إسرائيل تطلق سباق الاستيطان وسط الخليل
مخطط إسرائيلي جديد لتوسيع حي استيطاني في الخليل، المحافظة الأكثر كثافة على مستوى 16 محافظة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة
بعد 10 سنوات من وقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي البناء الاستيطاني وسط مدينة الخليل الواقعة جنوب الضفة الغربية، أطل فجأةً مخطط إسرائيلي بتوسيع حي استيطاني في قلب المحافظة الأكثر كثافة على مستوى 16 محافظة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الخطير بحسب الخبراء الفلسطينيين أن الإعلان الذي أوردته صحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس الاثنين يفتح الأبواب أمام المستوطنين والجمعيات الاستيطانية المتطرفة لاستئناف سباق الاستيطان في قلب المدينة المستهدفة بالتهويد، كما القدس تماما. بحسب مدير مركز أبحاث الأراضي الفلسطينية جمال طلب.
وقال طلب لـ"بوابة العين"، إن الخليل من الأهداف المهمة في استراتيجية الاستيطان الإسرائيلي، وهي تأتي في المرتبة الثانية من حيث بعد مدينة القدس بالنسبة للإسرائيليين، لذلك يستهدفون أراضيها بالمصادرة والاستيطان.
ويهدف المخطط الاسرائيلي لتوسيع الحي الاستيطاني في قلب مدينة الخليل، لبناء المزيد من الوحدات السكنية للمستوطنين على الأراضي المقام عليها الموقع العسكري المسمى "متكانيم"، الذي تبلغ مساحته ما يقارب الدونمين، وتقع بين الحي الاستيطاني "ابراهم ابينو" وشارع الشهداء.
خطورة البناء الاستيطاني المقرر وسط الخليل ليس في مساحة الموقع الصغير المقرر البناء عليه، بحسب عبد الهادي حنتش الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان، وإنما في أهمية موقع المنطقة المنوي البناء عليها.
وقال حنتش لـ"بوابة العين" إن "هذا المخطط يهدف لخلق تواصل جغرافي بين المكونات الاستيطانية المتناثرة وسط الخليل، لربط المكونات بمستوطنات كريات أربع الواقعة شمال شرق الخليل، والتي تعد مركز الثقل الاستيطاني في الخليل".
وتوقع الخبير الفلسطيني أن يتمدد الاستيطان وسط الخليل، خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى ترميم الجماعات الاستيطانية لمبانٍ فلسطينية استولى الاحتلال عليها قبل سنوات في شارع الشهداء، وظلت محل خلاف قانوني سياسي مع الفلسطينيين، إلى أن شرع المستوطنون مؤخراً في ترميمها.
وأشار إلى مساعي إسرائيل والجماعات الاستيطانية لمصادرة المزيد من أراضي الفلسطينيين وبيوتهم، وشق الطرق الاستيطانية وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في الخليل، علاوةً على سياسات الاحتلال الخاصة بمصادرة مبان وأراض فلسطينية، لضمها للمستوطنات والبؤر الجاثمة وسط الخليل وعلى أطرافها.
وبحسب حنتش فإن إسرائيل تعمل الآن في إقامة الكتلة السادسة من الكتلة الاستيطانية في الضفة الغربية، وتسعى للانتهاء من إقامتها خلال مرحلة قصيرة لاكتمال مشروع تقسيم الضفة الغربية إلى 15 كتلة؛ من بينها 7 كتل استيطانية، و8 كتل عبارة عن كانتونات فلسطينية منعزلة عن بعضها البعض.