يُخطئ من يتصوَّر أن هناك عداءً من أي نوع بين إيران والإخوان، كخطأ الاعتقاد بأن هناك عداءً بين طهران وتل أبيب مهما زعموا.
إن على الدول التي على ضفتي الخليج أن تهدأ، وندعو لإزالة التوترات وضبط النفس!".
-جماعة الإخوان المسلمين-
في لحظة تاريخية كان فيها الحزم ضد إيران وتجاوزاتها عنوانها الرئيسي بعد سلسة من الإجراءات اتخذتها السعودية ودول الخليج ودول إسلامية عدة، ضد تجاوزات إيران وما قامت به من حرق سفارة المملكة العربية السعودية وقنصليتها في تعدٍّ سافر وفاضح للقوانين الدولية واتفاقية جنيف، يخرج لنا "كعادة" هذا الحزب الشيطاني المتخاذل ببيان "ضبابي" يساوي بين الاعتداء الإيراني وردة فعل المملكة، بل يدين الأخيرة ويبرر لطهران اعتداءاتها على مقار السعودية الدبلوماسية وبعثاتها؛ فهذه كارثة تنم عن انحراف لا يقره عقل!
وما جاء في البيان "المخزي" الذي خلف انتقادات واسعة من نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقاد من جماعة الإخوان للسعودية بعد قطع علاقاتها مع طهران دون إدانة واضحة لتمادي إيران، ونص ما ورد فيه: "تلافي أية خطوات من شأنها أن تضفي المزيد من التردي على الأوضاع، وهذا يثير الكثير من التساؤلات عن مدى ارتباط جماعة الإخوان بإيران" .
يخطئ من يتصوَّر أن هناك عداءً من أي نوع بين ايران والإخوان، كخطأ الاعتقاد بأن هناك عداءً بين طهران وتل أبيب مهما زعموا؛ لأن مساحة التوافق بينهم أكبر بكثير من مساحة الخلاف، وأصبح هذا جليًّا بعد صعود الإخوان لسدة الحكم في مصر، وقصة الوفود السياحية الإيرانية لمصر، وتبادل الزيارات على المستوى الرئاسي بين طهران والقاهرة، وكانت الجماعة على استعداد لاعتناق "الصفوية" للبقاء في السلطة، وفي المقابل وجدت إيران في "الجماعة" الحليف المناسب من أجل بسط نفوذها على مصر والوطن العربي، من خلال خلق الأزمات الداخلية للدول العربية، ونشر الفوضى، وهذا أهم ما ترتكز عليه إيران لتحقيق أحلام ولي الفقيه بقيام الإمبراطورية الفارسية وتصدير الثورة الخمينية المشؤومة !
لا عجب ولا غرابة بعد كل هذا، أن تُصدِر جماعة الإخوان "المسلمين" هذا البيان، وفي هذا التوقيت بالذات، للعمل لمصلحة حلفائها في طهران، وإنقاذها من أزمتها السياسية وحصارها الدبلوماسي، ومن حزم الملك سلمان، العمل الذي يتناوب عليه حلفاء فارس في العالم العربي "حماس والإخوان".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة