"مدينة الشوكولاتة".. حلم المهاجرين الأفارقة في الصين يتحول إلى كابوس
معظمهم يقضي يومه متخفيا خشية إلقاء القبض عليه بعدما انتهت مدة تأشيراتهم، ويروى البعض الآخر مأساتهم في إيجاد الماء والطعام.
تحولت مدينة كانتون الصينية بعدما كانت حلم المهاجرين الأفارقة إلى كابوس نظرا للصعوبات التي يواجهونها من تفرقة عنصرية وقلة فرص العمل.
وأطلقت سيارات الأجرة اسم "مدينة الشوكولاتة" على الحي الذي يقطن فيه الأفارقة في مدينة كانتون حيث تضم هذه المدينة الواقعة جنوب شرق الصين أكبر جالية افريقية في العالم.
ورأى الاستاذ آدام بودوم أن حوالي 100 ألف مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى قرروا العيش والاستقرار في هذه المدينة، ودفع التعاون الاقتصادي القائم منذ 15 عاما رجال الأعمال الصينيين إلى الاستثمار في القارة الأفريقية، مما حث الأفارقة على الهجرة إلى الصين، إلا أنهم لم يحصلوا على الأموال المناسبة للعيش في أكبر دولة آسيوية.
وتروى لامين سيزاى (25 عاما) وهي مهاجرة قادمة من جامبيا "كيف اتخذت قرار الهجرة إلى الصين بعدما وجدت صعوبة كبيرة في إيجاد عمل في مسقط رأسها، واستطاعت الحصول على تأشيرة وتذكرة طيران إلى الصين وعندما وصلت وجدت بالفعل مدينة عالمية ذات اقتصاد قوى ومبانٍ كبيرة ملونة، وقالت إن حياتها ستتغير وستكون أفضل لأن الحياة في الصين جميلة".
وشهدت جامبيا موجة كبيرة من الهجرة حتى وصل الأمر إلى أن أصبحت بعض المدن خالية من السكان ليتوجهوا إلى أوروبا وإلى الصين حيث تنخفض السيطرة على الحدود مقارنة بالغرب، وأصبحت كانتون إحدى مناطق جذب الهجرة للتجار ورجال الأعمال، ووصل معدل البطالة لدى الشباب في جامبيا إلى 40%.
إلا أن مدينة كانتون فقدت اليوم جزءا كبيرا من الشعب الأفريقي وبسرعة تفوق تلك التي كبر فيها هذا الشعب حيث عاد خلال عام ونصف تقريبا آلاف الأفارقة إلى دولهم، من بينهم لامين، التي لم تستطع أن تواكب الحياة الجديدة مثلما كانت تحلم، فلم تجد العمل الذي وعدها من باعوا لها تأشيرة دخول الصين، وعندما حاولت أن تذهب إلى هونج كونج للبحث عن عمل أعادتها الشرطة إلى مدينة كانتون.
وقامت لامين، بعد عودتها إلى جامبيا، بفتح حساب على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وأطلقت عليها "كابوس الجامبيين فى الصين" لفضح الشائعات التي يروج لها السماسرة في بلادها حول حلم الصين، وأصبحت هذه الصفحة الآن موقع "يو ترن آسيا".
وأوضحت هايدى هوج، الأستاذة فى جامعة اوسلو، والتي تعمل في هذا المشروع، أنها تأمل تحذير كل من يسعى إلى اتخاذ هذه الخطوة والهجرة إلى الصين، فما حدث مع سكان جامبيا يحدث مع الجنسيات الأخرى لكنهم كانوا أول من سعى للحيلولة دون تكرار ذلك مع مواطنيهم حيث أكدوا لهم أن الحياة الخيالية التي يأملون فيها ليست واقعية وليست سوى حلم لن يجدوه على أرض الواقع في آسيا، كما كتبت لامين على موقعها.
وواجه المهاجرون العنصرية في الصين حتى في الإعلانات العامة، كما تأثروا بالتباطؤ الاقتصادي الذي لحق بالبلاد.
ويحكى سكان جامبيا العائدون من الصين حياتهم المأساوية خاصة في السكن نظرا لقلة الاسرة، كما يقضى معظمهم يومه في الخفاء خشية إلقاء القبض عليه من جانب الشرطة بعدما انتهت مدة التأشيرة الخاصة بهم، بينما يروى البعض الآخر مأساتهم في إيجاد الماء والطعام في إحدى المدن الأكثر تطورا في الصين.