أول إفطار رمضاني بالبيت الأبيض.. تاريخه سيدهشك
أوباما أشهر من أقام حفلات إفطار في البيت الأبيض، غير أنه ليس الرئيس الأمريكي الأول الذي يرحب بالمسلمين للاحتفال برمضان.. فمن سبقه؟
ربما يكون الرئيس الأمريكي باراك أوباما أشهر من أقام حفلات إفطار المسلمين الأمريكيين في البيت الأبيض، غير أنه ليس الرئيس الأمريكي الأول الذي يرحب بالمسلمين للاحتفال بالشهر المعظم.
فخلال نحو 8 سنوات قضاها في البيت الأبيض، اعتاد أوباما إقامة مأدبة إفطار رمضاني، وإلقاء كلمة أمام الحضور الذين يضمون عددًا من المسلمين الأمريكيين، وسفراء الدول الإسلامية.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون كان قد استضاف قبل أكثر من 200 عام أول إفطار رمضاني في تاريخ البيت الأبيض، أما فكرة الإفطار الرمضاني في العهد الحديث فكانت مستوحاة من تشيلسي كلينتون نجلة الرئيس السابق بيل كلينتون ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.
فمنذ عام 1996 أصبح الإفطار الرمضاني تقليدًا سنويًّا، عندما استضافت السيدة الأولى هيلاري كلينتون آنذاك مأدبة عشاء في عيد الفطر، في نهاية شهر رمضان، وقالت في كلمة ألقتها على ضيوفها، إنها كانت "مناسبة تاريخية ومتأخرة".
وأضافت أنه "أمر مناسب، تمامًا، كما يأتي الأطفال وأسرهم من أتباع الديانات الأخرى هنا للاحتفال ببعض أيامهم المقدسة، لذلك أنتم أيضًا جميعًا هنا للاحتفال بهذه التقليد الإسلامي المهم".
وأشارت إلى أنها تدين بالكثير مما تعرفه عن الإسلام إلى ابنتها تشيلسي، التي تلقت دورة تدريبية حول التاريخ الإسلامي في العام السابق.
ومن ثم حمل الرئيس كلينتون الراية خلال ما تبقى من ولايته، واستضاف حفل العيد كل سنة بعد ذلك.
رمضان في عهد بوش:
في عام 2001، حذا الرئيس السابق جورج دبليو بوش حذو سلفه، وبعد فترة وجيزة من هجمات 11 سبتمبر/أيلول، استضاف أول إفطار في البيت الأبيض، في وقت شهد أكثر الفترات توترًا بين المسلمين وغير المسلمين.
وخلال الإفطار الذي أقيم في 19 نوفمبر/تشرين الأول 2001، قال الرئيس بوش لضيوفه، إن القرآن "أرشد مليارات المؤمنين عبر العصور، وأولئك المؤمنون بنوا ثقافة التعلم والأدب والعلم".
غير أنه رفض الاستجابة في العام نفسه، لمطالب قادة المسلمين في جميع أنحاء العالم بوقف القصف في أفغانستان خلال شهر رمضان.
واستضاف الرئيس بوش حفل إفطار رمضان خلال كل عام من فترتي ولايتيه، وخلال شهر رمضان عام 2005، أعلن أنه أضاف أول نسخة من القرآن إلى مكتبة البيت الأبيض، قائلًا: لقد طلبت من الشباب الأمريكي دراسة اللغة والعادات في منطقة الشرق الأوسط الكبير.
أول إفطار في البيت الأبيض:
في حفل إفطار أقيم في البيت الأبيض عام 2010، قال الرئيس أوباما إن "رمضان يذكرنا بأن الإسلام كان دائمًا جزءًا من أمريكا، فقد استضاف الرئيس جيفرسون أول سفير مسلم إلى الولايات المتحدة، وكان من تونس".
وأشار إلى أنه حرص على ترتيب إقامة حفل عشاء ضيفه عند غروب الشمس؛ لأنه كان في رمضان، ما جعل ذلك العشاء أول إفطار معروف يُقام في البيت الأبيض، قبل أكثر من 200 سنة، وفقًا لمكتب برامج الإعلام الخارجي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية.
والعشاء الذي أشار إليه الرئيس، كان في 9 ديسمبر/كانون الأول عام 1805، وكان ضيف الرئيس جيفرسون هو مبعوث حاكم الدولة العثمانية في تونس سيدي سليمان مليملي، الذي أمضى 6 أشهر في واشنطن.
وكان سبب زيارة مليملي للولايات المتحدة النزاع الحاد بسبب قرصنة دول البربر على السفن التجارية الأمريكية، وأسر سفن تونسية حاولت أن تخترق الحصار الأمريكي لطرابلس الغرب.
وصل مليملي خلال شهر رمضان، وعندما دعا جيفرسون المبعوث إلى منزل الرئيس، قام بتغيير وقت تناول الطعام من موعده المعتاد في الساعة 3:30 بعد الظهر إلى "غروب الشمس بالضبط"، احترامًا للواجب الديني للرجل.
ومن المرجح أن تكون معرفة جيفرسون بالإسلام قد تكونت من خلال دراساته القانونية حول القانون الطبيعي، ففي عام 1765 اشترى جيفرسون ترجمة إنجليزية للقرآن الكريم مؤلفة من جزأين لمكتبته الخاصة، وهي المكتبة التي أصبحت في عام 1867 أساس مكتبة الكونجرس الحديثة.
aXA6IDMuMTUuNi4xNDAg جزيرة ام اند امز