العبادي يتوعد "داعش" في الموصل.. والجيش يقترب من الفلوجة
مكتب رئيس الوزراء العراقي نفى تعرُّض موكبه لإطلاق نار
توعَّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، "داعش" في الموصل، بينما تقدم الجيش العراقي لتطويق الفلوجة، المعقل الأهم للتنظيم.
توعّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تنظيم داعش في الموصل شمالي العراق، بعد تحرير الرمادي مركز محافظة الأنبار، غربيّ البلاد، بينما تقدم الجيش العراقي لتطويق الفلوجة، المعقل الأهم للتنظيم والأقرب إلى العاصمة بغداد، بينما ضربت طائرات موقع لـ"داعش" في "القيارة" بمحافظة نينوى، شمال غربي العراق.
وقال العبادي، الذي زار اليوم (الثلاثاء) مدينة الرمادي المحرَّرة ورفع عَلمًا للعراق خلال دخوله منطقة المجمع الحكومي وسط المدينة، إن "عودة الرمادي وتحريرها رسالة بأننا قادمون لتحرير الموصل مركز محافظة نينوى، وأن عصابات داعش لا مكان لها في العراق".
وتجول رئيس الوزراء العراقي في مدينة الرمادي وتفقد المجمع الحكومي في قلب المدينة، والجسر العائم المؤدي إلى المدينة جنوبًا واستخدمته القوات في العبور إليها بالآليات العسكرية الثقيلة، حيث اطّلع على الأوضاع الأمنية، مشيدًا بالبطولات التي قدمتها القوات المسلحة في عملية تحرير الرمادي وطرد "داعش" وبقدرتهم على إلحاق الهزيمة بالإرهاب.
كما التقى العبادي القيادات العسكرية والأمنية وعددًا من الضباط والجنود العراقيين، بعد أن وصل على متن طائرة مروحية بصحبة محافظ الأنبار صهيب الراوي، وضباط كبار، حطت بجامعة الأنبار، غربي الرمادي، حيث التقى قادة الجيش وقوات مكافحة الإرهاب.
ونفى المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن تعرض موكب القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء د. حيدر العبادي لإطلاق نار خلال زيارته لمدينة الرمادي، مركز محافظة العراق.
وقال بيان صحفي مقتضب للمكتب الإعلامي إن "ما تردد ليس له أساس من الصحة"، داعيًا وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والموضوعية واستقاء المعلومات من مصادر موثوقة، دون أن يشير البيان إلى الجهة التي نشرت الخبر.
وتفقد العبادي المناطق المحررة في مدينة الرمادي، ووجه مجلس الوزراء بالعمل على إعمار المناطق المحررة وتوفير الخدمات الأساسية لإعادة النازحين إلى الرمادي.
وهنّأ مجلس الوزراء العراقي في جلسته الأسبوعية التي ترأسها العبادي اليوم قبل الزيارة، الشعبَ العراقي بتحرير مدينة الرمادي، وحيّا جهود وتضحيات المقاتلين الأبطال والقوات التي أحكمت الطوق على الإرهابيين وقتلت أعدادًا كبيرة منهم وحققت الانتصار.
وقال بيان صادر عن المجلس إن "عصابة داعش الإرهابية تنهار بفعل الخطط العسكرية والضربات القاصمة التي تتلقاها على أيدي القوات العراقية"، مؤكدًا أن "الخطوة المقبلة هي تحرير الموصل وتطهير كل الأراضي العراقية المغتصبة من قبل عصابة داعش الإرهابية".
وميدانيًّا شرع مقاتلو العشائر الداعمون لقوات الجيش في الحرب على داعش في الأنبار، في تولي مهمة الأمن المحلي في الأرض المحررة.
وقال قائد مقاتلي عشائر الأنبار اللواء طارق يوسف العسل، إن حشد العشائر تولى مهمة الأمن المحلي في ثلاث مناطق محررة شمالي الرمادي، وإن خمسة أفواج من مقاتلي عشائر الأنبار في الحشد تمسك مناطق: البوفراج والجرايشي والزوية وطريق البوذياب القديم على المحور الشمالي للرمادي.
وأضاف أن "الحشد" تدعمه قوات الجيش العراقي في هذه المناطق، ويشارك مقاتلو العشائر مع الجيش في عمليات عسكرية لاستعادة جزيرة الرمادي وأخرى بالمحور الشمالي للمدينة.
على صعيد متصل، شرعت القوات المسلحة العراقية في التقدم من محور جسر عامرية الفلوجة باتجاه بستان التكريتي، الذي يعد من أبرز مقرات عصابات داعش الرئيسية ومركزًا للقيادة، بمحاذاة نهر الفرات وصولًا إلى جسر التفاحة، التي تعد عمقًا لمسلحي "داعش" في مدينة الفلوجة شرق الرمادي بمحافظة الأنبار.
وذكر بيان لوزارة الدفاع العراقية اليوم أنه ضمن خطة قيادة عمليات بغداد لتطهير المناطق المحاذية لنهر الفرات ابتداءً من بستان التكريتي وصولًا إلى جسر التفاحة ومن عدة محاور باتجاه مدينة الفلوجة، تم توزيع المحاور على عدد من قيادات الفرق وهي: قيادة فرقة التدخل السريع الأولى، وفرقتا المشاة السادسة والسابعة عشرة، والفوج الثالث لواء المشاة الخامس والخمسون، وفرقة المشاة السابعة عشرة، والأسلحة الساندة بالجيش العراقي.
وأشارت إلى أنه في حال استكمال هذه المحاور وتحرير هذه المناطق سيتم قطع الدعم والإسناد عن الميليشيات الإرهابية باتجاه الفلوجة وبهذا تكون المنطقة قد أُحكمت السيطرة عليها ويصبح شرق نهر الفرات مطهَّرًا بالكامل.
وأضافت أن القطع العسكرية العاملة في هذه المناطق تواصل تقدمها ولم يبق سوى مئات الأمتار وتتم هزيمة داعش بالكامل في هذه المناطق وفق العملية التي تجري بإسناد مباشر من القوة الجوية العراقية وطيران الجيش الأبطال الذين أبلوا بلاء حسنًا في دك أوكار الإرهاب وتدميرهم وتأمين الغطاء الجوي الكثيف للقطع العسكرية أثناء تقدمه، وأنها ستزفّ في الأيام القليلة المقبلة بشرى تحرير هذه المناطق.
وأكد المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي صباح نعمان، في تصريح صحفي، أن الطوق بدأ يضيق أكثر على الفلوجة، قائلا: "إن عملية تحرير الرمادي كانت ناجحة ونظيفة ولم يتم فيها أي خسائر بين المدنيين، الذين استجابوا لدعوتنا عبر الرسائل التحذيرية والمنشورات بالتوجه إلى ملاذات آمنة وعدم البقاء في مناطق القتال".
وأشار إلى أن جهاز مكافحة الإرهاب يعمل على فرز وتدقيق الوثائق التي تم العثور عليها والأسلحة لمعرفة الجهة التي تقف وراء داعش وتدعمه، مؤكدًا أن معركة تحرير الرمادي زادت عزلة الفلوجة أكثر.
وأشاد بإسناد التحالف الدولي الذي وجّه ضربات جوية كانت من العوامل المساعدة لحسم المعركة في الرمادي، إضافة إلى دور طيران الجيش والقوة الجوية العراقية في إسناد القوات البرية، لافتًا إلى أن خطة عبور نهر الورار إلى مركز الرمادي من خلال جسر عائم على النهر وفي فترة قياسية وهو ما لم يتوقعه "داعش".
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjQyIA== جزيرة ام اند امز