باحث أمريكي: إيران تهاجم معارضيها بالعراق بعد فضحهم غشها النووي
إيران تسعى لملاحقة وتدمير معارضيها في العراق بعد أن فرّ الكثيرون منهم طلبا للأمن
حذر ريموند تانتر مدرس العلوم السياسية بجامعة جورج تاون والباحث في "معهد واشنطن" من أن النظام الإيراني يستغل الوقت قبل الذكرى الأولى للاتفاق النووي، والوضع المتدهور في العراق لاتخاذ إجراءات صارمة ضد معارضيه هناك بعد أن أسهموا في فضح "غشها النووي".
واعتبر في مقال نشره موقع "تاون هول" الأمريكي أن واشنطن أبرمت صفقة مع طهران على حساب حلفائها، غير أنه لا تزال لديها القدرة على فرض ضغوط على النظام نيابة عن الشعب الإيراني.
وأشار تانتر، وهو عضو سابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إلى أنه في 4 يوليو 2016 أطلق أكثر من 50 صاروخا على معسكر "ليبرتي" غرب العاصمة العراقية بغداد، الذي يضم عناصر معارضة للنظام الإيراني.
وأوضح أنه بسبب وقوع المعسكر ضمن نطاقها، يبدو أن مليشيات "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني استهدفت المعسكر، حيث يظهر تقييم الأضرار أن أجزاء منه دُمرت بالكامل، بينما أصيب ما لا يقل عن 40 شخصًا.
ولفت إلى أنه بمجرد أن فر العديد من معارضي إيران طلبا للأمن في العراق، سعت طهران لتدميرهم هناك، ورأى أن هناك عدة عوامل متزامنة تفسر لماذا تهاجم طهران معارضيها في العراق، من أعضاء منظمة "مجاهدي خلق"، مجموعة المقاومة الرئيسية التي ترفض حكم الملالي، وتدعو إلى إيران علمانية وديمقراطية، وغير نووية.
وقال إن النظام يستغل الذكرى الأولى للاتفاق النووي مع إيران يوم 14 يوليو/ تموز عام 2016، لاستهداف معارضيه في العراق لأنهم كانوا ولا يزالون ذوو قيمة كبيرة في الكشف عن معلومات استخباراتية حول الغش النووي لإيران المخادعة بشأن شفافية المحادثات النووية.
وبين أنه خلافا للعروض الإيرانية المخادعة بالشفافية في المحادثات النووية في 17 يناير/ كانون الثاني 2005 و23 مارس/آذار 2005، كشفت استخبارات "منظمة مجاهدي خلق" في أواخر عام 2005 أن إيران قد بدأت أنشطة مرتبطة بالأسلحة النووية في موقع تحت الأرض بالقرب من مدينة قم.
ولفت إلى أنه بالإضافة إلى ذكرى الاتفاق النووي المقبلة، هناك الوضع السياسي والعسكري المتدهور في العراق، ومشكلات طهران المتزايدة مع سكانها الساخطين، حيث تستغل إيران هذه الأمور للقضاء على خصومها في الداخل والخارج.
واختتم بالقول إنه لمنع تكثيف الهجمات على معسكر "ليبرتي"، بإمكان واشنطن استخدام نفوذها الدبلوماسي مع بغداد لحماية المعارضين الإيرانيين وتسريع إعادة توطينهم خارج العراق.