جامع "الرود".. حاضرة "بينجلارين" الهندية من القرن الـ19
جامع "موست بينجلارين" أو ما يسمى بجامع الرود الشهير تأسس منذ القرن الـ 19، ثم تحول محيطه لحاضرة وسوق شعبية بالهند.
جامع "موست بينجلارين" أو ما يسمى بجامع الرود الشهير في جنوب الهند، تأسس منذ القرن الـ 19، ثم تحول محيطه لحاضرة وسوق شعبية بالهند.
يفتح المسجد أبوابه للفقراء والمساكين بالمدينة الهندية ليقدم لهم ما لذ وطاب خلال شهر رمضان المبارك، ولا يمثل دور عبادة للمسلمين، بل يعد أيضا مركزا ثقافيا عاما، وكان في السابق خلال فترة حكم الاحتلال الانجليزي مأوى للفقراء من الأوروبيين و"الإنديان أنجلو".
ويستقبل جامع الرود كل عام آلاف الزائرين في شهر رمضان المبارك على مائدة الإفطار الخاصة به، والتي تمتد أمامه طوال الشهر الكريم في ساحة فرازر تاون، التي تحيط بها محال للطعام من كل الجوانب.
والجامع وجهة للمسلمين والفقراء بشكل عام، بسبب تصميمه المعماري الفاخر، والأعمال الخيرية التي تقدم من خلاله ليس فقط في شهر رمضان الفضيل، ولذلك تحولت الساحة من حوله في شهر رمضان إلى مقصد لمحبي الطعام والإفطار خارج منازلهم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين.
سمي جامع الرود بهذا الاسم نسبة لرجل الأعمال الذي تبرع ببنائه وهو حاج سير إسماعيل سات، وهو رجل أعمال غني من كبار تجار مدينة بينجلاروا، ولد في عام 1859، وينحدر من عائلة تعمل في التجارة هي عائلة كوتشي ميمون من كوتش جوجرات، تحولت عائلته إلى الإسلام منذ قرون، وتوارثوا مهنة العمل في التجارة، وتمركزوا في جنوب الهند.
انتقل حاج سير إسماعيل من مدينة مايسيرو إلى بينجلارو مع والده قبل وفاته في عام 1870، ولم يتلق أي تعليم، وتفرغ منذ صغره للعمل في التجارة مع والده، وعمل في كل شيء يمكن أن يباع، كون ثروته في الأساس من تجارة الذهب، ثم فتح محال كثيرة لبيع مستلزمات البيوت من البقالة وحتى الأجهزة.
كان حاج سير اسماعيل محبا لعمل الخير، وعقب انتقاله لبينجلارو كان يتبرع لبناء مشروعات خيرية في المدينة، وتكفل بالفقراء بها، حتى أصبح هو صاحب الفضل في المدنية التي شهدتها تلك المدينة.
وقد رفض حاج سير إسماعيل أن يحرم الأطفال الفقراء من استكمال دراستهم بسبب احتياجهم للمال، وبنى لهم غرف للقراءة وجامعات، وكان يبدي اهتماما كبيرا للتعليم ويقدره كثيرا، فكان يقدم لهم الدعم المادي ليتفرغوا لتعليمهم، كما قام بالتبرع ببناء مستشفى جوشا، ولم يكن جامع الرود هو الجامع الوحيد الذي قام بالتبرع به، بنى أيضا جامع كادوجودي.
ونظرا لأعمال الخير التي قدمها لبينجلارو، لقبه المهراجا مايسور بـ"بفخر التجار" ، واستمر حاج سير إسماعيل في أعماله الخيرية حتى توفى في عام 1934.