باحث جزائري لـ"العين الإخبارية": 2022 الأسوأ على أفريقيا
سيكون عام 2022 رقماً جديدا ممتدا لأعوام الإرهاب واحتدام الصراع الدولي على القارة الأفريقية، وفقا لرؤية الباحث الجزائري إدريس عطية.
نظرة استشرافية من معطيات أمنية وسياسية وحتى اقتصادية قدمها الباحث والأكاديمي الجزائري إدريس عطية لـ"العين الإخبارية".
- قطار انقلابات 2021.. زيارة خاطفة لآسيا ورحلة تقليدية بأفريقيا
- أفريقيا 2021.. إرهاب وتوهج أمني وانقلابات
وتوقع عطية أن تكون 2022 من "أسوأ" الأعوام على القارة الأفريقية، متوقعاً أن "يتمدد تنظيم داعش الإرهابي ويحاول فرض سيطرته على وسط وغرب الأفريقية، فضلا عن انتشار خلايا جديدة للإرهاب".
كما أشار إدريس عطية إلى أن عام 2022 سيرتبط بـ"احتدام الصراع" بين القوى الكبرى والأجندات الدولية سواء المرتبطة بالظاهرة الإرهابية أو بالصراع الاقتصادي على قارة أفريقيا.
ظواهر متداخلة
"لاستشراف الظواهر الأمنية لأفريقيا فإنه من المستحيل عزل ظاهرة الإرهاب عن الجريمة المنظمة، ولا نستطيع عزل النزاعات الداخلية عن ظاهرة الهجرة واللجوء وغيرها من الجوانب"، وفقا لإدريس.
وفيما يتعلق بمستقبل القارة الأفريقية خلال 2022، أوضح الأكاديمي الجزائري، أهمية "دراستها على المستوى الأمني والسياسي.
الساحل الأفريقي
كما توقع في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن تكون لمنطقة الساحل الأفريقي "النصيب الأكبر" من العمليات الإرهابية خلال العام الجديدة.
وأوضح ذلك قائلا: "هناك رابط كبير بين انتشار الإرهاب وحالة الفراغ السياسي والأمني في القارة الأفريقية وعلى رأسها منطقة الساحل، لأن التقارير الخاصة بالاتحاد الأفريقي أفادت بأن 36 % من العمليات الإرهابية خلال سنة 2021 كانت بتلك المنطقة".
خطر داعش
ورجح إدريس عطية أن تكون منطقة الساحل الأبرز في انتشار الإرهاب واحتضان ربما خلايا جديدة للعمل الإرهابي خاصة بعد فشل تنظيم داعش في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن التنظيم الإرهابي "يبحث على بديل وعن انتشار أوسع، ويعول خلال سنة 2022 أن يجعل من أفريقيا بديلا للشرق الأوسط في العمليات الإرهابية".
الأجندات الدولية
وقدم أيضا مستوى آخر حول تحليله للوضع الأمني بأفريقيا، منبها إلى أن ظاهرة الإرهاب "مرتبطة بالأجندات الدولية".
وأوضح : إرهاب وافد لا يتعلق بمسببات داخلية أفريقية أو بعوامل خاصة بهذه القارة، لكن هذا الإرهاب النسقي الجديد يرتبط بالأساس وبدرجة واضحة بالصناعة الدولية للإرهاب وبطموحات هذه الدول".
وتوقع أن "تكون أفريقيا مرشحة للعديد من العمليات الإرهابية خلال 2022، سواء في غربها خاصة نيجيريا التي تعاني هذه الأزمة النسقية والأمنية الممتدة، إلى جانب عدم وجود رؤية واستراتيجية واضحة لمكافحة الإرهاب في نيجيريا، ونفس الشيء بالنسبة لبقية دول غرب أفريقيا".
واستطرد قائلا: "نيجيريا كونها عملاق المنطقة وتتأثر بدرجة كبيرة بالإرهاب، ناهيك عن بقية دول المنطقة مثل بوركينافاسو وغينيا وغينيا بيساو وساحل العاج".
كما توقع أيضا بروز تنظيم "جيش الرب" بعمليات إرهابية في الكونغو والكونغو الديمقراطية، مشيرا إلى ذلك بالقول: "لأن تحركات جيش الرب تبين بأنه أصبح لها طموحات سياسية كبيرة جدا تتعلق بفرض الأجندة السياسية على العمل الداخلي في هذه المنطقة امتدادا إلى منطقة البحيرات الكبرى".
القرن الأفريقي
وعن توقعاته للوضع الأمني بمنطقة القرن الأفريقي، أوضح البروفيسور إدريس عطية، أن "الصومال أصبح حالة استثنائية، وتقارير صندوق دعم السلام الأمريكي تصنفه كدولة فاشلة أصيلة، وهذا أيضا يمكن أن يرشح تحركا كبيرا للإرهابيين في هذه المنطقة".
كما اعتبر أن الأمر مرتبط بما يحدث في إثيوبيا وما تشهده من صراع داخلي، متوقعا أن تكون منطقة شرق أفريقيا "مرشحة لعمليات إرهابية" أيضا.
وقال إن عام 2022 سيشهد "حالات كبيرة جدا من العنف الداخلي في أفريقيا خاصة أمام الهشاشة الكبيرة جدا".
تداعيات كورونا
ووسط ذلك، يرى الأكاديمي الجزائري بأنه "لا يمكن عزل الأمر عن التداعيات العالمية لأزمة كورونا، لأن العالم كله أصبح يعاني اقتصادياً، والدول الأفريقية أصبحت عاجزة، لأن بعضها كانت تغطي عجزها عن طريق الريع أو المساعدات الدولية"، فضلا عن أزمة الجفاف التي تؤثر على الأمن الغذائي والكثير من الأوضاع الداخلية بالقارة السمراء.
أفريقيا والإرهاب
إدريس عطية أشار إلى "أن الوضع الاقتصادي وانتشار البطالة والفقر وغيرها هي التي ستدفع شباب الأفريقي نحو الجماعات الإرهابية أو تكون هذه الجماعات هي الحاضنة لهم".
وهو ما دفعه لتوقع "أشكال جديدة من التنظيمات الإرهابية، سواء التابعة للقاعدة أو داعش، أو أيضا أشكال أخرى مستقلة مرتبطة بأجندة دولية خاصة أمام إصرار الأطراف الدولية على التدخل في القارة الأفريقية".
وشدد إدريس عطية على ضرورة أن تلعب الدول الأفريقية دورا لصالح بناء القارة سواء من خلال الاتحاد الأفريقي أو تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية.
لكن استدرك بأن الدول الأفريقية لا تستطيع مواجهة الظاهرة الإرهابية بشكل منفرد، مشيراً إلى أن "الاتحاد الأفريقي يعاني من عدة تحديات داخلية وخارجية، على رأسها محاولات الاختراق الخارجي من قبل الأطراف المتنافسة على القارة الأفريقية تحت نظرية الاستعمار الجديد".
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4yOCA= جزيرة ام اند امز