في مطلع عام 2023، تكشّفت تفاصيل مهمة وغير عادية.
لقد اعتدنا على عبور الإرهابيين من الجنوب إلى الشمال، أي من أفريقيا إلى أوروبا، لكن اليوم صادفنا حالة اعتزام الإرهابيين الذهاب من أوروبا للقتال في منطقة الساحل، وبالتالي، من الشمال إلى الجنوب.
بفضل عملية "إيجيمي" لمكافحة الإرهاب، والتي نفذتها الشرطة الإسبانية والمغربية واليوروبول، تم اعتقال شخصين في إسبانيا كانا يحاولان الانضمام إلى تنظيم "داعش" الإرهابي في الساحل وتفكيك خلية تجنيد الإرهابيين، التي كانت تتبع التنظيم.
وفي الجزائر، أفادت وزارة الدفاع أنه خلال عام 2022 تم القضاء على 20 إرهابية، واستسلام 5 واعتقال 14 إرهابيا، كما تم إلقاء القبض على 371 شخصا ينتمون لشبكات دعم الإرهاب، وهو رقم يجب أخذه بعين الاعتبار.
فقط بين 11 و17 يناير/كانون الثاني الجاري، تم اعتقال 9 أفراد آخرين.
وتأتي هذه البيانات بعد عشر سنوات من هجوم تيغنتورين في "إن أميناس" الذي نفذته جماعة "الملثمون" الإرهابية بقيادة "مختار بلمختار"، ومنذ ذلك الحين تم القضاء على نحو 1500 إرهابي.
وفي تونس، ألقت القوات الأمنية القبض على إرهابي في صفاقس، كما أصدرت الجهات القضائية حكمها في حق خلية إرهابية مكونة من نساء فقط، خططت لاغتيال وزير الداخلية السابق عام 2016.
وفيما يتعلق بليبيا، ووفق ما نشر تنظيم "داعش" الإرهابي في حصيلة هجماته لعام 2022، فقد نفذ التنظيم ثلاث هجمات فقط في البلاد طوال العام الماضي. ويحافظ تنظيم "القاعدة" الإرهابي على وجود خلاياه ولكن دون نشاط في الأراضي الليبية، وهو خبر جيد.
وفي مصر فإن قوات مكافحة الإرهاب المصرية نجحت بكفاءة في محاصرة الإرهابيين في سيناء، ما جعل "داعش" يتراجع بشكل كبير.
وأفادت سلطات بونتلاند في الأسبوع الثاني من يناير/كانون الثاني الجاري أنها قتلت زعيم "داعش" في الصومال، أبو البراء الأماني.. وقبل أيام قليلة، أعلن "داعش" مسؤوليته عن هجوم بعبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة على الطريق من مقديشو إلى أفجوي.
وفي الصومال، كشفت وزارة الدفاع في الأسبوع الأول من عام 2023 عن مقتل أكثر من 2000 عنصر وقيادي إرهابي نتيجة العمليات الأمنية في محافظات غالغودود وحيران وشبيلي الوسطى خلال الأشهر الأربعة الماضية.. فيما إحدى التفاصيل التي لا يجب أن تمرّ مرور الكرام أن حركة "الشباب" الإرهابية أطلقت دعاية تجنيد تستهدف الإرهابيين الأوروبيين، وهو ما قد يكون مؤشرا على الصعوبة التي تواجهها الحركة في إقناع السكان المحليين بالانضمام لصفوفها.
في السودان، يواصل إرهابيو "القاعدة" نشر الدعاية، لكن دون تنفيذ أي هجمات، لأن استراتيجيتهم حاليا تقتصر على ضمان حصول الإخوان على مكانهم في الحكومة السودانية المقبلة.
ويتركز الإرهاب في تشاد في بحيرة تشاد، أي على الحدود مع النيجر ونيجيريا والكاميرون.
وفي 7 يناير/كانون الثاني الجاري، انتهت المعارك الدائرة بالمنطقة بين "بوكو حرام" و"داعش" بمقتل 35 إرهابيا من فرع "داعش" في غرب أفريقيا.
وأبلغ رئيس النيجر أنه في "عام 2023، سيتم نشر أنظمة الدفاع الجوي المطلوبة منذ عام 2021".. والتي راهن على أن إسهامها سيكون حاسما في تغيير ميزان القوى.
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في مالي أنه خلال عام 2022 قتل الإرهابيون 32 جنديا من جنود البعثة الأممية.
ومنذ بداية عام 2023، زادت الهجمات الإرهابية في كل من مالي وبوركينا فاسو، فيما يرسل تنظيم "القاعدة" جزءا من مقاتليه إلى جنوب مالي، ما يجعل هجماته تقترب أكثر من العاصمة باماكو.
ومع نهاية عام 2022، اندلعت 8 معارك بين "داعش" و"القاعدة" في مالي، ما يدل على اهتمام الجماعتين بالسيطرة على مناطق وسط مالي.. بينما يستغل تنظيما "القاعدة" و"داعش" أي نقطة ضعف في منطقة الساحل للهجوم، موظفين انخفاض التنمية الاقتصادية وانتشار الفساد، تاركين تلك البلدان التي تظهر مقاومة أكبر إلى وقت لاحق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة