رجل مخابرات فرنسا: وصفة الجزائر توقف الإرهاب
قائد المخابرات الفرنسي سابقا، يسخر من اقتراحات نواب بلاده غير المعقولة لمواجهة الهجمات الإرهابية وينصح بالنموذج الجزائري
سخر قائد المخابرات الفرنسي السابق، إيف بوني، من اقتراحات نواب بلاده في المجال الأمني للتصدي لخطر الهجمات الإرهابية، ودعا بالمقابل إلى الاحتذاء بالنموذج الجزائري في مواجهة الإرهاب من خلال جعل الأمن قضية شعب بأكمله.
وقال إيف بوني في مساهمة له منشورة على موقع هافنجتون بوست الأمريكي، إن على فرنسا الاستلهام من تجارب الدول التي عانت من الإرهاب، مشيرا في هذا السياق إلى الجزائر التي جعلت من "التجنيد" قوة ضاربة لنظامها الأمني.
وأضاف أن الجزائر لا تفرض شروطا كثيرة على الدخول إلى الوظائف الأمنية، كما أنها من الدول التي جعلت المسألة الأمنية تدخل ضمن إطار المسؤولية الجماعية التي يتبناها كل المواطنين.
ومعروف عن الجزائر أنها عانت لما يربو عن 10 سنوات من الهجمات الإرهابية التي لم تكن تستثني فضلا عن الثكنات والمقار الأمنية، حتى المدارس والأسواق والمطارات والقرى المعزولة.
وتبنّت الجزائر لمواجهة ذلك مقاربة تعتمد أمنية تعتمد على إشراك المواطنين في الدفاع عن أنفسهم من خلال إنشاء قوات "الدفاع الذاتي"، كما أنها على الجانب السياسي اعتمدت سياسة مصالحة وطنية نجحت في تحييد خطر المئات من المسلحين وإعادتهم إلى حضن المجتمع.
وأبرز بوني المعروف عنه صداقاته القوية مع المسؤولين الجزائريين، أن ما ينقص فرنسا حاليا هي العناصر الأمنية التي تراجعت بفعل إلغاء التجنيد الإجباري، وليس الجانب الاستخباراتي الذي يقوم بدوره.. على حد قوله.
ولفت مدير أمن الإقليم في فرنسا سابقا، إلى أنه من الصعب جدا تأمين بلد بحجم فرنسا مساحته نصف مليون كيلومتر مربع وعدد سكانه 65 مليون نسمة بما يتوفر حاليا من عناصر في الشرطة والجيش.
وفي هذا السياق، قال بوني إن استدعاء الاحتياط الوطني في فرنسا لا يكفي، لمواجهة العمليات الإرهابية التي تضرب البلد، فما تحتاجه فرنسا هو حوالي 300 ألف عنصر أمني ليس لـ3 أشهر فقط ولكن لسنوات.
وتناول بوني الذي تحول إلى كاتب ومحلل للشؤون الأمنية، بسخرية اقتراحات نواب الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) التي جاءت في سياق الهجمات الأخيرة.
وكتب يقول: "إعادة الحكم بالإعدام.. إنشاء جوانتانامو فرنسي.. إعطاء قاذفات صواريخ للشرطة.. منع الهجرة وإنشاء سور عازل لفرنسا على حدودها.. إن الخيال لا ينقص نوابنا لإعطاء الحكومة الوصفة السحرية لتجنب اعتداءات جديدة"!.