أجريت انتخابات اتحاد طلبة الجامعات وكالعادة قام أمن الدولة بتجهيز قائمة أمنية وقام بعمل كل التربيطات والضغوط اللازمة لإنجاح هذه القائمة
أجريت انتخابات اتحاد طلبة الجامعات وكالعادة قام أمن الدولة بتجهيز قائمة أمنية وقام بعمل كل التربيطات والضغوط اللازمة لإنجاح هذه القائمة ويبدو أن الأمن لم يعِ حتى الآن أن مصر قد تغيرت وخسرت قائمة الأمن أمام قائمة الطلبة الديمقراطيين، وتم إلغاء نتيجة الانتخابات بسبب شكلى تقدمت به جامعة الزقازيق.
الأمر كارثى ومذهل بعد ثورتين ويبدو أن أمن الدولة المسمى بالوطنى لم يع الدرس ويسير حثيثاً محاولاً السيطرة على كل شىء فى مصر، والنتيجة هى غضب شعبى من كل فئات المجتمع عمالا وطلبة وموظفين ورجال أعمال وأصحاب شركات، يعنى بالبلدى معاداة الشعب كله وهذا يثير الغضب ويضر بأمن مصر ويقلل من شعبية النظام لأسباب عدة:
1. الإهانة البالغة التى وجهت لوزير التعليم العالى ورؤساء الجامعات والأساتذة والطلاب بأن الأمن يدير شؤونهم ويفعل ما يريد ويضع الوزير والجميع فى موقف محرج، وكأن قرار إلغاء نتيجة الانتخابات هو قراره بينما هو قرار أمنى صادر من الداخلية. أين استقلال الجامعة؟ أين الحرية الأكاديمية؟ أين كرامة الجامعة؟ أرجو جميع المسؤولين عن الجامعات فى مصر أن يقرأوا تاريخ لطفى السيد فى الجامعة المصرية ليعرفوا حجم المهانة التى وصل إليها الجميع.
2. أن يحدث ذلك فى ظل صمت القيادة يعنى موافقة ضمنية على التدخل الأمنى المذهل ويعنى أن رئيس الوزراء والوزراء يخافون اتخاذ أى قرار بدون موافقة الأمن فكيف نطلب منهم عملاً أو ابتكاراً أو أى تقدم. أريد أن أقول لهم ما قاله صلاح جاهين:
«سهير ليالى وياما لفيت وطفت
وفى ليلة راجع فى الظلام قمت شفت
الخوف كأنه كلب سد الطريق
وكنت عاوز أقتله بس خفت.. عجبى»
3. عيب كبير أن يتحجج المسؤولون بخطأ إجرائى فى جامعة الزقازيق هم المتسببون فيه وهم المسؤولون عنه ويعرفون أن هناك حكما من الإدارية العليا فى أمر مماثل يؤكد عدم إلغاء النتيجة.
4. مصر الآن فى مفترق الطرق، لا أحد عاقل يريد أن يفشل النظام الحاكم والرئيس لأن ذلك يعنى فوضى وكارثة تضر بكيان مصر كدولة ولكن يبدو أن بعض الأجهزة الأمنية لا تعرف أن كل هذه القرارات الخائبة تضر بهيبة أساتذة الجامعة والوزير ومجلس الوزراء والدولة وتؤدى إلى تآكل فى شعبية الرئيس.
مصر تغيرت وشعبها تغير، وكانت ثورة 25 يناير نقطة حاسمة أدت إلى أن يأخذ الجميع فى الاعتبار رأى الشعب ومشاعره وهذا ما يفعله العاقلون عموماً، إلا بعض الجهات الأمنية التى يبدو أن فهمها للأمن السياسى ضعيف شويتين والتى تؤدى أفعالها إلى كارثة فى مصر ومستقبلها، ولا يمكن أن نترك كل القرارات السياسية بين أيديها، يا رئيس الوزراء والوزراء المحترمين خذوا قراراتكم بأنفسكم لما فيه صالح وطن واعتبروا أن ما يقوله الأمن توصيات وليس أوامر «و ما تخافوش قوى كده». أرجوكم فكروا فى مصر ومصلحتها ومستقبلها.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.
*ينشر هذا المقال بالتزامن في جريدة المصري اليوم وبوابة العين الإلكترونية*
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة