يلديريم لـ"بلومبرج":أبواب تركيا مفتوحة للاستثمار مع قرب انتهاء التطهير
رئيس وزراء تركيا يستبعد إجراء انتخابات مبكرة لخطورتها على الاقتصاد، ويؤكد أن بلاده مفتوحة للاستثمار مع قرب انتهاء الطهير
استبعد رئيس الوزراء بينالي يلديريم إجراء انتخابات مبكرة، وقال إن الحكومة تخطط لتمويل البنية التحتية بمليارات الدولارات للحفاظ على النمو في مساره الصحيح، بهدف الحد من التداعيات الاقتصادية لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف هذا الشهر.
وفي مقابلة مع وكالة "بلومبرج" الأمريكية، مساء الأحد، أضاف أن حملات تطهير أولئك الذين يُزعم أنهم متورطون في محاولة الانقلاب قد شارفت على نهايتها، في وقت نشرت مخاوف من أن الرئيس رجب طيب أردوغان يستغل الاضطرابات لتحييد المعارضين، حسب الوكالة.
وأضاف يلدريم، الذي كان يتحدث من مقر إقامته الرسمي بأنقرة، "هذا ما نقوله للمستثمرين الدوليين: الحياة عادت إلى طبيعتها في تركيا".
وفي 15 يوليو/تموز الجاري، شهدت تركيا محاولة انقلاب فاشلة نفذها ضباط من الجيش حاولوا الاستيلاء على السلطة، ما خلف نحو 250 قتيلًا، وصدمة في الأسواق التركية دفعت العملة للهبوط إلى مستوى قياسي، وخفضت أسعار الأسهم أكثر من 13%.
وتجاوزت حملات التطهير الواسعة للمتهمين بالتواطؤ مع الجيش إلى إقالة المعلمين والمديرين التنفيذيين للشركات أيضًا من مناصبهم، واعتقال 13 ألفًا و165 شخصًا للاشتباه في تورطهم في المؤامرة أو أنهم على صلة بالداعية الإسلامي فتح الله كولن، الذي يقيم في الولايات المتحدة، وتتهمه حكومة أنقرة بالتحريض على التمرد، وهو ما ينفيه الأخير.
واقتصرت التداعيات الاقتصادية للاضطرابات في المقام الأول على الأسواق المالية، وخفض مؤسسة "ستاندرد أند بورز" العالمية التصنيف الائتماني لتركيا، ووضع وكالة "موديز" العالمية ديون البلاد على قائمة المراجعة لخفض محتمل.
وأشارت مؤسسة "مورجان ستانلي" الأمريكية للخدمات المالية والاستثمارية في تقرير، يوم الاثنين، إلى أن الوضع المتوقع لتركيا الحفاظ على تصنيفها، وقالت: "نعتقد أنها في الوقت الراهن قد نجت بأعجوبة".
وتابع رئيس الوزراء: "لم تكن الآثار مدمرة"، مشيرًا إلى أن الحكومة تلتزم بالحفاظ على نمو قوي على المسار الصحيح، غير أنه قدم تفاصيل محدودة بشأن "صندوق إدارة الثروات"، مكتفيًا بالقول إنه سوف يكون بقيمة "عشرات المليارات من الدولارات" ولن يهدد عجز الموازنة المنخفض للبلاد.
وأوضح أنه "سيمول مشاريع ضخمة وسنمول الاستثمارات عن طريق هذا الصندوق بدلا من الموازنة العامة".
ولفتت الوكالة إلى أنه في عام 2013، فكرت الحكومة في استخدام الأموال المخصصة للحصول على إعانات بطالة في المستقبل لإنشاء صندوق للمشاريع الإستراتيجية، ولكن هذه الخطة لم تخرج إلى أرض الواقع.
ونوه يلدريم إلى أنه في هذه المرة تتوقع الحكومة أيضًا أن البنوك التركية ستلعب دورًا في الحفاظ على النمو قويًّا، مضيفا: "مصارفنا ستتحول إلى عقلية القروض الموجهة نحو النمو الاقتصادي دون تنازل عن معايير الإقراض".
وبين أنه "سيتم تطبيق أسعار فائدة تفضيلية للاستثمارات في المجالات ذات الأولوية، في حين سيتم سداد الفرق من خلال صندوق ضمان القروض المملوك للدولة".
واعتبر يلدريم (61 عاما)، الذي تولى منصبه قبل شهرين، أن ما وصفه بـ"كمين الانتخابات" سوف يلقي بظلال من الشك على المستقبل فقط، مضيفًا أن الانتخابات القادمة ستجرى في موعدها المقرر في 2019.
وأتبع: "ليس لدينا وقت نضيعه في أي انتخابات، بالنسبة لنا الانتخابات تعني تباطؤ الاقتصاد، والحد من وضوح الرؤية وعرقلة خطط الحكومة للمستقبل".
ومضى قائلا: "في ظل النظام الرئاسي، لن يحاول أي شخص مثل هذه المغامرة"، مشيرًا إلى محاولة الانقلاب الفاشلة "لأنه حينئذ الإرادة السياسية المطلق سوف تكون مسؤولة".
ونوه إلى أن عمليات الطرد والاعتقالات الواسعة التي أعقبت الانقلاب تقترب من نهايتها، قائلا: "معظم المتورطين في هذه المحاولة الانقلابية تم تسليمهم للعدالة، وأنا لا أعتقد أن هناك عددًا كبيرًا من الأشخاص" المتورطين الذين لا يزالون مطلقي السراح، لافتًا إلى أن الحكومة ستنزل "مثل مطرقة ثقيلة" على أي جهود مستقبلية لتحديها.
aXA6IDE4LjE5MS40Ni4zNiA= جزيرة ام اند امز