مصدر عراقي يكشف لـ«العين الإخبارية» سبب القصف الأمريكي على بابل
في وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضي، كانت مواقع مليشيات كتائب حزب الله العراق المنضوية تحت هيئة الحشد الشعبي تحت مرمى نيران قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة داعش في العراق.
الهجوم أسفر عن مقتل 7 عناصر من تلك المليشيات المدعومة من إيران، بحسب ما أعلنت هيئة الحشد في بيان رسمي لها، مشيرة إلى وقوع جرحى آخرين.
وبينما لم يكشف البيان عن كواليس الضربة، قالت مصدر مطلع في بغداد لـ"العين الإخبارية"، إن "القصف الأمريكي استهدف معسكراً كانت عناصر من مليشيات كتائب حزب الله العراق تتدرب فيه على إطلاق المسيرات، وذلك بعد ساعات على إعلان تلك المليشيات عن نقض الهدنة مع قوات التحالف الدولي التي توصلت إليها الحكومة العراقية بهدف فتح المجال لمفاوضات عراقية أمريكية لوضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية".
وأوضح المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن "هذا القصف الأمريكي كان بمثابة رسالة أمريكية أننا باقون ونستهدف من يعترض على وجودنا ويهدد مصالحنا في العراق والمنطقة"، مشيرة إلى أن "هذه الرسالة أوصلتها السفيرة الأمريكية ألينا رومانوسكي إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني".
وتوقع المصدر العراقي أنه "وفق مضمون هذه الرسالة فإن الهجمات على المواقع العسكرية للمليشيات سوف تتواصل في المرحلة المقبلة متى ما شعرت واشنطن أن مصالحها وقواتها في خطر".
من جانبها، أدانت حكومة السوداني الاستهداف الأمريكي لمعسكرات الحشد الشعبي، وعدته "تجاوزاً" على سيادة البلاد.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت، الثلاثاء، ضربة في العراق وصفها مسؤولون أمريكيون بأنها جاءت دفاعا عن النفس مع تصاعد التوتر بالمنطقة.
وضربة الثلاثاء هي أول ضربة أمريكية معروفة في العراق منذ فبراير/شباط، عندما شن الجيش الأمريكي غارات جوية في العراق وسوريا ضد أكثر من 85 هدفا مرتبطا بالحرس الثوري الإيراني وجماعات مسلحة يدعمها.
وتضم قوات الحشد الشعبي، التي يبلغ تعدادها نحو 150 ألفا، عددا من الجماعات المسلحة العراقية شبه العسكرية المعتمدة من الدولة، وتهيمن عليها جماعات شديدة التسليح ومتمرسة في المعارك وموالية لإيران وترتبط بعلاقات وثيقة مع الحرس الثوري، وفقا لرويترز.
ويشهد العراق زيادة في الهجمات المتبادلة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وهو حليف نادر لطهران وواشنطن، ويستضيف 2500 جندي أمريكي، ولديه جماعات مسلحة مدعومة من إيران على صلة بقواته الأمنية.
ووفق رويترز فإن العراق يريد أن تبدأ قوات التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة الانسحاب في سبتمبر/أيلول المقبل وإنهاء عمل التحالف رسميا بحلول سبتمبر/أيلول 2025، مع احتمال بقاء بعض القوات الأمريكية بصفة استشارية تم التفاوض بشأنها في الآونة الأخيرة.