الجامعة العربية: التدخُّل التركي بالعراق انتهاك للقانون الدولي
الإمارات تقترح بندًا لمنع تدخُّل إيران بالشؤون العربية
طالبت الجامعة العربية تركيا بسحب قواتها من العراق، واعتبرت أن ذلك تعدٍّ واضح على سيادة العراق وانتهاك للقانون الدولي
أدانت الجامعة العربية، اليوم الخميس، قيام تركيا بنشر قوات عسكرية في الأراضي العراقية بالقُرب من مدينة الموصل، وأكدت أن توغُّل هذه القوات "انتهاك صريح للقانون الدولي، وتعدٍّ واضح على سيادة العراق"، فيما طالبت سحبها فورًا.
وانطلقت في القاهرة، اليوم الخميس، أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب لإصدار قرار إدانة عربية للتدخل العسكري التركي في بغداد.
وكان العراق قد طلب رسميًّا عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لبحث التحرك العربي إزاء دخول قوة عسكرية تركية إلى عمق أراضيه، وتحديدًا في محافظة الموصل، وقد أيَّدت الطلب العراقي عدد من الدول العربية.
ويترأَّس الاجتماع وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، حيث تترأس دولة الإمارات الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية، فيما يحضر نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وقال "العربي"، خلال كلمته التي ألقاها، اليوم الخميس، باجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب بالقاهرة الذي دعته إليه العراق، وتترأسه دولة الإمارات: "توغُّل قوات تركية في شمال العراق يُعَدُّ انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وسيادة العراق وحرمة أراضيه"، مطالبًا أنقرة بسحب قواتها.
وأكد أن "أي اعتداء مسلح على أية دولة عربية أو أكثر أو على قواتها اعتداء علينا جميعًا".
وأضاف أن الدول العربية أيَّدت بشكل سريع الطلب العراقي لعقد قمة عربية طارئة على مستوى وزراء الخارجية لبحث تدخُّل قوات عسكرية تركية في أراضيها، "وجاء التأييد سريعًا وقويًّا من ثماني دول عربية".
وتابع: إن هذا "التأييد يعكس حجم التضامن العربي الواضح مع العراق ووقوف الدول العربية إلى جانبها في المطالبة بانسحاب القوات التركية إلى الحدود الدولية المعترف بها بين الدولتين".
ونشرت تركيا، بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر، كتيبة من 150 إلى 300 جندي وعشرين آلية مدرعة في معسكر بعشيقة بشمال العراق تقول إنها لضمان حماية المستشارين العسكريين الأتراك المكلفين بتدريب مقاتلين عراقيين في التصدي لجهاديي تنظيم الدولة الإسلامية. لكن بغداد اعتبرت هذا الأمر توغلًا ينتهك سيادتها.
وندَّدت بغداد بالتحرُّك قائلة: إنها لم تُوجِّه الدعوة قط إلى مثل هذه القوة.
وعبَّر "العربي" عن دعم الجامعة العربية الكامل "للجهود الدبلوماسية التي يبذلها العراق لاحتواء الموقف بالطرق الدبلوماسية والمباحثات الثنائية من أجل إقناع تركيا بسحب قواتها من الأراضي العراقية".
وقال: "نأمل أن تقوم الحكومة التركية بالاستجابة الفورية للمساعي العراقية في هذا الشأن وسحب قواتها العسكرية، وعدم تكرار تلك الخروقات والأفعال الأحادية التي تمس السيادة العراقية وتعرض الأمن القومي العربي لمخاطر كبيرة:".
واعتبر أن ذلك يُشكِّل "انتهاكًا سافرًا لأهم أحكام ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص باحترام السيادة وحسن الجوار".
على صعيد متصل أفادت مصادر دبلوماسية عربية بالقاهرة، اليوم الخميس، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة طلبت إدراج بند على الاجتماع بشأن التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية.
كما ستطرح دولة قطر مشروع بيان أمام الاجتماع تطالب فيه جمهورية العراق ببذل جهود من أجل الإفراج عن مواطنيها المختطفين داخل الأراضي العراقية.
من جهته قال المندوب الدائم للعراق وسفيرها بالقاهرة ضياء الدباس، إن بلاده ترفض أي تدخل خارجي على أراضيها.
وأضاف في تصريحات صحفية سابقة، أن العراق رفض أيضًا العرض الأمريكي بإرسال قوات عسكرية أمريكية لمساعدته ضد التدخل التركي، كما أن بغداد لن تسمح بتدخل أية قوات خارجية في شؤون البلاد.
وترواغ تركيا طيلة الوقت منذ نشر هذه القوات، وطلبت بغداد بسحبها من أراضيها، لكن دون استجابة.
وكانت أنقرة قد أعلنت، يوم السبت الماضي، وجود "سوء فهم" مع العراق فيما يتعلَّق بأحدث انتشار للقوات في قاعدة بعشيقة العسكرية في شمال العراق، وأنها ستسحب قواتها من البلد الجار.
وحتى الآن لم تُترجِم أنقرة هذه التصريحات إلى فعل حقيقي، ولم تسحب قواتها.
وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي إلى اتخاذ هذا الإجراء لتهدئة التوتر بين البلدين الجارين.
ورفعت بغداد، الجمعة الماضية، رسالة احتجاج إلى مجلس الأمن حول تعدي القوات التركية على أراضيها.
aXA6IDUyLjE1LjE4NS4xNDcg جزيرة ام اند امز