فاز المنتخب الإماراتي على اليابان.. لا شيء من المفترض أن يجمعنا ويوحدنا أكثر من هذا، لكن حتى هذا النبأ السعيد قسمناه إلى حكايات وروايات، كل منها بطعم ولون مختلف.
فهناك من هنأ على مضض، ومن قال إن النصر للاعبين ولا أحد سواهم، ومن نسبه إلى مهدي علي وحده دون اعتبار للبقية، ومن يعيد الفضل إلى النادي الفلاني، فلولا لاعبوه ما تحقق النصر.
وهناك من تكور بعيداً حزيناً وكأنه كان يريد الخسارة، بعد أن باعد الفوز بينه وبين ما يريد.
ما كان أحوجنا اليوم للكتابة عن الفرحة، والحديث عن فرص المنتخب في مباراة الغد أمام أستراليا، وما بإمكانه أن يفعله وما يجب عليه أن يتحاشاه، ولكن تلك الجزر الصغيرة المنعزلة والتي تطل على بعضها البعض، والتي أوضحها «الانحسار بعد المد»، مظاهر لحالة لا نريد لها أن تنمو ولا أن تزيد، لأن أول من سيدفع ثمنها هو المنتخب.
يا سادة.. نحن للآن فزنا في مباراة ليس أكثر.. مهمة أي نعم.. كبيرة. هي كذلك، لكنها تبقى في النهاية مباراة.. خطوة وليست كل التأهل، وإذا كان الفوز في مباراة يطلق كل أبواب الفتنة، فماذا سنفعل إن تأهلنا.
يا سادة.. لا انتماءات أمام الوطن، ولا راية أمام العلَم.. كلنا في هذا الميدان واحد.. كلنا مهدي علي، وكلنا أولئك اللاعبون الأوفياء الذين لا يجب أن نشغلهم إطلاقاً بهذه المساجلات التافهة والعقيمة، والتي قد تصرفهم عن مهمتهم الكبرى إن هم استمعوا إليها.. أمامنا هدف كبير، ومهمة غالية، علينا أن ننجزها بإنكار ذات، وعلينا أن نعلم أن الغايات الكبيرة، يجب أن يكون كل ما حولها كبيراً.. كونوا على قدر الحلم حتى تستحقوه.
نقلاً عن جريدة "الاتحاد" الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة