بالصور.. فتيات بنجلاديش يركبن الأمواج في تحد للعادات
في بعض المجتمعات الشرقية لا تملك الفتيات حق تقرير المصير دون تدخل أو ضغوط من الأهل
في بعض المجتمعات الشرقية، لا سيما التي تعاني معدلات مرتفعة من الفقر والبطالة لا تملك الفتيات حق تقرير المصير دون تدخل أو ضغوط من الأهل، سواء لإرغامهن على الزواج المبكر أو العمل في سن صغيرة من أجل التكفل ببعض نفقات الأسرة.
وفي بنجلاديش، حيث لا يختلف الحال كثيرًا، قررت بعض الفتيات تحدي المجتمع وكسر القيود بفعل شيء يحببنه لا يخلو من روح المغامرة، بدلًا من العمل خادمات في منازل الأسر الغنية في صغرهن أو انتظار الزوج بمجرد أن تظهر عليهن ملامح الأنوثة.
وعلى أحد شواطئ جنوب غرب بنجلاديش، قررت مجموعة من الفتيات اللواتي اعتدن التجول ذهابًا وإيابًا لعدة ساعات يوميًا، وبيع وجبات خفيفة للسياح حتى يتمكنوا من إعالة أسرهم، تعلم ركوب الأمواج، حسب تقرير نشرته صحيفة "إندبدنت" البريطانية.
كانت البداية، عندما رأت الفتيات أحد حراس الشواطئ يمارس رياضة ركوب الأمواج، وطلبن منه أن يعلمهن فوافق، وبعد مرور عدة سنوات، أصبحت تضم مدرسة "راشد علام لركوب الأمواج" 11 فتاة أصغرهن عمرها 10 سنوات، وأكبرهن عمرها 15 عامًا.
غير أنه في ظل نشأتهن في بلد محافظ، يشهد أحد أعلى معدلات زواج الأطفال في العالم، اضطرت الفتيات للتغلب على عدة عقبات لمواصلة ممارسة رياضتهن المفضلة.
وتشير الإحصائيات إلى أن خمس فتيات بنجلاديش (20%) يتزوجن بمجرد بلوغهن 15 عامًا، بينما تتزوج أكثر من نصف الفتيات بمجرد بلوغهن سن الثامنة عشرة.
وبدلًا من الذهاب إلى المدرسة من المتوقع أن تبقى معظم الفتيات في المنزل أو تعملن لكسب المال، لكن ألواح التزلج على الماء تسمح لهؤلاء الفتيات بالهروب، على الأقل أحيانًا.
وفي تصريحات للصحيفة، قالت أليسون جويس، وهي المصورة التي كانت تتابع الفتيات طيلة العامين الماضيين: "التزلج منحهن فرصة ومتنفسًا ليكونوا أطفالًا".
وأضافت "عندما يكن في الماء تشعر الفتيات بأنهن أكثر ثقة، ويحلمن بما هو أكثر من ذلك، ويكن بمعزل عن كل ما يحدث بالخارج على الأرض، يمكنهن تمضية الوقت في اللهو، والتجمع سويًا هناك".
وأشارت جويس إلى أن الفتيات تغنين أغاني بوليوود في الوقت الذي يركبن فيه الأمواج، "وهو شيء لا يمكنهن تجربته على الأرض، تلك هي الحرية".
لكن الأمر كان بمثابة خوض معركة مستمر بالنسبة لعلام، الذي علم الفتيات كيفية السباحة وكذلك ركوب الأمواج، لضمان استمرار حضور الفتيات إلى التدريبات.
وتابعت جويس "في البداية كان الآباء غاضبين لأنهن (فتياتهن) يفعلن شيئًا غير مناسب، كانوا غاضبين أيضًا لأنهن لا يكسبن المال على الشاطئ".
ومضت قائلة: "كان راشد يذهب إلى منازلهم ويقنعهم (الآباء) للسماح لهن بالمجيء، ويقول لهم إنهن لا يفعلن شيئًا غير لائق، إنهن مجرد فتيات يركبن الأمواج".