خبراء: سلوك المستوطنين مع صورة "الرضيع الشهيد" يهدف لـ"الردع النفسي"
قالوا إنه يدل على سلوك عدواني متأصِّل في النفس الإسرائيلية
مختصون نفسيون قالوا لـ"العين": إن سلوك المستوطنين تجاه صورة الرضيع الشهيد علي دوابشة، يهدف لتحقيق الردع النفسي مع الفلسطينيين.
قال مختصون نفسيون لبوابة "العين" الإخبارية، إن سلوك المستوطنين تجاه صورة الرضيع الشهيد علي دوابشة، ينُم عن سلوك "سادي" مُتكرِّس في تربية اليهودي، لافتين إلى محاولة الحكومة الإسرائيلية لتحقيق أهدافها باستخدام أساليب الردع النفسي مع الفلسطينيين إلى جانب الردع العسكري والأمني.
وسرّبت فيديوهات لزفاف مستوطنين نحو أسبوع في القدس المحتلة، يظهر كبيرة من المستوطنين وهم يتراقصون ببنادقهم ومسدساتهم والزجاجات الحارقة، وسكاكين يطعنون فيها صور الرضيع الشهيد علي الدوابشة.
وأقدمت مجموعة من المستوطنين المتطرفين على حرق منزل عائلة سعد الدوابشة الواقع في قرية دوما شمال نابلس شمال الضفة الغربية، نهاية شهر يوليو الماضي، فاستشهد الرضيع علي ( 18 شهرًا) على الفور، ولحق به والداه سعد وريهام بعد عدة أيام، فيما لا يزال شقيقه أحمد يتلقى العلاج من آثار الجروح الخطيرة التي أصيب بها.
وقال نادر زهد رئيس نقابة الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في محافظة سلفيت شمال الضفة، ما أقدم عليه المستوطنون في الفيديو يدل على سلوك عدواني مُتأصِّل في النفس الإسرائيلي "ينجم عنه سلوك سادي يتلذذون فيه على عذابات الآخرين".
التلذذ على عذابات الآخرين
وأضاف زهد لبوابة "العين"، إن التربية والتنشئة الاجتماعية عند اليهود منذ قديم الزمان قائمة على الاعتداء والعنف الموجه ضد الآخرين، لأن ذلك باعتقادهم " أهم أساليب حماية النفس من الآخر".
وأوضح الدكتور درداح الشاعر أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى بغزة، أن المستوطنين هم جزء من البناء النفسي والعقدي الإسرائيلي الذي يعيش على عقد نفسية تجاه الفلسطيني تحمل الرغبة في الانتقام وتحطيم الفلسطيني بدافع من الكراهية والحقد التي ينشؤون عليها تجاه الآخرين.
ويضيف الشاعر لبوابة "العين"، إن السلوك الواضح في الفيديو يدل على حالة الهستيريا لدى المستوطنين، ويشير إلى أن الهستيريا هي التي تقودهم إلى هذا السلوك المنطلق من منطلقات غير آدمية.
ويربط انفلات السلوك العدواني بالضغوط النفسية والمعنوية التي يعاني منها العداوني "غالبًا ما يسلك البعض السلوك العدواني عندما يعاني ضغوطًا نفسية أو معنوية، فيلجأ لتأكيد الذات من خلال ممارسة القوة أو الإكراه ضد الغير".
نفسية غير سوية
ويشير زهد، إلى أن الرغبة في الإيذاء البدني والمعنوي تتكرر عند المستوطنين في الآونة الأخيرة مع قدر كبير من الشعور بالاستمتاع في تعذيب ضحاياهم من الفلسطينيين العزل.
ويؤكد الشاعر أن هذه الصور "تعكس نفسية غير سوية كارهة لقيم الحياة ولمعاني الإنسانية"، ويحذر من "خطر ترك أصحاب ذلك السلوك العدواني دون علاج يقي المجتمع خطرهم".
ويلفت زهد "إلى أن ممارسة هذا السلوك في ظروف مختلفة يؤدي إلى حالة مرضية تستعصي مع المزيد من العدوان على العلاج .. وهنا لا يقف العدوان عند التلذذ بتعذيب الآخرين فقط، بل يمارسه العدوان تجاه جماعته ونفسه".
ويعتقد زهد أن الحكومة الإسرائيلية تشجع تلك الممارسات العدوانية لتحقق هدفها الأساسي المتمثل في طرد الفلسطيني عن أرضه "هي محاولة من حكومة نتنياهو لإرهاب الفلسطينيين عبر بث صور تظهر خطورة المجموعات المتطرفة على الفلسطينيين لتجبرهم على ترك أرضهم".
مستنقع الحكومة
ويضيف، كما أنها ترمي من وراء تسهيل الأعمال العدوانية لتلك المجموعات المتطرفة ضد الفلسطينيين "للإيحاء بأن المعركة في الأراضي الفلسطينية ليست بين جيشها وأجهزتها الأمنية والشعب الفلسطيني الأعزل .. وإنما بين شارعين غاضبين".
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وعدد من وزرائه وأجهزته الأمنية، صدروا مواقف فورية تصف المستوطنين بـ"الإرهاب"، وذهب جهاز الشاباك إلى الادعاء بأن المستوطنين أعضاء تنظيم متطرف يسعى لقلب نظام الحكم في إسرائيل.
ويقول المحلل السياسي بلال ضاهر، إن المجموعات المتطرفة نمت في مستنقع سياسة حكومات إسرائيل الآسن، "مستنقع الاحتلال والاستيطان ونفي وجود الفلسطيني وحقوقه".
ويستبعد ضاهر محاربة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية "الإرهاب اليهودي" حرب لا هوادة فيها، كما يدَّعون؛ لأنه بكل بساطة لا تدور حرب كهذه، وإنما العكس تمامًا، ما يجري اليوم، هو التحريض على تنفيذ المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين وتنفيذ الإعدامات الميدانية بحقهم، بوتيرة متسارعة توحي بأن ما يحدث بات شبيهًا بالتطهير العرقي.
aXA6IDEzLjU4LjQ1LjIzOCA= جزيرة ام اند امز