بينما يحتفل العالم كله بافتتاح دورة الألعاب الأوليمبية تأتي الأخبار من ريو دي جانيرو بوجود احتجاجات على استضافة الأولمبياد، وهو ما يدفعنا للعودة عدة سنوات للوراء، تحديدًا عام 2009 عندما تقدمت المدينة لاستضافة دورة الألعاب الأوليمبية وكانت وقتها مدريد من بين المرشحين، تجاوزت العاصمة الإسبانية الجولة الأولى لكنها خسرت في النهاية أمام المدينة البرازيلية التي حظيت بدعم كبير حينها.
في الواقع وبكل أمانة، البرازيل كانت دولة كبيرة ذات مستقبل واعد تحت قيادة لولا (دا سيلفا)، الذي جعل لها مكانة بين الدول العظمى، كان من المنطقي أن تحصل البلد اللاتينية الكبيرة على شرف تنظيم الأولمبياد وخاصة لما تتمتع به من مقومات مذهلة حينها.
البرازيل مع لولا كانت مرشحة ليس فقط لاستضافة الأولمبياد الصيفي، بل كانت تملك ما يؤهلها لاستضافة الأولمبياد الشتوي، وهو ما لم يحدث في أي من مدن النصف الجنوبي من الكرة الأرضية باستثناء ملبورن عام 1956، ليس هناك دولة افريقية أو لاتينية أو حتى الهند بإمكانها تنظيم أولمبياد شتوي، لكن مشروع دا سيلفا مع البرازيل جعلها قادرة على نيل هذا الشرف.
من المؤسف أن يعاني الأولمبياد الحالي من مشكلات لم تكن متوقعة على الإطلاق، لن نلقي باللوم على فيروس زيكا وحده، بل أيضًا هناك حالة مرعبة من انعدام الأمن، ويبدو جليًا أن الدولة لا تملك المال والقدرة التنظيمية الكافية لاستضافة هذا الحدث العالمي، لا يمكننا أيضًا إغفال الحشود الغاضبة من إنفاق مبالغ هائلة على الأولمبياد في حين يعاني الكثير من البرازيليين من الفقر.
أعتقد أنه ما زالت الفرصة أمام البرازيل قائمة للدفاع عن صورتها أمام العالم، والتي كانت سببًا رئيسيًا في فوزهم بحق تنظيم الألعاب الأوليمبية هذا العام، وهو إخراج الأولمبياد بأفضل صورة ممكنة، تمامًا كما توقعنا.
نقلا عن صحيفة آس الاسبانية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة