على الرغم من تكرار ترامب لعبارة "أريد أن أكون نفسي"، لكنه تقمص شخصية نيكسون في مؤتمر الحزب الجمهوري الأخير
مرت 22 عامًا على وفاة ريتشارد نيكسون، الرئيس الأمريكي الأسبق القادم من الحزب الجمهوري، إلا أنه روحه على ما يبدو تلبست دونالد ترامب المرشح الجمهوري الحالي في انتخابات الرئاسة الأمريكية في مؤتمر الحزب الأخير لإعلان ترشيحه رسميًّا، ويبدو لمتابعي كلمته في المؤتمر أنهم يستمعون لنيسكون وليس لترامب.
وعلى الرغم من تكرار ترامب المرشح الجمهوري لعبارة "أريد أن أكون نفسي"، لكن تقمصه شخصية نيكسون كان واضحًا في لهجة وطريقة تقديم الخطاب، كما أوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تعليقها على الخطاب.
ووصفت الصحيفة الأمريكية ترامب بـ"شخصية غير عادية"، اتخذ من خطاب نيكسون وشخصيته نموذجًا ومصدرًا للإلهام في الحملة الانتخابية والمؤتمر العام للحزب الجمهوري.
وظهر حماس حلفاء ومساعدي المرشح الجمهوري في حديثهم عن نيكسون وحملته، وتحدثوا بلهجة فخر بأن ترامب وريث للرئيس السابق نيكسون لإتقانه السياسة ومبالغته في انتقاد الحكومة.
ووفقًا لتحليل قامت به الصحيفة للمؤتمر، ظهرت محاولات استدعاء روح حملة نيكسون بتوجيه النداء العلني للأمريكيين الخائفين من الاحتجاجات الواسعة والاضطرابات العنصرية.
كما شهد المؤتمر إصرار ترامب للوصول لطريق الانتصار، ولعب على مشاعر القلق التي تجوب الولايات المتحدة، ومخاوف البعض من تكرار العمليات الإرهابية في أمريكا وخارجها، خاصة بين الطبقة العاملة من أصحاب البشرة البيضاء.
وتشير الصحيفة إلى اكتشاف مذهل باليوم الأول لمؤتمر الحزب، بإعلان كبير مستشاري حملة ترامب "بول مانفورت" بأن المرشح الجمهوري يعتمد على نموذج خطاب نيكسون، الذي ساعد الرئيس السابق للفوز بفرصة الترشح عن الحزب منذ 48 عامًا.
وقال مانفورت "يتشابه خطاب نيكسون في خطوط وقضايا كثيرة مع وقتنا الحالي".
كما قام ترامب بعقد مقارنات بين ترشحه وترشح نيكسون من حيث المناخ السياسي التي تشهده الولايات المتحدة، قائلًا "العالم يريد الآن قائدًا وزعيمًا لأن الأمريكيين يشعرون بالفوضى مرة أخرى".
ونصح مستشارو وأعضاء الحزب الجمهوري ترامب بضرورة الابتعاد عن الأحاديث المتعلقة بالسياسية العرقية والهوية، وظهر تأثير النصيحة في كلمة ترامب عندما قال "علينا أن نتخلى ونتخلص من الانقسامات الحالية".
وترجح الصحيفة أن نصيحة مستشاري المرشح جاءت بعد مشاهدة ردود فعل الناخبين عن تصريحات ترامب المثيرة، واعتقادهم أن شخصية ترامب غير موثوق بها.
وكان نيكسون يقدم نفسه دائمًا خلال فترة عمل الحملة عام 1968، أنه حصن قوي ضد القوى الضاربة لطبقات المجتمع الأمريكي، ويعتبر البعض أنه مارس منهج السياسية الملتوية، حسب وصف الصحيفة.
وفي الليلة الختامية لليوم الأول أثيرت كارثة اجتماعية، عندما تحدث عمدة نيويورك السابق "رودولف جولياني" وقال "الأمريكيون يشعرون بالخوف خاصة نحو أطفالهم وأنفسهم".
وتعقد "نيويورك تايمز" مقارنة بين الحملتين، قائلة إنه "أثناء حملة نيكسون ظهرت الانقسامات العنصرية، وارتفعت معدلات الجريمة، والمظاهرات بالشوارع، إضافة إلى اغتيال مارتن لوثر كينج، واضطرابات واسعة النطاق".
وتقول الصحيفة "أثناء حملة 1968 كان يتم تهويل وتبسيط هذه الاضطرابات بالمجتمع الأمريكي تمهيدًا لحملة نيكسون، ليذكر نيكسون في كلمته أثناء مؤتمر ترشحه "أننا نرى الأمريكيين يكرهون بعضهم البعض ويقاتلون بعض في الداخل".
بينما اليوم تظهر بعض الاضطرابات السياسية والاجتماعية، لتقوم حملة ترامب باستخدامها كأوجه تشابه بين الحملتين، من قتل قوات الشرطة في أورلاندو، واحتجاجات أصحاب البشرة السمراء في الشوارع ضد ممارسات الأمن.
وكان تعليق ترامب على هذه الأحداث أنه "رجل النظام والقانون"، مطالبًا الأمريكيين بالوقوف بجانب الشرطة، وهو نفس موقف نيكسون الذي شجع بوقف القتل ومساندته في الحملة.
واستخدمت حملة ترامب أحداث 1968 للترويج للحالة نفسها، على الرغم من انخفاض معدلات الجريمة منذ عام 1990، واعتبر الكاتب السياسي "جيف جرينفيليد" أن تشبيه المناخ السياسي الحالي بالستينيات مثير للسخرية.
وأضاف جرينفيليد أن هناك بعض الاضطرابات ولكن لا تتشابه مع السابق، وقال "ربما أخطأ ترامب لأن نيكسون اتخذ إجراءات حاسمة تجاه الجريمة".
بينما علق إدوار كوكس -العضو الجمهوري، الذي حرص على حضور مؤتمر ترامب بالأمس- قائلًا "على الرغم من التشابه بين الحملتين في إثارة الانقسامات، ولكن التاريخ لا يعيد نفسه".
aXA6IDMuMTQ1LjM5LjE3NiA= جزيرة ام اند امز