مواجهة داعش والتدخل التركي.. أهم محطات العراق في عام 2015
بغداد تصدرت المحافظات التي تعاني الانفجارات
عانى العراق من العديد من التغيرات الجذرية خلال عام 2015، شملت القيام بعمليات عسكرية كبيرة ضد تنظيم داعش
اختتم العراقيون عامهم بتحرير محافظة الأنبار بعد احتلالها من قبل داعش لما يقرب من العامين، شهدت خلالها الكثير من المعارك وسقط العشرات من الضحايا، وأدت إلى تشريد مليون ونصف المليون من أبناء المحافظة، بمعدل (250) ألف عائلة بحسب إحصائيات الحكومة المحلية، توزعوا على محافظات العراق ومن بينها إقليم كردستان، فيما سكن الآلاف منهم في مخيمات يتلقون فيها مساعدات إنسانية من منظمات وأشخاص من أجل تجاوز الأزمة.
وكان دخول القوات التركية الموصل، في كانون الأول/ ديسمبر من الأحداث السياسية المهمة التي شهدها العراق أواخر العام 2015، عندما نشرت أنقرة مئات الجنود في معسكر زليكان بقرية بعشيقة، قالت إنها في إطار تدريب القوات العراقية لقتال تنظيم داعش، وتركت ردود أفعال غاضبة لدى أوساط سياسية عراقية تعدتها إلى تقديم احتجاج لدى جامعة الدول العربية، وهددت بتقديم شكوى في مجلس الأمن.
كما أعلنت أمريكا أواخر العام بأنها ستدفع بـ (قوة الاستهداف الخاصة) الأمريكية إلى الرمادي، لمقاتلة داعش وتحرير المدينة، وانتقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الاستعدادات العسكرية العراقية ووعد بانقلاب سريع للأوضاع، وكانت قوة أمريكية وبالتعاون مع البيشمركة الكردية، نفذت عملية نوعية في قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك، في تشرين الأول/ أكتوبر عندما قامت بعملية إنزال جوي وحررت مجموعة من الرهائن، تباينت حولها ردود الأفعال بين مرحب ومعارض، وبين مطالبات لكشف الغموض حول هوية الرهائن المحررين. لكن القوات الأمريكية ذكرت أنها حصلت على معلومات استخبارية هائلة، ووعدت بتكرار مثل تلك العمليات.
كما حررت القوات العراقية قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم داعش، الذي دخله من محافظة الموصل التي احتلها في حزيران / يونيو من العام 2014 ولا يزال مسيطرا عليها، ويضم قضاء بيجي أكبر مصفاة للنفط في المنطقة، كان تنظيم داعش قد فرض سيطرته عليه وبدأ ببيع النفط بأسعار متدنية أدت إلى انخفاض أسعار النفط عالميا.
ومن المحطات المهمة في حياة العراقيين خلال العام الماضي انطلاق أكبر تظاهرات شعبية ضد الحكومة العراقية مطالبة بمحاسبة الفساد والمفسدين الذين سرقوا أموال البلاد، وذلك في منتصف العام وتحديدا في شهر تموز / يوليو عندما انطلقت من ساحة التحرير في قلب العاصمة بغداد ثم انتقلت إلى كل محافظات العراق، وما زالت تخرج كل يوم جمعة منددة بالفساد الإداري والمالي الذي أدى إلى ضياع ثلث العراق على أيدي تنظيم داعش، وإفلاس الخزينة المركزية، فيما لا يجد العديد من الخريجين والشباب فرصا للعمل في بلد يطفو على بحيرة من النفط.
وقام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على إثر تلك التظاهرات بإقالة نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء من مناصبهم، وتخفيض رواتب الرئاسات الثلاث (الجمهورية والوزراء والبرلمان) في خطوة أراد بها امتصاص زخم الجمهور الغاضب، لكن أيا من هؤلاء النواب لم يغادر منصبه عمليا، مما أسهم في اشتعال فتيل التظاهرات بشكل أكبر.
ولا تزال أمام القوات الأمنية العراقية تحديات كبيرة لعل في مقدمتها تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش التي احتلها في حزيران / يونيو عام 2014 ولا تزال تحت قبضته، وقام بقتل وترويع الناس هناك، كما ارتكب مجزرة بحق الأيزيديين في سنجار شمال المدينة عندما أقدم على قتل المئات من رجالهم ونسائهم وسبي وخطف المئات من نسائهم.
وبعد تحرير محافظة الأنبار يتطلع الجيش العراقي ومعه الحكومة إلى التوجه نحو الموصل لتحريرها وعودة أهلها إلى ديارهم وحياتهم.
تخلل العام حوادث التفجيرات والقتل التي شهدتها أغلب محافظات العراق، لكن تبقى لبغداد حصة الأسد في مساحة التفجيرات وعدد الضحايا من جراء العمليات الأمنية كالتفجيرات بالسيارات المفخخة أو الأحزمة الناسفة أو العمليات الفردية.
aXA6IDMuMTM1LjIxOS4xNTMg جزيرة ام اند امز