أبناء الإمارات المخلصون، قدموا بلا تردد قيم الولاء لقيادتهم، ورسموا بوضوح تلك الدائرة المحكمة حول وطنهم.
مع دخولنا في الساعات الأخيرة للعام 2015، ما يزال العالم يردد بفخر "رحم الله شهداء الإمارات الأبرار"، أولئك الجنود الأشاوس الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن الحق ونصرة للشرعية في وجه طغمة من المرتزقة، الذين باعوا شرفهم وأرضهم لتنفيذ أجندة دخيلة ومكشوفة في المنطقة.
هذا التحرك الإماراتي -غير الغريب على قيادة وشعب عرفهم العالم بإغاثة الملهوف، ومد يد العون إلى أشقائهم في أي زمان و كل مكان- ليس جديدا أو وليد اليوم واللحظة، إنما هو منهاج آمن به وعمل على تطبيقه أبناء الإمارات، ملبين نداء قيادتهم الحكيمة ونداء الوطن والواجب، للحفاظ على المنطقة والعروبة والإسلام، في وجه كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات الأمتين العربية والإسلامية.
ومن خلال المشاركة الإماراتية في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، فإنها تؤكد من جديد على القيم الأصيلة والنهج العروبي، الذي يتمتع به الشعب الإماراتي منذ قيام الاتحاد بقيادة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- الذي أسس لدولة تقدر قيمة العروبة وتدرك معنى الإنسانية، ليمضي على منهجه أبناؤه الحكام وسائر الشعب الإماراتي.
وفي هذه الأيام التي يودع العالم فيها عام 2015، وبينما تتسابق الصحف ووسائل الإعلام نحو عرض أبرز الإنجازات والابتكارات والنجاحات على مستوى العالم، ويتباهى كل ذي عمل بعمله، تقف الإمارات من جديد على قمة هذا الهرم، ترفع رايتها باعتزاز وتقول للعالم: نحن هنا في القمة، حققنا المنجزات وأطلقنا المبادرات وأنجزنا ما تعهدنا به بإتقان ودقة لا مثيل لهما، وفي أعلى قائمة المنجزات، زفت الإمارات نخبة من جنودها البواسل في أرض اليمن، دفاعا عن الحق والشرعية.
شهداء الإمارات الأبرار، وبرغم الألم الذي يعتصر قلوبنا لفقدانهم، إلا أننا نوقن بأن تضحياتهم تعيد كتابة تاريخ المنطقة، وتقوم بتوجيه دفتها إلى المسار الصحيح الذي حادت عنه، نتيجة تدخل وتغلغل عناصر مشبوهة تسعى لتخريب المنطقة، وتعمل على تدمير المجتمعات والدول فيها.
شهداء الإمارات الأبرار، هم مبعث فخر، وهم شعلة مضيئة في تاريخ الأمة العربية، وهم مثال واضح على الالتحام والتآلف منقطع النظير، الذي تنعم به دولة الإمارات العربية المتحدة بين قيادتها الحكيمة وأبناء شعبها الأوفياء.
إنها أبجدية التميز التي يفخر كل من على أرض الإمارات بها، و هي الذكرى التي لا تنسى، والحقيقة التي لا تمحى، هي أعلى مراتب الإنجاز، وأرقى مراتب الشرف في الدنيا والآخرة على حد سواء، وهو ذلك الإنجاز الذي سطره أبناء الإمارات بحروف من ذهب، ليعطوا العالم درسا في التضحيات، ودروسا في الوفاء والولاء لقيادة جادت بكل ما تملك لرفعة الإمارات وشعبها.
أبناء الإمارات المخلصون، قدموا بلا تردد قيم الولاء لقيادتهم، ورسموا بوضوح تلك الدائرة المحكمة حول وطنهم، متخذين من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان شمسا تنير طريقهم، يسيرون في ظل فكر منقطع النظير وأسلوب لا يضاهيه أسلوب في صنع المستحيل لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وبصوت عال وبثقة لا تنكسر، سار أهل الإمارات برجالهم ونسائهم وشبابهم وأطفالهم، خلف قيادتهم خطوة بخطوة، ويدا بيد، ملبين نداء الوطن، بقيادة فذة تتمثل بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للتصدي بقوة وثبات لكل من يسعى للعبث بأمن المنطقة والعالم العربي.
أبناء الإمارات قدموا للعالم أجمع الصورة المثلى لالتفاف الشعب حول قيادتهم، وأظهروا لشعوب الأرض كيف يصنع الشعب الوفي لدولته وقيادته مستقبلا واعدا، ونموا هائلا في مختلف المجالات، تحت راية الإمارات، وقد اختتمت الإمارات عامها 2015، بعز وفخار سمع صداه القاصي والداني، بوضوح الشمس في كبد السماء.
وشهداء الإمارات، هؤلاء الأبطال المغاوير، الذين أظهروا شجاعة لا تضاهى، ومهارات قتالية مبهرة في ميادين العزة، سيظل العالم يذكر تضحياتهم، وستبقى أسماؤهم محفورة في قلوبنا وعقولنا، نروي قصص بسالتهم لأبنائنا وأحفادنا، ونعلق صورهم ونحفظ أسماءهم ونرددها في كل وقت وحين، لأننا أبناء الإمارات و "كلنا في الشدايد يابوخالد سيوفك".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة