مستوطنون يقتحمون الأقصى.. ودعوات لنتنياهو لإنارة "شمعدان الهيكل" داخله
مدير المسجد لـ"بوابة العين": عددهم وصل 600 منذ أول ديسمبر
واصل مستوطنون يهود مسلسل اقتحام المسجد الأقصى بحراسة الشرطة الإسرائيلية، فيما قال مديره أن عددهم وصل 600 خلال ديسمبر الجاري.
جدد عشرات المستوطنين المتطرفين اقتحامهم المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، على دفعتين، وسط حراسة من جنود الاحتلال وعناصر الشرطة، بعد ساعات من دعوة منظمات صهيونية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإنارة "شمعدان الهيكل" داخل المسجد، وهو ما يراه فلسطينيون تصعيدا للأوضاع الخطيرة في الأقصى.
واقتحم صباحًا 49 مستوطنا متطرفًا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وتجولوا في ساحات المسجد في حراسة عناصر الجيش والشرطة، قبل أن يغادروا على وقع تكبيرات المصلين الفلسطينيين.
وعاود 19 مستوطنًا اقتحام المسجد الأقصى بعد صلاة الظهر من باب المغاربة أيضًا في حراسة الجيش والشرطة.
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، إن المئات من المصلين المسلمين وُجدوا في ساحات الأقصى منذ ساعات الصباح الباكرة رغم الطقس البارد، وتصدوا لاستفزازات المستوطنين داخله.
وأوضح الكسواني لـ"بوابة العين"، أن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى منذ بداية الشهر الجاري، بلغ نحو 600 مستوطن.
تصعيد خطير
وفي السياق ذاته، طالب ائتلاف "منظمات الهيكل" الصهيوني، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعمل على إنارة ما يسمى "شمعدان الهيكل" داخل مسجد قبة الصخرة، بحجة "أنه مقام على أنقاض الهيكل المزعوم"، مؤكدا ضرورة أن يجعل الأخير هذا الأمر على رأس جدول أعماله.
وقال رئيس الائتلاف المتطرف أفيعاد فيسولي في مؤتمر صحفي له أن وضع الشمعدان في مبنى الهيكل يؤكد أن لليهود حقًّا أيضا في حرية العبادة في جبل الهيكل، كما هو الأمر مع أبناء سائر الأديان الأخرى.
وزعم أن اليهود يتعرضون في جبل الهيكل (المزعوم) للتمييز العنصري، ويتم سحب حقوقهم فيه، وقال إن "تثبيت الشمعدان في مبنى الهيكل هو الخطوة الأولى التي من شأنها أن تُحدث تغييرًا جذريًّا في هذا الشأن".
وفي معرض تعليقه على دعوة المنظمات الصهيونية، اعتبر مدير المسجد الأقصى أن تلك المنظمات ترفع درجات التصعيد ضد المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق، محذّرًا من خطورة تلك الدعوات في الوقت الذي تشهد فيه الأراضي الفلسطينية انتفاضة فجّرتها الاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى.
ودعا الكسواني إلى ضرورة التدخل الدولي للجْم سياسات الاحتلال الرسمية، وممارسات مستوطنيه اليوم ضد الأقصى، وقال إن "إطلاق يد المستوطنين في المسجد ينذر بشرور كبيرة".
مخطط إسرائيلي مدروس
من جهتها أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية "الحرب الشاملة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية بمشاركة المنظمات اليهودية المتطرفة ضد القدس ومقدساتها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى".
ونددت الوزارة في بيان لها اليوم، وصل "بوابة العين" نسخة منه، الدعوات التي أطلقها هذا الائتلاف الصهيوني لإنارة "شمعدان الهيكل" داخل مسجد قبة الصخرة، الذي يزعم اليهود المتطرفون أنه مقام على أنقاض الهيكل المزعوم.
وقالت الوزارة إن "الحكومة الإسرائيلية تنفّذ مخططًا احتلاليًّا مدروسًا ومعدًّا له مسبقًا، وعلى مراحل للوصول إلى فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، مستغلة الأوضاع الراهنة السائدة في المنطقة العربية والإقليم، وانشغال الدول والعالم بها، لتصعيد عملياتها والإسراع في تنفيذ مخططاتها ضد الحرم القدسي الشريف".
وأشارت إلى انتظام الاقتحامات اليومية في الآونة الأخيرة، لتكريس التقسيم الزماني للمسجد، وتسريعًا لإجراءات تحديد مكان بعينه لصلاة اليهود في باحاته، على طريق تقسيمه مكانيًّا.
وأضافت الخارجية "يتزامن التصعيد الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى مع اشتداد الهجمة التهويدية التي تستهدف محيط الحرم القدسي الشريف (..) بدعم واحتضان من الحكومة الإسرائيلية التي تستخدم الجمعيات الاستيطانية كأذرع تنفيذية لمخططاتها التهويدية".
وجددت مطالبتها للعالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بضرورة الاستنفار والتصدي لهذا المخطط الإجرامي الاحتلالي قبل فوات الأوان، الذي سيؤدي إلى إشعال الحرب الدينية في المنطقة.
aXA6IDMuMTQ1Ljg5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز