"قمة الأمل" في نواكشوط أمام تحدي القوة المشتركة ومكافحة الإرهاب
القمة العربية التي ستعقد بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، بعد غد الاثنين، تواجه تحديات تفعيل قرار إنشاء قوة عربية مشتركة
تواجه القمة العربية التي ستعقد للمرة الأولى في تاريخها بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، بعد غد الاثنين، بحضور زعماء وقادة عرب العديد من التحديات، يأتي على رأسها تفعيل قرار إنشاء قوة عربية مشتركة لصون الأمن العربي ومواجهة مخاطر تنامي ظاهرة الإرهاب.
كان البيان الختامي للقمة العربية الـ 26 التي عُقدت في شرم الشيخ المصرية العام الماضي برئاسة مصر، أكد أن القادة العرب وافقوا مبدئيا على إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات وصيانة الأمن القومي العربي.
وأكد القادة العرب اتفاقهم على مبدأ التصدي للتحديات الراهنة، مشددين على ضرورة توحيد الجهود من أجل صيانة الأمن القومي العربي.
كما دعا إعلان شرم الشيخ، المجتمع الدولي إلى دعم الجهود العربية في مكافحة الإرهاب وعدم الازدواجية في مواجهة المجموعات الإرهابية الموجودة في عدد من بلدان المنطقة.
وفي أبريل/نيسان المنصرم، قرر رؤساء أركان الجيوش العربية خلال اجتماعهم بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، دعوة فريق رفيع المستوى للعمل تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء لبحث آليات تشكيل القوة العربية المشتركة.
وأكد قادة أركان الجيوش العربية في بيانهم، على ضرورة العمل الجماعي للقضاء على الإرهاب واجتثاث جذوره بما يضمن الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة العربية وبما يتوافق مع ميثاق الجامعة العربية والأمم المتحدة.
وأضافوا أن الهدف من تشكيل هذه القوة هو القيام بعمليات التدخل السريع التي تهدف إلى توظيف هذه القوة لمنع نشوب النزاعات وإدارتها وإيجاد التسويات اللازمة لها وكيفية استخدامها بما يحفظ استقرار الدول العربية وسلامة أراضيها واستقلالها وسيادتها.
كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في افتتاح القمة العربية الماضية التي تزامنت مع العملية العسكرية "عاصفة الحزم" في اليمن انصبت في ذات السياق، حيث رحب الرئيس المصري بإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، قائلا إن المنطقة العربية تواجه "تهديدا وجوديا"، وعلينا التصدي للقضايا التي تواجه الأمن القومي العربي.
المتحدث الرسمي باسم الجامعة العربية الوزير مفوض محمود حنفي، أكد في تصريحات له من نواكشوط، حيث تعقد الاجتماعات التحضيرية للقمة، أهمية القمة المرتقبة والتي تعقد تحت شعار "قمة الأمل"، بمشاركة عدد يتراوح بين 10 الى 15 من القادة والرؤساء العرب في القمة.
وأشاد حنفي بمستوى التأمين والتحضيرات التي قامت بها موريتانيا الدولة المستضيفة للقمة العربية في وقت قياسي ثلاثة شهور بعد اعتذار المملكة المغربية لاستقبال الوفود المشاركة والقادة العرب والاحتفاء بهم .
وتستضيف نواكشوط في وقت لاحق اليوم السبت، اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يناقش القضايا التي ستناولها البيان الختامي للقمة.
وحول تفعيل قرار قمة شرم الشيخ بانشاء القوة العربية المشتركة قال حنفي إن هناك اجتماعات واتصالات متعددة في هذ الإطار ضمن تفعيل القرار المتعلق بصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، وسيكون هذا الموضوع محل اهتمام القادة العرب في قمته المرتقبة الاثنين المقبل ونأمل أن يحدث توافق بشأنه.
وفي رده على سؤال بشأن الأحداث التي تشهدها تركيا ومدى تناولها خلال الاجتماعات وانعكاسها على القمة، قال حنفي إن ما حدث في تركيا هو شأن داخلي لا يتصور أنه يمس الشأن العربي بشكل مباشر أو غير مباشر في هذه المرحلة.
وأشار إلى أن هناك مشروع قرار مقدم من العراق حول انتهاك تركيا لسيادته وتم رفعه للوزاري العربي غدا لمناقشته، لكن ما حدث في تركيا ليس مطروحا بشكل رسمي أمام قمة نواكشوط .
وأوضح حنفي أن استكمال المشاورات بين وزراء الخارجية خلال اجتماعهم اليوم بنواكشوط لحسم بعض الصياغات الفرعية لبعض مشروعات القرارات التي ستعرض على القادة، مؤكدا حسن الأجواء التي جرت فيها مناقشات الاجتماعات التحضيرية بشأن مشاريع القرارات سواء السياسية أو الاقتصادية.
ونفى المتحدث أن تكون هناك خلافات بين الدول الأعضاء بشأن بعض القضايا ولكن الأمر يتعلق بالصياغة، وهو ما سيحسم أمام الوزاري العربي اليوم.