بالصور: لبدة.. أهم المدن الرومانية بليبيا في مرمى إرهاب داعش
المدينة الأثرية الليبية على خطى "تدمر" السورية
حالة من القلق والغضب سادت أوساط الأثريين والأكاديميين والمحبين للآثار لأن المواقع الأثرية الليبية باتت في خطر داهم.
سادت حالة من القلق والغضب بين أوساط الأثريين والأكاديميين والمحبين للآثار في أنحاء العالم لأن المواقع الأثرية الليبية باتت في خطر داهم، لا سيما بقايا الآثار الرومانية في مدينة "لبدة" الأثرية، التي وضعتها منظمة اليونسكو عام 1982 ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.
المدينة الأثرية باتت الأكثر تعرضًا للخطر لتمكن "داعش" من التمدد في مدينتي سرت وطرابلس، وهو ما وضعهما على مقربة من هذه المواقع الأثرية المؤثرة.
تقع مدينة "لبدة" على الساحل المتوسطي في مدينة "الخمس"، التي تبعد 120 كلم شرق مدينة طرابلس، وتعد من أكبر بقايا المدن الرومانية، ظهرت مدينة "لبدة" كمرفأ طبيعي يلجأ إليه البحارة والتجار في أثناء رحلاتهم التجارية النشطة في المتوسط.
يرجع اسم لبدة إلى "لبكي" وهو الاسم الذي أطلقه "القرطاجنيون" عليها، وقد حرفه اليونانيون إلى "لبشس"، وبقيت هذه الكلمة مستعملة إلى القرن الثالث ق.م، ثم حرفت في اللغة اليونانية من "لبشس" إلى "لبتس" لسهولة النطق في اللغة اليونانية، فأضافوا كلمة "مانيا"، فصارت "لبتس مانيا" لتمييزها عن مدينة "بيزاشينا"، ومعناها "لبدة العظمى" أو لبدة الكبرى.
أهم معالم لبدة الأثرية
"مبنى السوق البونيقية" وأنشأ في عام 8 ق م، و"المسرح نصف الدائري" في عام 1 ق م، و"مبنى الكالكيديكوم" 11م- 12م، و"حمامات الإمبراطور هادريان" 126م-127م، و"الشارع المعمد" وهو من أكبر النُصب الأثرية، أنشأه "سيفروس" لربط مركز المدينة بالميناء، وطوله حوالي 410م ، و"البازيليكا" وتقع على الجانب الغربي من الشارع المعمد، وهي أكبرُ المباني المشيدة في لبدة، فقد أنشأت عام 216م، بطول 160م وعرض 69م، ومكونة من 3 أجنحة وكل قاعة محاطة بأعمدة منحوتة.
ونظرًا لخصوبة أرضها، واعتدال مناخها وصلاحيته للسكنى، ولأن لها ميناء مأمونًا وصالحًا للملاحة ولوقوعها على نهر "عين كعام"، كانت مدينة لبدة مطمعًا للغزاة عبر التاريخ منذ أن قام "الفينيقيون" بإعمارها، ثم أصبحت في أوائل القرن الثاني ق م تابعة "للنوميديين" شكليا، وبقيت تحت سيادتهم الاسمية متمتعة باستقلالها الداخلي إلى أن احتلها الروم سنة 42 ق م.
وبلغت لبدة مبلغًا عظيمًا في الحضارة والتقدم العمراني، وسرعان ما نما ذلك المرفأ التجاري ليصبح أحد أحواض البحر المتوسط المهمة؛ حيث احتوى لاحقًا على منارة لبدة التي أنشأها الإمبراطور الروماني "سبتيموس سيفيروس" في عام 200 ق م، وكان قد ولد في المدينة وحكم الإمبراطورية الرومانية "193 - 211 م"، وكانت في أوج مجدها آنذاك، وفي هذا العصر كان سكانها خليطًا من الليبيين والقرطاجنيين والروم والإغريق، وبلغ عددهم 80 ألف نسمة.
اعتدى "الاستريانون" على ولاية لبدة فألحقوا بها أضرارًا بالغة حتى ساءت أحوالها، وأخذت في الانحطاط حتى طمع فيها "الوندال" في سنة 455م وقاموا باحتلالها وتخريبها، وفي هذه الفترة أصيبت بفيضان كبير من وادي "عين كعام" فحطم الجسور والأسوار.
وفي سنة 533م احتل "البيزنطيون" لبدة، وكان احتلالهم لها بداية عهد جديد لعمرانها واسترداد بعض ما فقدت من حضارتها، واتخذت مقرًّا للحاكم العسكري، وفي سنة 643م وصلت إليها طلائع العرب الأولى للفتح الإسلامي، فلم تجد في لبدة من العمران إلا بقايا من قصورها العظيمة ودورها الفخمة، وبقايا من السكان خليطًا من أجناس متعددة يعيشون فيما بقي من خرائب دورها وقصورها.
وفى خطوة عملية في طريق العمل على حماية الموروث الثقافي الليبي أعلنت مصلحة الآثار الليبية في مايو الماضي انطلاق أعمال المرحلة الثانية من مشروع توثيق لبدة الكبرى، وأقامت مؤتمرًا دوليًّا في تونس العاصمة لبحث آليات حماية الموروث الثقافي الليبي.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNS42NiA= جزيرة ام اند امز