رفعت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بدايات التأسيس الإنسان شعارًا وأساسًا ومحورًا لأي عملية تنموية
رفعت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بدايات التأسيس الإنسان شعارًا وأساسًا ومحورًا لأي عملية تنموية، وأصبح أولوية لا تقبل التراخي والتراجع، وأكد ذلك الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه عندما قال: (الإنسان هو أساس أي عملية حضارية .. واهتمامنا بالإنسان ضروري؛ لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر مهما أقمنا من مبان ومنشآت ومدارس ومستشفيات .. ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات، فإن ذلك كله يظل كيانًا ماديًا لا روح فيه .. وغير قادر على الاستمرار، إن روح كل ذلك الإنسان، الإنسان القادر بفكره، القادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو، هذه المنطلقات والأدبيات التي أرساها زايد رحمه الله جعلت من أبناء الإمارات الفلك الذي تدور حول محوره منظومة الرؤى والمشاريع والتطويرية والإستراتيجيات التأهيلية والتدريبية والتعليمية لأبناء الوطن، بل أصبح أبناء الإمارات الهدف الأسمى والقيمة الأغلى في روح هذا الاتحاد، والأمل الذي تبنى عليه طموحات وطن وتطلعات مواطن نحو المزيد من المجد والعزة والرفاهية والاستقرار والسلام، وحديثنا هذا يأتي عشية انعقاد ملتقى قادة المستقبل في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية.
لقد اتسمت مسيرة دولة الإمارات بنهج الوفاء لرؤى وأفكار القادة المؤسسين لهذا، فإن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد نهيان رئيس الدولة حفظه الله يجسد هذه الأدبيات من خلال حكمته في إدارة دفة التنمية البشرية، وعلى هذه الخطى يرسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رؤاه وأفكاره الإبداعية، ويقود مشروعه الوطني الجبار في رحلة بناء أبناء الوطن وتمكينهم وتسليحهم بكل أدوات التطور الحضاري والارتقاء والإبداع، سواء داخل حدود الوطن أو خراجها في بلاد الابتعاث، وإن الرعاية والدعم الذي يحظى به شباب الوطن من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يشير بدلالات قاطعة إلى أن مسيرة ترسيخ أقدام أبناء الإمارات على طريق التأهيل والتدريب والتعليم إنما هي انعكاس لعهد الوفاء الذي قطعته قيادتنا على نفسها في احتضان هذا الشعب أينما كان، والأخذ بيده إلى مرافئ العزة والكرامة والاستقرار والرفاه.
ملتقى قادة المستقبل الذي يتشرف بكلمة مسجلة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله إعلان صريح ورسالة واضحة من قيادتنا الحكيمة أن وطنًا مجيدًا وفيًّا لشعبه بقامة الإمارات وتاريخها وأصالتها هو وطن يرتحل إلى جميع أصقاع الأرض من أجل أن يلتقي أبناءه أينما كانوا، وليحتضنهم ويشد على أياديهم، ويقدم لهم قيم الوطنية ومعاني الولاء وأشكال الدعم والرعاية كافة، وليؤكد أبناء الوطن بدورهم أن هذا الوطن السامي العزيز إنما هو وطن مزروع في قلوبهم يرتحل معهم أينما رحلوا وأينما حلوا.
لقد ضربت الإمارات العربية المتحدة من خلال سياسات قيادتها الحكيمة مثالًا مشرفًا على تلازم أحلام الشعب وطموحات القيادة وإيمانها بأهمية وحتمية ترسيخ إمكانات شباب الوطن ليكونوا قادرين على حمل مشعل التطوير والتنمية في المجالات كافة، وما هذه البعثات التعلمية والتدريبية التي ترعاها الدولة إلا دليل قاطع على استمرار المشروع النهضوي الشامل الذي يستهدف الإنسان وخصوصًا الشباب تعليمًا وتدريبًا وتدعيمًا لقيم الأصالة والمواطنة والولاء للوطن.
إن هذا الملتقى ووفقًا للمعايير كافة يشكل نمطًا حضاريًّا فريدًا في تواصل القادة مع أبناء الشعب أينما كانوا ويجسد حرصها على تقوية أواصر العلاقة بين الشباب ووطنهم وقيمهم الأصيلة وعاداتهم القويمة، ويعزز الولاء في نفوسهم ويمدهم بشريان الوطنية ليعودوا في نهاية المطاف إلى أرض الوطن طاقةً بناءة وفعالة في مسيرة التطور والنماء، وليقدموا إلى الوطن ما يستحقه من إبداعاتهم وطاقاتهم الإيجابية، وليبقى الوطن عزيزًا بأبنائه ماجدًا بحكمة قادته الحكماء الأسخياء.
وكما بدأنا حديثنا بأطايب الكلام من الوالد المؤسس طيب الله ثراه نختتم بكلماته أيضًا رحمه الله، كلمات تلخص بكل بلاغة وصدق كل ما قلناه وكل ما نؤمن به، حيث قال زايد طيب الله ثراه: "إن اهتمامنا بالشباب لابد أن تكون له المكانة الأولى، فهؤلاء الشباب هم الجند وهم الموظفون وهم أمل المستقبل"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة