بالفيديو.. نائب جزائري لوزير الصناعة: أنت ابن عميل لفرنسا
في سابقة أولى من نوعها، وجه نائب في البرلمان الجزائري اتهامات لوزير الصناعة في حكومة بلاده بأنه ابن عميل لفرنسا المستعمر السابق للجزائر
اتهم نائب في البرلمان الجزائري وزير الصناعة في حكومة بلاده بأنه "ابن حركي"، وهي في العرف الجزائري تعني خيانة الوطن، متسببا بذلك في إحداث فوضى عارمة في الجلسة الأخيرة لمناقشة مشروع قانون الاستثمار.
عاد النائب الجزائري ميسوم الطاهر الشهير بـ"سبيسيفيك" إلى مواقفه المثيرة للجدل، بعد أن وصف وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، مساء الثلاثاء، بأنه "ابن قايد وحركي"، مشيرا إلى عدم الاعتراف به كوزير في الحكومة.
وبعد أن طلب النائب الكلمة في حضرة وزير الصناعة، أثناء مناقشة قانون الاستثمار، خاطبه قائلا: "أتعلمون لماذا قال الشهيد زيغود يوسف (أحد كبار قادة الثورة التحريرية) إنه يتمنى الاستشهاد قبل تحقيق الاستقلال؟" ثم قام من مقعده وأشار بإصبعه للوزير "لأن أولاد الحركى والقياد بدؤوا يحكموننا"، قبل أن تتحول الجلسة إلى حالة من الفوضى والهرج والمرج.
والحركى في القاموس المحلي هم الجزائريون الذين اختاروا القتال إلى جانب المستعمر الفرنسي في ثورة التحرير الوطني ما بين 1954 و1962 ثم هاجروا إلى فرنسا بعد نيل الاستقلال.
أما "القياد" وهي جمع "قايد" فهم الجزائريون النبلاء من ملاك الأراضي الشاسعة في فترة الاستعمار الذين كانوا يرعون المصالح الفرنسية داخل القرى.
ويشير معنى هذين المصطلحين اليوم إلى أن صاحبهما خائن لوطنه أو عميل لفرنسا، وهي شتيمة قوية لم يسبق في الجزائر أن قيلت في حق وزير في الحكومة.
وليست المرة الأولى التي يثار فيها مثل هذه الاتهامات حول أصول وزير الصناعة، إلا أنها بقيت حبيسة حديث الصالونات السياسية ولم يسبق أن تفجرت بهذا الشكل العلني.
ولم يشأ وزير الصناعة الرد على اتهامات النائب وفضل حصر تدخلاته في موضوع الاستثمار، إلا أن كلمات النائب كان لها وقع شديد على أنصاره الذين بدؤوا يقرعون على الطاولات فور تدخل النائب لإيقافه وبادلوه بالسباب.
وطلب رئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى للبرلمان) في ختام الجلسة حذف تدخل النائب ميسوم من محضر الجلسات، دون أن يعلن عن إجراءات أخرى في حق النائب، وتولى نواب آخرون من الموالاة في كلماتهم تطييب خاطر الوزير.
غير أن الفيديو الذي يوثق الواقعة، كان له صدى كبير في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تناقلته جل المواقع والصفحات وحصد في ساعات قليلة مئات الآلاف من المشاهدات. وتفاعلت التعليقات معه بشكل واسع نظرا للموضوع الحساس الذي يطرحه.
وتثار منذ مدة ضد الوزير عبد السلام بوشوارب، اتهامات من تيارات سياسية في المعارضة بخدمة المصالح الفرنسية عبر تفضيله شركات المستعمر السابق للجزائر في عقود الاستثمار، وذهب بعض السياسيين إلى حد التنقل إلى فرنسا وتصوير عقارات الوزير في العاصمة الفرنسية باريس، لإثبات التهمة عليه.