مقتل 6 في هجوم لمسلحين على قاعدة هندية قرب حدود باكستان
في أخطر هجوم من هذا النوع في السنوات الأخيرة
مجموعة من المسلحين هاجموا قاعدة جوية هندية رئيسية بالقرب من الحدود مع باكستان، وفق ما أعلنت قوات الأمن الهندية
قُتل أربعة مسلحين وحارسان عندما هاجم مجهولون قاعدة للقوات الجوية الهندية قرب الحدود مع باكستان اليوم السبت في تحد على ما يبدو لمحاولات استئناف حوار بين البلدين الجارين اللذين يتمتعان بقدرة نووية.
وقال مسؤولون، إن المسلحين الذين كانوا يرتدون زيًّا عسكريًّا تمكنوا من دخول قاعدة "باثانكوت" الجوية في ولاية البنجاب بشمال غرب الهند قبيل فجر اليوم السبت، وإنهم بمجرد أن دخلوا فتحوا النار بشكل عشوائي، وذلك في أخطر هجوم من هذا النوع في السنوات الأخيرة.
وقال سوريش أروروا قائد شرطة البنجاب، إن المسلحين كانوا قد استولوا في وقت سابق على سيارة لشرطي وقادوها صوب القاعدة الواقعة تحت حراسة مشددة، وهو تكتيك يُعتقد أن متشددين مدربين في باكستان استخدموه في هجمات سابقة.
وذكر مسؤول بوزارة الداخلية أنه تأكد مقتل المسلحين الأربعة وحارسين.
وقالت الشرطة، إنه ظل بالإمكان سماع دوي إطلاق متقطع للنيران في ساعات النهار، كما حلقت طائرات هليكوبتر في الأجواء في عملية لتمشيط القاعدة بحثًا عن أي مسلحين آخرين.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن الهجوم.
وقالت مصادر أمنية هندية، إنه استنادًا إلى تحليلات أولية، فإن الهجوم ربما يكون نفذه "جيش محمد" وهي جماعة متشددة متمركزة في باكستان وتطالب باستقلال الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير.
وذكر مصدر من وزارة الداخلية طلب عدم نشر اسمه نظرًا لحساسية الأمر "البنجاب ممر أيضًا لتهريب المخدرات، وندرك الآن أن العديد من الخلايا النائمة جرى تنشيطها في البنجاب."
وتشابه هذا الهجوم مع هجوم شنه مسلحون في يوليو/ تموز على مركز للشرطة في بلدة حدودية بالبنجاب أسفر عن سقوط تسعة قتلى، ولكن الهجوم الذي شن قبيل فجر اليوم السبت كان أكثر جرأة بكثير باستهدافه منشأة عسكرية ضخمة.
وقال مسؤول بوزارة الداخلية الهندية، إن ولايتي البنجاب وجامو في حالة تأهب قصوى وتم إغلاق كل القواعد العسكرية.
وأضاف أن "مهاجمة قاعدة جوية تهديد أمني خطير، الاستراتيجية الجديدة للإرهابيين هي تحديد قواعد الدفاع قرب الحدود وشن هجمات."
ووقع الهجوم بعد أسبوع من قيام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بزيارة مفاجئة لنظيره الباكستاني نواز شريف في محاولة لاستئناف المحادثات الثنائية التي أوقفتها من قبل هجمات المتشددين.
وقال مايكل كوجيلمان، وهو خبير في شؤون جنوب آسيا في مركز ويلسون البحثي بواشنطن "في اللحظة التي وصل فيها مودي إلى لاهور (بل وربما قبل ذلك) كان من المتوقع أن يحدث ذلك.
وقال وزير الداخلية الهندي راجناث سينغ لوكالة أنباء آسيا الدولية: "باكستان جارتنا ونريد السلام، ولكن أي هجوم إرهابي على الهند سيواجه برد مناسب."
وفسر محللون هنود تصريحاته بأنها توحي بضبط النفس، وتشير إلى أن نيودلهي ترغب في مواصلة المحادثات مع باكستان.
وفي وقت لاحق أدانت باكستان الهجوم وقالت، إنها تريد البناء على النية الحسنة التي نشأت عن الاتصالات رفيعة المستوى الأخيرة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية قاضي خليل الله ضمن سلسلة تغريدات: "ما زالت باكستان ملتزمة بأن تكون شريكًا مع الهند، ومع دول أخرى في المنطقة للقضاء التام على خطر الإرهاب."