حالة الانقسام التى تشهدها مواكب النخبة المصرية جعلت الوصول إلى شئ من الحقيقة بعيد المنال
أمام أحداث كثيرة في تاريخ مصر الحديث غابت الحقائق وأكثر من ذلك غابت الوثائق..وحين تصفحت ما كتب الصديق العزيز د. شوقى السيد الفقيه القانونى الكبير في كتابه "كلمات لبلادى في اخطر مرحلة من تاريخ مصر2011-2016عن أحداث ما بعد ثورة يناير أشفقت عليه كثيرا من هذا الجهد ومن هذه المواجهة لأن جوانب الاختلاف كانت أبعد ما تكون عن الحقيقة ولأن حالة الانقسام التى تشهدها مواكب النخبة المصرية جعلت الوصول إلى شئ من الحقيقة بعيد المنال ولكن شفع للدكتور شوقى السيد ان الرجل يقدم كتاباته التى نشرها أثناء الأحداث في حدود ما رأى وعلم وما اعتقد انه الصواب ولكنه ومن دافع الأمانة لم يدع انه كتب تاريخا أو رصد أحداثا أو قدم وثائق ان الرجل حاول أن يجتهد في رسم الصورة وتفسير الأحداث وقراءة ما رأى حوله في مرحلة هى من اخطر مراحل تاريخنا الحديث.
سوف يقال الكثير وسوف نقرأ كتابات كثيرة وروايات مختلفة عن أحداث هذه الفترة وكل إنسان سيحاول ان يروى ما عنده ليس كمؤرخ ولكن كراو لما شاهد أو رأى..لا شك انه جهد طيب من الدكتور شوقى السيد ان يغامر ويدخل هذا السباق ويقدم رؤيته ورؤاه حول ما حدث في مصر في السنوات الخمس الماضية لم يقل الرجل انه تاريخ ولم يدع انه حقيقة، ولكنه يقدم صورا رآها وأحداثا عاشها وفسرها كما احب وقد نختلف حول ما حدث ولكن الضوء أول شىء يمهد لنا معرفة الحقيقة حين يسود الظلام الأفق البعيد.
سوف تبقى أحداث ثورة يناير من أكثر الصفحات غموضا في تاريخ مصر الحديث ولكن لن نختلف أبدا على أنها كانت نقطة تحول لم تشهدها مصر من قبل وسوف تبقى لسنوات قادمة تحرك الكثير من المتغيرات والأحداث والرؤى ليس في مصر وحدها ولكن في هذه المنطقة من العالم.
ان الدكتور شوقى السيد يقدم شهادته حول أحداث رصدها من بعيد وحكى لنا الكثير مما سمع أو رأى ولا شك إنها شهادة مهمة أمام أحداث مازال يكتنفها الغموض.
المقال نقلاً عن صحيفة "الأهرام" المصرية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة