مراقبون: ضم "الحشد" للجيش العراقي يجعله مؤسسة أحزاب وولاءات
تحذيرات مراقبين وتخوفات سياسيين بعد قرار ضم الحشد الشعبي للقوات العراقية المسلحة.
أثار قرار ضم مليشيات "الحشد الشعبي" إلى القوات المسلحة العراقية قلقاً لدى الأوساط السياسية والشعبية، التي أبدت تخوفها المتفاقم بشأن ملف هذه القوات المتهمة بارتكاب انتهاكات ومجازر بحق المدنيين في عدة مناطق عراقية أثناء استعادتها من تنظيم داعش، مؤكدين أن ذلك أفقد الجيش النظامي صفته، وجعله قرار الدمج جيش أحزاب وولاءات.
ويقدر عدد جنود الحشد الشعبي بعشرات الآلاف، ويمتلكون 40 فصيلة تختلف تصنيفاتهم، منها "منظمة بدر، كتائب حزب الله، عصائب أهل الحق، سرايا السلام ولواء خراسان" وغيرها.
تتميز هذه الفصائل بالقدرة على حرب العصابات والشوارع وامتلاكهم دعماً قوياً من الحكومة وإيران، خاصةً بعد صدور مرسوم اعتبر أن "لشهداء الحشد امتيازات ومخصصات مماثلة لشهداء القوات المسلحة"، رغم المخالفات والممارسات السيئة التي رصدتها منظمة العفو الدولية بعد ارتكابها لعمليات ذبح وإعدام واختطاف مدنيين خلال العمليات العسكرية في تحرير المدن كالفلوجة.
ويعني قرار ضم الحشد تحويله إلى جهاز أمني عسكري يتألف من ألوية لها رؤساء ونواب ومقاتلون يوافق عليهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، وباستطاعتهم التمتع بالتدريب والتسليح والتجهيز ذاته الذي يسير وفق القوانين المتبعة في جهاز مكافحة الإرهاب.
ونقلت مواقع عراقية مخاوف مراقبين دوليين وتساؤلاتهم بشأن كيفية تسليم الدفة لقوات طائفية التشكيل والأهداف، يسمح لها بممارسات غير إنسانية من ازدراء وقتل وتعذيب مدنيين باختلاف مذاهبهم من أكراد وسنة وتركمان ومسيحيين، محذرين من عواقب تأثير هذا القرار بالمستقبل السياسي العراقي.
واستنكر مراقبون قرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بضم المليشيات إلى القوات المسلحة الرسمية، وشبهوه بعملية تجريد للأحزاب والكتل السياسية من أجنحتها المسلحة، فيما يرى آخرون أن القرار مثابة تحايل على القانون والدستور، الذي يمنع الكيانات السياسية من مد الأذرع العسكرية، أو المشاركة في الانتخابات، لأنها غير مجازة.
وحذر المتابعون للشأن العراقي من موجة غضب واستنكارات للشعب خاصةً بعد أن تم بث فيديوهات تظهر تعرض المدنيين للضرب والتعذيب من قبل الميليشيات في العراق، بحسب وكالة سبوتنيك.
وكان القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، الجنرال "محسن رفيقدوست"، أبرز مؤسسي الحرس بعد ثورة عام 1979، اقترح الشهر الماضي تشكيل "حرس ثوري عراقي "على شاكلة الإيراني بمساهمة مباشرة من طهران في التسليح والتدريب ونقل الخبرات، مما ساهم في تأجيج التوتر الطائفي بعد تردد الشكوك حول "إدارة إيرانية" تقف خلف الحشد، وتم تأكيدها بزيارة اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" بالحرس الثوري لموقعة تحرير الفلوجة بحجة الاطلاع على خطة سير الحشد والاطمئنان على الأوضاع.
aXA6IDU0LjIxMS4yMDMuNDUg
جزيرة ام اند امز