الأقباط يحتفلون بعيدهم والسيسي يفاجئهم بالحضور للعام الثاني
الرئيس طالبهم بقبول الاعتذار عن أعمال العنف
فاجأ الرئيس المصري الأقباط والجميع بحضور قداس عيد الميلاد .. كما احتفلت الكنائس بالعيد وسط تعزيزات أمنية.
احتفل الأقباط المصريون، مساء اليوم الأربعاء، بعيد الميلاد وفقًا لتقويم الكنائس الشرقية؛ حيث دقَّت أجراس الكنائس في القاهرة وباقي المحافظات وسط تعزيزات أمنية مشددة، خشية وقوع أية أعمال إرهابية.
وفاجأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجميع، بالحضور للعام الثاني على التوالي إلى مقر الكاتدرائية بالعباسية في القاهرة لحضور قداس العيد، حيث طالب الأقباط بقبول الاعتذار عما حدث لهم، وذلك في إشارة إلى أحداث العنف التي حدثت ضدهم من جماعة الإخوان.
وقال الرئيس أثناء وقوفه بجوار البابا تواضروس والقيادات الكنسية باللهجة العامية المصرية: "يا ريت تقبلوا اعتذارنا عن اللي حصل قبل كده".
وأوصى السيسى، المصريين بالاتحاد "مسلمين ومسيحيين" بعيدًا عن الاختلاف. وكرر بنفس اللهجة: "من فضلكم توقفوا أمام كلامى جيدًا .. محدِّش أبدًا يقدر يفرق بينا .. لازم نرجع زي زمان أكتر ونبقى مع بعض .. ربنا يديم الحب".
وأوصى الرئيس المصري الجميع بالوحدة قائلًا: "أوصيكم وأوصى نفسي وكل الموجدين، مفيش حاجة تؤذينا .. لا ظروف اقتصادية ولا سياسية ولا أى حاجة .. أي حاجة نقدر عليها إلا إننا نختلف".
وترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، القداس بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية التي استعدت للعيد، بحضور مندوب من رئاسة الجمهورية، وعدد من الوزراء والشخصيات العامة وممثلين عن الكنائس المختلفة ومندوب عن شيخ الأزهر.
على صعيد متصل عززت القوات الأمنية من وجودها في شوارع القاهرة ومحيط الكنائس؛ حيث دفعت وزارة الداخلية المصرية بعشرات التشكيلات الأمنية على مستوى الجمهورية.
ويبلغ عدد الكنائس المصرية نحو 2626 كنيسة في مصر؛ بينها 1326 كنيسة أرثوذكسية و1100 بروتستانتية و200 كاثوليكية.
وكان عدد من القيادات الدينية والشخصيات العامة ورجال الجيش قد حضروا الاحتفال لتقديم التهنئة للأقباط، كما استعدت الكنيسة أمنيًّا بتعزيزات وخدمات أمنية إضافية وبوابة إلكترونية جديدة.
كما زار القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي يرافقه الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة، قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وأكَّد وزير الدفاع المصري أن الاحتفال بذكرى ميلاد السيد المسيح وتزامنه مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يمثل إحياءً للقيم السامية والمبادئ النبيلة التي دعت إليها الرسالات السماوية لنشر الخير والمحبة والتسامح بين شعوب الإنسانية ونبذ الفرقة والتشدد والخلاف.
وقال: إن "مصر بنسيجها الوطني القوي ستظل نموذجًا فريدًا بين الشعوب وموطنًا للأديان ورمزًا للتماسك والتسامح والوحدة الوطنية من جيل إلى جيل".