الطاقة الكونية.. علاج حائر بين عالم الأسرار واتهامات الدجل
"صعق الأطباء من نتائج الفحوصات، وبعضهم كان يعرف بهذا العلاج، لكن البعض الآخر رفض تماماً الاعتراف بفعاليته رغم رؤيته لنتائج الفحوصات".
عمر طلوزي أردني لاحظ أن صحة ابنه الصغير "راشد"، الذي يبلغ من العمر 7 سنوات، تتدهور يوما بعد يوم، فيعاني من كثرة التبول، وانتفاخ في جسمه، وعند فحص مستوى السكر وهرمون الكورتيزول لديه بالدم يظهران دوماً بمعدلات عالية، ومن المحتمل أن يصبح مريضا بالسكري في الفترة القريبة إذا لم يعالج.
وبعد جولة مع الأطباء رجّحوا معاناة "راشد" من خلل هرموني غير معروف مصدره، وقالوا إن السبب قد يكون راجعا إلى الغدة النخامية.
ويقول طلوزي: "كل طبيب أصبح يشخّص بشكل مختلف عن الآخر، وحالة ابني آخذة بالسوء، وآخر المقترحات كانت أن يأخذ الاطباء عينة من الغدة النخامية التي تقع خلف الأنف بجانب العين، لكنني شعرت بخوف حقيقي على ابني، وبدأت أبحث عن طرق أخرى لعلاجه، وعندها فكرت في العلاج بالطاقة، لأنه إن لم ينفع لن يضر، لعل الله يشفيه".
ويضيف: "ذهبت وابني للمعالج أحمد شرف، الذي يعالج بالطاقة الكونية، وخضع راشد لـ7 جلسات، تتراوح مدة كل منها بين نصف ساعة إلى ساعة، وبعد كل جلسة خضع راشد للفحوصات الطبية، وبالفعل كان هنالك تحسن ملحوظ، حتى إن الأطباء تساءلوا عن الطريقة التي شفي بها، خاصة أنهم لم يحددوا حالته بشكل دقيق منذ البداية".
أما الدكتور عمر بني ياسين، وهو متخصص بعلم النفس، فأصابه ورم سرطاني حميد خلف غدة البروستاتا، ولا ينفع معه العلاج الكيماوي أو الإشعاعي أو العلاج عن طريق الموجة، ولم يكن هناك مفر من الجراحة، ويقول: "رفضت الجراحة لأن لها مخاطر عديدة، وتدهورت صحتي، ولم أعرف ماذا أفعل، لكن ابنتي نصحتني بالخضوع لجلسات من العلاج بالطاقة الكونية، وبالفعل خضعت لها".
كان حجم الورم لدى عمر بطول 22 سنتيمترا، وعرض 18 سنتيمترا، وأصبح طريح الفراش، لا يستطيع الحركة، حتى خضع لـ12 جلسة من العلاج بالطاقة. وبعد كل جلسة كان يجري الفحوصات، حتى بدأ الورم يصغر فأصبح بعرض 4 سنتيمترات وطول 4 سنتيمترات أيضا. ويقول: "صعق الأطباء من نتائج الفحوصات، وبعضهم كان يعرف بهذا العلاج، لكن البعض الآخر رفض تماماً الاعتراف بفعاليته رغم أنه رأى نتيجة الفحوصات بعينه، واختفى الورم نهائياً وعادت حياتي لطبيعتها، وأحمد الله عز وجل أنني لم أخضع للجراحة ولم أتناول أي دواء".
المعالج بالطاقة الكونية، أحمد شرف، يلفت إلى أن العلاج بالطاقة علم قديم وليس حديثا، ووجد في الحضارتين الفرعونية والرومانية، وأن الطاقة السلبية وعدم توازن طاقة أجسادنا هي أساس المرض، ويقول: "أبلغ من العمر 24 عاماً، ودرست إدارة الأعمال من جامعة الشرق الأوسط، ثم توجهت لدراسة ماجستير علوم الريكي من (ريكي أكاديمي) عام 2014. ويقوم هذا العلم على فكرة وجود 7 مراكز للطاقة في الجسم، وفي كل مركز يوجد تجمع عصبي وغدد مرافقة، ومن المهم أن تكون هذه المراكز في حالة توازن واستقرار، وعدم الاستقرار يعني إصابة الشخص بالمرض".
وأوضح أن أي تجمع عصبي لديه قدرة على تجميع موجات كهرومغناطيسية، ومصدرها الكون، وتكون آلية علاج أي مرض من خلال تجميع موجات كهرومغناطيسية يركزها المعالج في يده ويسلطها على العضو المصاب، حتى يرجع إلى حالته الطبيعية ويتحقق الشفاء.
المثير أن أحمد شرف يؤكد نجاح هذا الأسلوب في علاج الكثير من الحالات، التي كان من بينها مرضى الصرع، والتضخم في الغدة الدرقية والنخامية، وأنواع من السرطانات.
ويقول: "الطاقة الكونية أساسية في حياتنا أو بنيتنا، فهي تحيطنا من الخارج وتتغلغل في أجسامنا من الداخل. وحتى ندعم ونقوى أجسامنا، التي تعتمد على الضوء أو النور نحتاج لإدخال كل من الطاقة الكونية الأثيرية وطاقة الأرض، اللتين يتم امتصاصهما بأجسامنا من خلال مراكز أو عجلات الطاقة في الجسم، ثم توزع هذه الطاقة لأجسام هالة الإنسان وكل خلية من خلاياه.
وهناك 50 مستشفى في الولايات المتحدة تعترف بالعلاج بالطاقة وتعتبره مسانداً للعلاج الحديث، وتوفر عيادات خاصة له".
وأشار إلى أنه في عام 2002، بيّنت دراسة تمهيدية أجريت في جامعة ألبرتا في كندا، أن مرضى السرطان لقوا تحسناً بسيطاً في نوعية الحياة عندما أضيف الريكي إلى الأدوية القياسية.
وفي دراسة أخرى نشرت عام 2004 ثبت أن المرضى الذين عولجوا بالريكي شعروا بتناقص محدود في الألم النفسي، مقارنة بمن أُعطوا علاجاً وهميا (بلاسيبو).
ومن الصعوبات التي يواجهها كمعالج بالطاقة، يقول شرف: "أهم مشكلة تواجهنا هي اعتقاد الناس أن العلاج بالطاقة ما هو إلا شكل جديد للشعوذة والسحر، كما يظن البعض أن العلاج يتضمن تعاليم بوذية تخالف الإسلام، بالاضافة إلى أن الشخص الذي يأتي للعلاج يحمل في عقله الباطن موروثات من شأنها أن تجعل جسمه يرفض الطاقة في الجلسات الأولى، وأنا شخصيا مؤمن بالعلم، الذي درسته، ولدي حالات كثيرة عملت على علاجها وتحسين صحتها، وتم إثبات ذلك بالتقارير الطبية".
الطبيبة الباطنية ميساء خريسات، من مستشفى الجامعة الأردنية، تجد أن الخطورة تكمن في اعتماد الأشخاص على العلاج بالطاقة بشكل كامل، وعدم عمل الفحوصات التي تلزم لتشخيص المرض، وإهمال العلاج الدوائي، وبالتالي عندما يراجعون الطبيب تكون الحالة قد استفحلت ويصبح علاجها معقدا.
وتقول: "الأطباء لا يؤمنون بمثل هذه العلاجات، خاصة أن مدارسها عشوائية ولا توجد عليها دراسات مُحكمة، فمن يحدد عدد الجلسات التي يحتاجها هذا الشخص، وما هو جذر المرض الذي يصيبه، في الحقيقة أعتقد أن الحالات التي تؤمن بهذا العلاج وشفيت على يد المعالجين كانت بحاجة إلى استرخاء ورعاية نفسية لا أكثر، ولا أنكر أن اضطراب الحالة النفسية من عوامل الإصابة بالأمراض، ولكن هذا لا يعني أن يحل العلاج بالطاقة محل الطب الحديث".
وبيّن الناطق الإعلامي لوزارة الصحة الأردنية، حاتم الأزرعي، أن الوزارة لا ترخّص مراكز للعلاج بالطاقة، ذلك أن قانون الصحة العامة والأنظمة الصادرة بمقتضاه لا تتضمن مثل هذه المهنة، وليست مدرجة في هذا القانون، ويقول: "قد تكون هناك دراسات علمية تثبت نجاعة العلاج بالطاقة، لكن ليست هذه الدراسات من اختصاص وزارة الصحة".
ويضيف الأزرعي: "فيما يتعلق بمدى إيمان الوزارة وكوادرها الطبية بفعالية العلاج بالطاقة، فإن الوزارة وطواقمها يخضعون للقوانين والانظمة النافذة المتعلقة بالشأن الصحي، وأي ممارسة صحية دون الحصول على ترخيص مزاولة المهنة للمنشأة أو العاملين بها، فإنه وفق القانون يتم إغلاق المكان وتحويل الأشخاص إلى النائب العام".
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4xMDcg جزيرة ام اند امز