الوسط، وعبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد الليبرالي، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري.
واصطف مصريون خارج المراكز التي فتحت أبوابها عند التاسعة صباحا. وبعد ثلاثة أيام من الاقتراع تختتم الانتخابات عند الساعة التاسعة مساء الثلاثاء، على أن تعلن النتائج الرسمية في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وعند الساعة الثالثة بتوقيت القاهرة، كان 5 ملايين ناخب استعلموا عن لجانهم الانتخابية، بحسب اللجنة العليا للانتخابات.
في حيّ عابدين بوسط القاهرة، تجمع عشرات المصريين من أعمار مختلفة، غالبيتهم من النساء، أمام مدرسة تستخدم كمركز اقتراع وسط تأمينات مشددة. ورفعت لافتات كتب عليها «اخرج وشارك»، بينما صدحت في المكان أغنيات وطنية.
وقالت سيدة خمسينية قبل الإدلاء بصوتها: «رغم الغلاء وصعوبة الحياة إلا أننا بحاجة إلى شخص يستطيع التعامل مع ما يحدث على الحدود مع غزة».
ويرى مصريون مؤيدون للرئيس المصري، أن السيسي هو مهندس عودة الهدوء الى البلاد بعد الفوضى التي أعقبت فترة حكم الإخوان.
قضاة احتياطيون
وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، قالت في وقت سابق اليوم، إنها دفعت بقضاة احتياطيين لتسريع وتيرة عمليات التصويت، «حرصًا منها على التيسير على الناخبين».
وبحسب الهيئة الوطنية للانتخابات، فإنها سارعت بالدفع بالعديد من القضاة وأعضاء الهيئات القضائية، من القضاة الاحتياطيين إلى عدد من لجان الاقتراع الفرعية المنتشرة، لتسريع وتيرة عملية التصويت والتخفيف من زحام طوابير الناخبين، مؤكدة «حرصها على مجابهة الزحام وكثافة التصويت وتيسير عملية الاقتراع قدر المستطاع».
نفاد بطاقات الاقتراع
وقال مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات في مصر المستشار أحمد بنداري: «نشكر المواطنين والناخبين على التفاعل الإيجابي والملحوظ»، مشيرًا إلى أن «نفاد بطاقات الاقتراع في بعض الأماكن، أمر أبهرنا ولم يكن متوقعًا حدوثه بحلول منتصف اليوم الأول من العملية الانتخابية».
مزمار واحتفالات
وبـ«جلباب ومزمار بلدي واحتفالات»، سجلت الانتخابات المصرية مشاهد باتت معتادة، تصاحب أجواء المشاركة الديمقراطية وتعطي طابعا مميزا لها.
ورصدت «العين الإخبارية» منذ الساعات الأولى من صباح الأحد، ومع فتح صناديق الاقتراع، مظاهر الزحام والأجواء الاحتفالية بكل المحافظات.
وتجرى الانتخابات أمام 9376 مركزًا انتخابيًا، تضم 11 ألفًا و631 لجنة اقتراع فرعية، موزعة على المدارس ومراكز الشباب والوحدات الصحية، تحت إشراف قضائي كامل، يتولاه 15 ألف قاض من مختلف الجهات والهيئات.
مسنون ومرضى.. ونساء وصغار
وتصدرت المرأة المشهد في الساعات الأولى لانتخابات الرئاسة المصرية، ففي الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي وقبل انطلاق الاقتراع، اصطفت النساء في طوابير أمام اللجان في القاهرة والمحافظات.
وحملت السيدات أعلام مصر وأكدن أهمية المشاركة في اختيار رئيس البلاد للسنوات الست المقبلة، إيمانا منهن بدورهن في صناعة المستقبل.
أطول طابور
المشهد لم يغب عنه الشباب، الذين توافدوا بكثافة، مسجلين «أطول طابور»، امتد لعشرات الأمتار حتى خارج إحدى اللجان الانتخابية بمحافظة الجيزة، جنوب القاهرة.
وبحسب لقطات حصلت عليها «العين الإخبارية»، فإن مئات الشباب اجتمعوا في طابور وصف بـ«الأطول».
وقال أحد الشباب المشاركين في ذلك التجمع، إنه «حرص على الإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية في يومها الأول، في اللجنة التي خصصتها الهيئة الوطنية للانتخابات للمغتربين، للمشاركة في صنع مستقبل مصر».
وأوضح الشاب العشريني القاطن في صعيد مصر، ويدرس بكلية الطب البشري في جامعة القاهرة، إنه «اتجه إلى المدرسة الرسمية للغات، للإدلاء بصوته، في العرس الديمقراطي، في محاولة منه للمشاركة في صنع مستقبل مصر».
رسائل مرشحين
وخلال إدلائه بصوته، قال المرشح الرئاسي فريد زهران، الذي ارتدى «الكوفية الفلسطينية»: «نتابع عمليات التصويت على مدار الأيام الثلاثة لمراقبة المشهد بشكل كامل».
وأوضح أن رسالته الأساسية للمصريين هي المشاركة بقوة في الانتخابات، مؤكدًا «ضرورة خلق مناخ سياسي مواتٍ لعملية تغيير سياسي»، معتبرا أن «الانتخابات الرئاسية الحالية هي محطة في هذا الاتجاه».
بدوره، وجه المرشح الرئاسي حازم عمر خلال إدلائه بصوته، رسالة للمصريين، عبر فيها عن الشكر لكل مؤيديه، على ما بذلوه من جهد خلال الفترة الماضية.
وقال عمر: «رسالتي للمصريين لكل من يؤيدني وكل من يعارضني، هي المشاركة بقوة في الانتخابات (..) الشعب هو السيد، وهو من يختار، وهناك صندوق ضع فيه صوتك لتضمن اختيارك من يصلح، وأقول لمصريين انزلوا وشاركوا بقوة في الانتخابات».
في السياق نفسه، قال المرشح الرئاسي عبدالسند يمامة، في تصريحات للصحفيين عقب إدلائه بصوته إن «المشهد في اللجان الانتخابية يدعو للفرحة بصرف النظر عن الفائز بالانتخابات».
ودعا المصريين للمشاركة في التصويت في الانتخابات التي تستمر لثلاثة أيام، قائلا: «كل المصريين حريصون على ألا يفوتهم هذا الواجب الدستوري والوطني».
aXA6IDE4LjIyNy4wLjI1NSA=
جزيرة ام اند امز