مواقع التواصل تشعل الصراع بين فتح وحماس قبل الانتخابات المحلية
أنصارهما استغلوها للدعاية الانتخابية قبل موعدها
مواقع التواصل الاجتماعي باتت منبرًا للتناحر بين أنصار حركتي "فتح" و"حماس" عشية الانتخابات المحلية
باتت مواقع التواصل الاجتماعي منبرًا للتناحر اللفظي والجدلي بين أنصار حركتي "فتح" و"حماس" عشية الانتخابات المحلية التي ستجري في الثامن من شهر أكتوبر/ تشرين أول المقبل بشكل متزامن في الضفة الغربية وقطاع غزة للمرة الأولى منذ عشرة أعوام، وذلك بنظام القوائم "التمثيل النسبي".
ولم ينتظر أنصار الحركتين بداية الدعاية الانتخابية المقرر لها في الرابع والعشرين من الشهر المقبل، حتى بدءوا مبكرًا الدعاية، من خلال استغلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، في منافسة شرسة ومستعرة بين الحركتين الأقوى على الساحة الفلسطينية.
ودشن الفتحاويون والحمساويون صفحات وهاشتاقات تحولت لمساحة واسعة من الجدال والنقاش وتأييد كل طرف على حساب الآخر، إلى جانب قيام كل منهم بتحديد إنجازات وإخفاقات وعيوب الآخر في مسعى منهم للفوز بالانتخابات المحلية التي تبدو مستعرة قبل أن تبدأ.
وتقدم قياديو ومسؤولو الحركتين أنصارهم بتصريحات مثيرة للجدل، ما بين التجهيز والتحضير للانتخابات سعيًا للفوز بها، والتشكيك في نزاهة الطرف الآخر، وهو ما خلف ردود فعل كبيرة لدى الأنصار الذين حاولوا بكل الإمكانيات المتاحة العمل على إظهار إنجازات حركتهم وإخفاقات منافستهم بشكل غير مسبوق على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويرى محللون أن الانقسام الفلسطيني أسهم بشكل كبير في تعزيز هذه الصراعات بين الأنصار قبل هذه الانتخابات المحلية التي تأتي في الدرجة الثالثة بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية.
واعتبر الدكتور حنا عيسى، المحلل السياسي الفلسطيني، ما يقوم به أنصار الحركتين أنه يأتي في السياق الطبيعي على الرغم من ذروته، موضحًا أن لكلا الطرفين برنامجًا سياسيًا مختلفًا، ومن ثم ستجد التناحر موجودًا في الساحة الفلسطينية وحتى على صعيد مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح -في حديثه لبوابة "العين" الإخبارية- أن عمق الانقسام الحاصل بين "فتح" و"حماس"، أدى في الأساس لشق الصف الفلسطيني بالإضافة لوجود سلطتين الأولى في رام الله وهي حكومة التوافق، وسلطة الأمر الواقع في غزة، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله على شتى مناحي الحياة في فلسطين.
وقال أستاذ القانون الدولي، إن الانتخابات وعلى الرغم من أهميتها الداخلية، إلا أنها تنعكس سلبًا على المواطنين نتيجة الحراك السياسي الإعلامي بين الحركتين، والعداوة القائمة حتى بين الأخوة أنفسهم.
وانتقد عيسى هذا التناحر بين الطرفين، مؤكدًا أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من هذا الأمر لأن الشعب حاليًا في ملهاة حقيقية بدعاية الانتخابات، وهي تقوم بتهويد القدس وبناء المستوطنات دون اكتراث لما تقوم به أو حتى وجود اعتراض حقيقي على ممارساتها الإجرامية بحق الفلسطينيين.